أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2014

مبادرة جلسات الربيع: إعادة الحياة لفندق الملك غازي التراثي
الراي - وليد سليمان - ذات يوم جمعة قبل عدة أسابيع .. امتلأت الشرفات - المُطلة على الشارع - التابعة لمبنى فندق الملك غازي التراثي بالموسيقيين يعزفون ألحاناَ جميلة ومن حولهم على النوافذ زوار المكان على الطابق الثاني فوق المحلات التجارية , ويقع هذا الفندق العريق في شارع السعادة الصغير والقريب جدا من مركز وسط البلد والمسجد الحسيني الكبير في عمان.
كان المشهد رائعا للمارة من الناس , حيث توقفوا فجأة على الرصيف المقابل مندهشين وفرحين لهذا المشهد الفني الثقافي النادر.
وقبل حوالي أربع سنوات توقف فندق الملك غازي عن استقبال زبائنه بسبب زيادة رفع الإيجار السنوي بشكل كبير, مما اضطر مستأجره «الزعبي» لإخلائه رغم كل محاولات إيجاد الحلول والتشبث بهذا المكان العماني النادر في تصميمه المعماري العربي الشرقي المدهش من داخله وخارجه .
وكان هناك شباب وشابات مثقفون لديهم الحس الفني والعشق لمدينتهم التاريخية «عمان» ووسطها التاريخي الجميل .. اجتمعوا في مبادرة أسموها «جلسات الربيع» , إذ قاموا وبتوجيه من الشابتين « نورا الخصاونة» و « تولين توق « بترميم هذا الفندق قدر المستطاع مع الحفاظ على جوهره وشكله وغرفه وساحته الشرقية العربية كما كانت منذ حوالي مائة عام .
وعقد فيه الشباب والشابات من الأردن ودول عربيه واجنبية ندوات وأمسيات و ورشات عمل فنية منها : السينمائية والموسيقية والرسم والأمسيات الادبيه والحوارية , في عدة مواضيع ومحاور, ومنها حبهم لعراقة عمان والحفاظ على مبانيها الحجرية، المميزة ذات الفن الهندسي المعماري المدهش.
 
كلمة المشرفين
صعدتم أو صعدتن للتو إدراج ما يسمى بفندق الملك غازي، وقد بني هذا الفندق»علي الكردي» في عام 1918، ليصبح هذا المكان أقدم بناية من الخرسانة في وسط البلد بعمان .
وقد تكرس هذا المبني التاريخي كمسرح لأدوار مختلفة مثل : بيت العائلة، وخان، ومحكمه شرعية، وذكرى حدث هام تم فيه قديما تسليم أسلحة العثمانيين للهاشميين.
 
جسم ثقافي معرفي
وفي أشهر سابقة احتل حوالي 20 فناناً وفنانة ًومُنظماً ومساعداً هذه البناية التاريخية – فندق الملك غازي - تحت مظلة «جلسات الربيع « لتصبح تجربة جماعية إبداعية , وبرنامجاً لأقامه علاقات ثقافية وإنسانيه وتواصلية
في نسخته الأولى استقبل البرنامج في مقره لهذه السنة المشاركين في خلفية ثقافية متفرعة مع مشرفين وفنانين وقيمين لتشجيع الحوار بين الجيل الصاعد والعاملين الثقافيين الأكثر خبرة .
وطيلة فترة البرنامج حث الفكر والنهج والممارسة الثقافية والتلاقي معا على تشجيع المشاركين على التحليل الناقد للأنماط الفنية والثقافية من خلال التجريب، واستفاد الجميع من مراجعة الكثير من العناصر المكونة لسلوكهم وتجارب حياتهم اليومية في عمان .
 
في غرف الفندق
وفي جولة لأبواب الرأي في غرف الفندق يوم هذا النشاط لجلسات الربيع لاحظنا الكثيرين من الزوار والمشاركين وهم يتجولون فيها ويتعرفون عما تخصصت به كل غرفة أو ساحة :
الغرفة رقم «1» خُصصت لعرضٍ سينمائي حول أصحاب البسطات وأصحاب المحلات وأصحاب الأفكار .
والغرفة «2» كانت لعرض أفلام فيديو عن الفن والسياسة والتخطيط للمشهد الحضري العَمَّاني، والغرفة «3» للاتنوجرافيا وسط البلد في عمان، والغرفة «4» كانت للطعام، والغرفة «5» لمتحف الأشياء من بقايا بعض زبائن الفندق قديما مثل: مرآة وأداة حلاقة ومسبحة ومشط ... الخ، والغرفة»6» عن طرق الاستماع.
 وكانت هناك كانت غرف أخرى مثل غرفه عصام والمخزن، وغرف أخرى كانت قديما مخصصة لنوم زبائن الفندق كما الغرف السابقة الأخرى، وتميز المكان بوجود ساحة ضخمه داخلية وفي سقفها منور زجاجي لضوء الشمس، وساحة أخرى خلفية على جوانبها عدة غرف أخرى صغيره قديمة .
 
