أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2019

ظاهرة صوتية* محمد سويدان

 الغد

عندما كنا ننتقد الشخص الذي يقول أكثر مما يعمل، كنا نصفه بأنه “ظاهرة صوتية”، أي أنه يتحدث كثيرا ولا يفعل شيئا. ويبدو أن هذا الوصف ينطبق على حكومة عمر الرزاز. فهذه الحكومة ومنذ أن جاءت وهي تتحدث وتعلن وتؤكد عن رفضها للفساد والتزامها بالشفافية ومصلحة المواطنين، وانقاذ الاقتصاد ومما أنجزته الحكومة، وهي بالمناسبة تقول إنها أنجزت الكثير، نجد أن إنجازاتها ضئيلة جدا وخصوصا في القضايا الأساسية والمهمة.
فمثلا الحكومة تحدثت كثيرا عن جهودها لمحاربة الفساد، وسجلت إنجازات( حسبما أعلنت) في بعض الملفات المهمة وعلى رأسها جلب المتهم الرئيس بقضية الدخان عوني مطيع، وإحالة بعض المسؤولين السابقين إلى المحاكمة على خلفية القضية. 
ولكن، لو نظرنا بعمق وتمحيص بهذه الادعاءات، نجدها ليست صحيحة بالكامل، فجلب المتهم الرئيس لم يكن لينجح لولا تدخل الملك. فالجهود الملكية هي التي جلبت مطيع، وليس تصريحات رئيس الوزراء، وخطابات المسؤولين، وحديثهم الطويل عن مكافحة الفساد.
وسجلت الحكومة، هذا الإنجاز لها. كما قامت بعد التوسع القضائي بالتحقيق بتسجيل إنجاز تحويل مسؤولين سابقين إلى القضاء على خلفية نفس قضية الدخان إلى نفسها، مع أن الإنجاز يجب أن يسجل للقضاء وليس للحكومة.
ورغم الانتقادات العديدة والشديدة للسياسات الحكومية، إلا أنها وصلت دعايتها، بانها ملتزمة بالشفافية ومحاربة الفساد ومصلحة المواطنين. ولكن، كما يظهر، فان الحقائق تظهر جلية واضحة دون لبس، برغم كميات الدعاية والتوجيه المستمر لها.
فحديث الحكومة عن الشفافية، يكاد يكون يوميا، وفي كل المحطات الرئيسية.. كما أن حديثها عن التزامها بالقانون فيما يتعلق بالتوظيف بالمناصب العليا، لم ينقطع يوما.
ولكن الكلام شيء والحقيقة شيء آخر، فالحكومة لم تلتزم بما تقول، بل أن ما تقوله على هذا الصعيد كان للاستهلاك المحلي، ولتحسين صورتها أمام الرأي العام المحلي. 
أما على صعيد الحقيقة، فكانت تنحو منحى آخر، وهذا ما اثبتتها تعييناتها الأخيرة للمناصب العليا وخصوصا لأشقاء النواب.
من وجهة نظري الشخصية، فالحكومة لم تنجز شيئا، مما أعلنته أو تحدثت عنه، ولم تلتزم بالشعارات الطنانة التي اطلقتها. فإنجازاتها الحقيقية التي شعر بها ولمسها المواطن، هي ارتفاع أسعار المواد الأساسية، قانون ضريبة الدخل، انخفاض قيمة الرواتب، ضنك المعيشة، وتعييناتها الأخيرة التي صبت لصالح نافذين ونواب.
وطبعا، بهذا السياق لايمكن أن نحسب لها قانون العفو العام كإنجاز، فهذا العفو ليس إنجازها والجميع يعرف ذلك.
بعد كل هذا ألم يحن وقت المصارحة الحقيقية؟ جاءت الحكومة لتحسين أوضاع المواطنين وإصلاح الاقتصاد وتحسين الحريات والشفافية ومحاربة الفساد. ولم تنجز شيئا على هذا الصعيد، والإنجازات التي حققتها دفعت اليها دفعا، ولم تكن بخاطرها. 
يبدو، أن الحكومة التي جاءت لإخراج المواطنين من عنق الزجاجة، تعيش هي هذه الأيام بعنق الزجاجة!.