أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Aug-2014

بناء البرامج التنموية يتطلب استدامة العمل...*خالد الزبيدي

الدستور-مشكلتنا ليست سياسية أو أمنية بل اقتصادية هذه كلمات واضحة أطلقها الملك خلال لقائه عددا من الفعاليات الاقتصادية يوم الخميس الماضي في قصر الحسينية، هذا التشخيص يؤكده قائد البلاد مجددا ليضع المسؤولين في القطاعن الحكومي والخاص أمام مسؤولياتهم، وحدد المهمة الاولى، بالفقر والبطالة، وأعاد التذكير بأن النجاح يكمن في تحسين مستويات معيشة المواطنين، وبلوغ العدالة في توزيع الاقتصاد بين المواطنين، هذه الكلمات ليست المرة الاولى التي يطلقها الملك امام المسؤولين وفعاليات القطاع الخاص بقطاعاته المختلفة، وأعادها بقوة هذه المرة للقيام بمسؤولياتنا في ضوء تقصير مركب يتقاسمه جميع الأطراف، بدءا من الحكومات وصولا الى القطاع الخاص.
طرح رؤية عشرية للنهوض بالاقتصاد تعني أن الحكومات المتعاقبة لم تستطع الخروج من ازمات متلاحقة، وتحولت السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية الى سياسات ادارة ازمات، وحكومات تسيير اعمال، بينما المطلوب لمواجهة استحقاقات المرحلة تحويل التحديات الى فرص، ووضع سياسات وبرامج تنموية سنوية وغير سنوية تراجع دوريا للبناء عليها، إذ شهدنا خلال السنوات الماضية بدايات متكررة، دون الالتفات لما تم انجازه سابقا، لذلك كنا كثيري البدايات، والارجح ان يكون ذلك احد الاسباب التي قادتنا من اخفاق الى آخر، لذلك تأتي كلمات الملك واضحة دونما مواربة تطالب الجميع بعمل مستدام كلي وشامل.
السنوات «العجاف « الماضية التي التي انطلقت مع بدء الازمة المالية العالمية العام 2008، وتواصلت مع ما يسمى بـ « الربيع العربي» لاحقتنا بقسوة واستجاب البعض لمفرداتها دون الانتباه الى ان الاردن كان -وما زال- منيعا، ويستحق منا ان نقدم له كل نفيس، ومع الاقرار بأن التأثيرات الاقليمية كانت -وما زالت- قاسية اجتماعيا واقتصاديا وماليا، وان من يقلل من انعكاساتها او يبالغ فيها يقع في اخطاء جسيمة.
اجتماعيا واقتصاديا على المديين القصير والبعيد سيتحمل الاردنيون تبعات لا تنتهي بسرعة كما يعتقد البعض، فالتعليم والصحة، وتوليد المزيد من الكهرباء بكلف مرتفعة، وتوفير المياه، وسوق العمل، هذه مجتمعة وغيرها ترتب علينا أعباء ليس من اليسير تدبيرها، وان ادارة هذا الملف تتطلب عزيمة حكومية عالية، وتواصلا مع الدول العربية والصديقة، والمنظمات الدولية لتوفير متطلبات اللجوء السوري الكبير.

وهنا بعد أن سمعنا جميعا قول الحق والفصل لجلالة الملك يوم الخميس الماضي، علينا أن نجري مراجعة مخلصة لما مر بنا وما ينتظرنا، وأن نقدم حلولا ناجعة، إذ أن لدينا فرصا حقيقية للتقدم رغم التحديات الجسام...وفي هذا السياق يُطرح اكثر من سؤال امام المسؤولين الحكوميين:
لماذا ينتظر الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة حتى يطالبهم جلالة الملك بالقيام بدورهم الطبيعي، خاصة أن ما يطلبه منهم القائد ورد في كتاب التكليف منذ اليوم الأول لتسلمهم مهامهم؟! من الطبيعي أن يوجه لهم رؤى تأشيرية بعيدا عن التفاصيل، إذ ليس من الضرورة ان ينبِّه الملك لقضايا يفترض انها في صلب أعمالهم ومن أبجديات واجباتهم اليومية، إذ ليس من المفهوم ان تستمع لتصريحات مسؤول معيّّن يؤكد اهمية تحسين اداء القطاع الفلاني، بينما المتوقع ان يبادر ذلك المسؤول الى العمل من خلال الجهاز التنفيذي المسؤول عنه مباشرة ...شكرا لجلالة الملك الذي لا يدَّخر جهدا لتقديم الأفضل دوما....وعلى المسؤولين والقطاع الخاص القيام بمسؤولياتهم ... فالأردن قادر على النجاح.