رهام .. ودجاج كراهي
أمّا المشارِكة «هام شربجي» فقد سبق أن حضّرت طعاماً في مطبخ فندق الملك غازي للمشاركين في جلسات الربيع حيث كتبت موضحة:
 « لطالما سبَّبَ لي إنتمائي إلى ثقافتين أزمة هوية، إلاّ أنّ إرثي الباكستاني الأردني يمنحني ميزة إيجابيه حين يتعلق الأمر باللباس والمظهر، وذائقه الأكل، واللغة.
 وفي نهاية جلسات الربيع، قمت بتحضير العشاء لعشرين شخصاً، وحضرت كراهي الدجاج، وهو طبق سهل التحضير خاص ببنجابي. ويمكنني أن أجرؤ على القول بأنه مكان لذيذا وينافس ذلك الذي تعده أمي. أول شيء يجب أن تفعله هو أن تطلب من اللحام أن ينظف الدجاج بطريقه جيدة جداً، تأكد من نزع الجلد وتقطيعه إلى 12 قطعة مع العظام، إذ لا يصلح الدجاج المسحب لهذا الطبق ولا يعطي نفس المذاق. بعد غسل الدجاج، قم بغلي الماء في إناء، وأضف الدجاج إلى أن يُقلى أيضا. بعد أن تظهر الرغوة، دعه على نار هادئة لمدى عشر دقائق أخرى حتى تتخلص من المرق. تأكد من نقع الدجاج مره أخرى حتى تتخلص من كل الشوائب التي علقت به. الآن ضعه جانبا « الكراهي» وهو إناء حديدي يشبه في شكله مقلاة «»اللووك» الصينية، وصب قليلا من زيت الطبخ لقلي بصلتين من البصل الناشف المقطع، وعندما يميل البصل إلى اللون الذهبي، أضف الدجاج وقلبه لمده حوالي خمس دقائق أو إلى إن يصبح مقرمشا قليلا. قم بتقطيع خمسه فصوص من الثوم إلى أصناف وأضفها إلى الدجاج.
بعد دقائق قليلة، قم بإزاحة الدجاج قليلا حتى يتسنى لك تسخين البهارات، أضف الفلفل الأحمر المطحون، والكركم المطحون، والكزبرة الجافة، بعد ذلك، اخلط البهارات مع الدجاج وغط الوعاء، واتركه على نار هادئة لمدة دقائق قليله أخرى. أضف الزنجبيل المفروم واخلطه جدا. وفي هذا الوقت، تحتاج إلى ثلاث حبات كبيرة من البندورة المقشرة والمقطعة من دون بذر لإضافتها إلى الوعاء. غط الوعاء واتركه على نار هادئة لمدة عشر دقائق أو إلى إن يرق الدجاج ويلين. يزين الطبق بالزنجبيل المقطع أو الكزبرة الطازجة، أو الفلفل الأخضر الحار، ويقدم مع خبز الروتي/ أو خبز النان أو أرز البسمتي الأبيض .
 
نزلاء الفندق قديماً
ومن أشهر نزلاء هذا الفندق قديما زمن الكردي و الزعبي شخصيات معروفة منهم مثلا : مصطفى وهبي التل ( عرار ) شاعر الأردن الأول، ومن الذين اصبحوا وزراء فيما بعد مثلا: سالم مساعدة ومحمد الخطيب عندما كانا طلابا يضطران للذهاب إلى مدرسة السلط الثانوية لتقديم الامتحانات الثانوية .. كذلك بعض شيوخ وباشاوات الأردن مثل حمد بن جازي، كليب الشريدة، راشد باشا الخزاعي، مفلح اسعد البطاينه، هارون الجازي، عضوب الزبن .. و الكثير من أبناء البادية والقرى الأردنية البعيدة الذين كانوا يأتون إلى العاصمة عمان من اجل إجراء بعض المعاملات الحكومية أو التجارية ولعدة أيام فيناموا في هذا الفندق .
كذلك كان من رواد هذا الفندق كلوب باشا عندما كان قائدا للجيش الأردني.
و هذا لأن فندق الملك غازي كان يُعتبر من أجمل فنادق عمان القديمة .. وكان رواده قديما يأتون له إما للنوم أو للزيارة وللجلسات واللقاءات الشعبية الحميمة مع مشاهير من وجهاء وشيوخ وتجار عمان. وكان هذا الفندق يتميز بوجود صالون أو صالة واسعة جدا وله منور زجاجي يرسل أشعة ضوء النهار ليعطي رونقا جميلا .
وكانت الأجرة اليومية للنزيل في هذا الفندق بحدود (5) قروش فقط .. وهذه أجرة مرتفعة مقارنة بالفنادق الأخرى التي كانت تأخذ عن الليلة اقل من ذلك بكثير وربما كان يحدث هذا في الثلاثينيات أو الأربعينيات من القرن الماضي.
ومع مرور الأيام وحتى قبل عقد أو عقدين من الزمن أصبح الفندق شعبيا جدا بنزلائه الذين اقتصروا على العمالة الوافدة، وعلى بعض القادمين للضرورة إلى عمان من بعض محافظات المملكة لأمر عملي .. كذلك بعض السائقين القادمين من الدول العربية المجاورة للمبيت فيه لليلة أو ليلتين مثلا.
وكل ذلك أصبح من الذكريات الحميمة .. لكن بلاطات أرضيات الفندق ونوافذه وأبوابه ما زالت زاخرة بأنفاس النزلاء و حكاياهم وأمانيهم ورغباتهم وأوجاعهم وضحكاتهم ,الذي ضم جزءاً من تاريخ هذه المدينة عاصمة الوطن العزيز.

نشاطات جلسات الربيع في الفندق