عمان اكسشينج -
وبقي الوضع هادئا حتى شهر أيلول/ 1969 عندما قامت ثورة الفاتح في ليبيا بقيادة العقيد معمر القذافي ، والتي أشعلت شرارة التغيير في سوق النفط وكلّ ما يتعلق به من دول منتجة ومصدرة ومستهلكة وشركات النفط العملاقة السبعة .
قبل ذلك ، وعلى الرغم من التغييرات البطيئة والبسيطة على سوق النفط ، فقد كانت تغييرات هامشية يصعب للراصد أن يلحظها أو أن يتوقع تغييرا جذريا عليها . فقد كان من الصعب تصور ثورة في أسواق النفط بعد عقود من الإستقرار الراسخة على وفرته واسعاره الرخيصة ، وعلاقات الشركات السبعة وامتيازاتها الهائلة مع الدول المنتجة المصدّرة القائمة على أسس تجارية بحته ، والتي خلت من اي ملامح سياسية أو ملامح تتعلق بأمن الدول الصناعية المستوردة .
جاءت ثورة الفاتح في ليبيا بقيادة جديدة ، لم تكن معتادة على علاقات هيمنة حكومات الدول الصناعية الغربية المستوردة على حكومات الدول المصدرة للنفط ، كذلك كانت القيادة الليبية الجديدة أيضا ليست معنية كثيرا بمقولات استقرار الإقتصاد العالمي الذي تسيطر عليه الدول الغربية المستوردة للنفط.
كانت المصالح الأمريكية في ليبيا متمثلة بعنصرين أساسيين ، الأول ، استثمارات شركات النفط في الحقول الليبية ، والثاني بالقاعدة العسكرية الجوية " هويليس Wheelus " على أراضيها. وقد خرجت "مجموعة واشنطن للمهمات الخاصة Washington Special Actions Group " بتوصياتها للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بأن من مصلحة أمريكا أن لا تعارض القيادة الليبية الجديدة ، وأن الأفضلية للمصالح النفطية واستثماراتها هناك ، خاصة أن قاعدة الجو الأمريكية لم تكن بتلك الأهمية ، وأن القيادة الليبية الجديدة طلبت ترحيلها.
أما أوروبا ، وكانت تعتمد بنسبة 60% من حاجتها للطاقة على النفط المستورد ، وما نسبته 25% منها كانت تستورده من ليبيا ، والتي تتمتع بميزة تجارية نظرا للموقع الجغرافي وأثره على حساب التكاليف ، ونوعية النفط الليبي الممتازة. لذلك تلاقت المصالح الأمريكية مع مثيلتها الأوروبية ، وتقرر التوافق مع القيادة الليبية الجديدة.
الحلقة 1
الحلقة 2
الحلقة 3