أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Sep-2016

اتفاقية الغاز؟!*صالح عربيات

الغد-تذكرت موقفا طريفا، في إحدى المرات ذهب صاحب المصنع ليتفقد سير العمل والعاملين، وأثناء مسيره شاهد أحدهم يقف إلى جانب الباب مشعلا سيكارة وفي يده كأس قهوة و(متجلّي)، اقترب منه وقال له: خذ هذا باقي حسابك ولا أريد أن أشاهدك بعد اليوم في المصنع، فأخذ هذا الشخص المبلغ وغادر مسرعا، وبعدها دعا جميع الموظفين الى أجتماع عاجل وبدأ يتفلسف قائلا: هذا مصير كل من يلهو ولا يعمل بعد اليوم، وكل من سيضيع الوقت في اللهو بعد اليوم سيكون مصيره الطرد مثلما حصل مع زميلكم قبل لحظات، فقاطعه أحد الموظفين قائلا: ياسيدي، من كان موجودا قبل قليل وغادر ليس عاملا في المصنع بل هو أحد العاملين في توصيل الطلبات للمطعم المجاور!
تخيل أن الحكومة هرولت مسرعة لتوقيع اتفاقية الغاز من الكيان الغاصب لمدة 15 عاما، لم تتروَ قليلا وتسأل نفسها؛ أليس من المفروض أن يكون لدينا مفاعل نووي بعد عدة سنوات قد يكفي حاجتنا من الكهرباء؟! ألم تفكر ولو للحظة بأن العرب قد يكونون أحسن حالا وتضامنا وقد يجمعنا الحلم العربي المشترك وخط الغاز العربي المشترك، ألم تتوقع اكتشاف الغاز في الأردن ولو بعد حين، ألم يخطر في بالها أن مصادر الطاقة البديلة بدأت تجتاح دول العالم وتحقق نجاحا ملحوظا ووفرا كبيرا في النفقات وقد لايكون بعد سنوات هناك من يستخدم الغاز، ذهبتم مسرعين، وتفلسفتم ووقعتم اتفاقية مع الكيان  لمدة 15 عاما، وقد نكتشف بعد لحظات من توقيع الاتفاقية ودفع عرق الأردنيين وكدهم للكيان المغتصب أن لدينا بديلا آخر أكثر وفرا وكرامة وأن هذه الاتفاقية قد لاتعنينا ولاتناسبنا مطلقا.
أسأل برسم الوجع والقهر والمديونية؛ وأنتم من الواضح أنكم أكثر ذكاء من نيوتن، فهذا العالم انتظر سقوط التفاحة على رأسه حتى يكتشف الجاذبية، وذكاؤكم الخارق انتظر سقوطنا في العجز والمديونية أضعافا مضاعفة بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية آنذاك لتكتشفوا لنا اليوم  الغاز الاسرائيلي، فكانت نتيجة الذكاء الخارق ارتفاع المديونية لأنكم لم تفكروا باستيراد الغاز من الكيان المغتصب حينها، ونقصان الكرامة طالما أصبحنا بحاجة إلى التعاون مع دولة ماتزال في العداوة والبغض والكراهية هي قبلتنا الأولى. فمن يحقق هذه الثنائية التاريخية غير عبقرية المسؤول الاردني!
أضحك حين يقولون إن الرئيس منهك في مشاورات التعديل، ولا أدري لماذا هو منهك؟! ربما لأنه يبحث عن وزير للطاقة والثروة المعدنية من أصحاب الكفاءة، صدقني حتى لو وقع الاختيار على صاحب محل (كنافة) وزيرا للطاقة والثروة المعدنية سينجح بكل تأكيد، أولا تم تأمين الطاقة لمدة 15 عاما من الكيان المغتصب، ومن ثم حتى لو اجتهد واكتشف لنا الثروة المعدنية كيف يمكن استغلالها والاستفادة منها ونحن لمدة 15 عاما مجبرون لا مخيرون على استيراد الغاز من غيرنا.
أطالب الرئيس أن لاينهك نفسه، لأن اختيار كنترول باص أصبح أصعب بكثير من اختيار وزير للطاقة والثروة المعدنية.
فالأول مطلوب أن تتوفر فيه مواصفات معينة لأنه سيعمل من الصباح إلى المساء، أما الثاني لو نام 15 سنة قادمة لن يكتشفه أحد!!
 اتفاقية الذل لن تساهم فقط في تخفيض التكاليف، بل أيضا في توفير النفقات، فليس هناك من الآن أي حاجة للمشاركة في أي مؤتمر ضد الكيان الغاصب!