أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Oct-2014

الموجب .. جوهرة أردنية ومكان ساحر للإكتشاف
الدستور – جمال خليفة - يقع وادي الموجب جنوب محافظة مأدبا وشمال محافظة الكرك وعلى بعد 4 كيلومترات جنوب مدينة ذيبان (قرب مدينة الكرك) ويبلغ عمقه 500 متر تقريباً وينحدر من الجنوب 9 كيلومترات وصعوداً 11 كيلومتراً.  وهو الجوهرة الأردنية الزمنية تملؤه بيوت العناكب وأعشاش العصافير. وترى الأسماك تسبح أمامك ويمكن التقاطها باليد. وفي نهاية الممر تنبهر عندما ترى تشكيلات صخرية لم تر مثلها في حياتك. إنه مكان ساحر للاكتشاف، ويوجد شلال مياه رائع و مكان منخفض يصعب الوصول إليه إلا بتدريب مسبق. ويحمل الموقع جمالية خاصة وهو من أفضل الأسرار الأردنية المحفوظة. والشلال الذي يتدفق في الوادي جزء من هذه الطبيعه.
ويشكل الوادي بيئة خصبة لعيش وتكاثر كافة أنواع النباتات والحيوانات البرية، إذ يمتد على عدة أقاليم مناخية بسبب تفاوت إرتفاعه عن سطح الأرض من  400 متر عند مصب البحر الميت إلى إرتفاع 850 متر عند السفح الواقع في محافظة الكرك، ونتيجة الفرق الكبير في الإرتفاع عن سطح البحر تختلف كمية الأمطار السنوية بإزدياد الإرتفاع وبالتالي يختلف نوع التربة وطبيعة الحياة البرية بإختلاف كل تلك العوامل. ويجري في وادي الموجب نهران، هما نهر الموجب ونهر الهيدان، ويلتقيان عند نقطة «الملاقي» قبل أن يصبا في البحر الميت.
 
وادي الموجب في التاريخ
وقد أطلق العرب على هذا الوادي لفظ  «موجب» المشتقة من «وجب» وتعني «سقط محدثاً ضجة» أي أن مياهه تنحدر باعثة هديراً. والواقف على أحد جانبي الموجب يشاهد طريقاً ملتوية تنحدر ثم تصعد ويشاهد الهوة العميقة التي أحدثتها الهزات الأرضية في الأزمنة البعيدة. وعلى الرغم من وعورة تلك المنطقة ورهبتها إلا أن لطبيعتها روعة وهيبة تثير في النفس مشاعر الاحترام العميقة للطبيعة الأم.
وكتب الملك «ميشع» على مسلته «وعبدت الطريق في وادي الموجب ورصفها الرومان بالحجارة ووضعوا الحجارة على جانبي الطريق وأقاموا القلاع ووضعوا حاميات عسكرية لحمايتها وحماية القوافل التي كانت تمر بها». وكتب الإدريسي (أبو عبد الله محمد الشريف الادريسي) واصفاً وادي الموجب: «ومنها (الشراة) إلى عمان، نمر فيما بين شعبتي جبل يقال له: الموجب وهو واد عظيم القعر ويمر فيما بين هذين الشعبين. وليسا متباعدين بذلك يكون، مقدار ما يمكن انسان ان يكلم انساناً وهما واقفان على ضفتي النهر، يسمع أحدهما الآخر. ينزل فيه السالك ستة أميال ويصعد ستة أميال». ويضم وادي الموجب آثاراً نبطية وقلعة رومانية ويحمي مدخل الوادي برجان مربعان.
 
محمية الموجب
تعد محمية الموجب أخفض محمية على وجه الارض، ويقع جزء من المحمية على ساحل البحر الميت. وسميت هذه المحمية بهذا الاسم نسبة الى وادي الموجب الذي يمر في الجزء الجنوبي من المحمية. تبلغ مساحة المحمية حوالي 212 كيلومتراً مربعاً وتمتد حوالي 24 كيلومتراً على شاطئ البحر الميت وتمتد من وادي ماعين شمالاً حتى وادي الشقيق جنوباً، ومن الشرق مرتفعات حفرة الانهدام، ويتغير شكل المحمية الطبوغرافي بوضوح من الشرق إلى الغرب.
وجدت محمية الموجب منذ ثمانينيات القرن الماضي، وعلى مساحة 215 كم مربع، حيث يعيش فيها العديد من الحيوانات البرية النادرة مثل الماعز الجبلي و(البدن) و هو نوع من الماعز، الغزال الجبلي، الذئب، الوبر، والضبع المخططة، والقطط البرية مثل الوشق النادر الوجود في الأردن والنموس وغيرها كما توجد في المحمية انواع كثيرة من الطيور بلغ عدد أنواعها أكثر من (150) من بين المحلية والمهاجرة منها الشنار والسفرج و القبرة المتوجة والابلق الحزين والسوادية والبلبل والغراب المروحي الذنب مثل الرخمة المصرية، وعقاب البادية والعويسق وعقاب بونيللي، ويتواجد الطائر الوردي السينائي الذي اعتبر طائرا وطنيا. وكذلك الأمر للنبانات البرية مثل الأوركيدا والزنبقة السوداء وأشجار الدفلى والقيصوم وأنواع متعددة من النخيل.
ويوجد في محمية الموجب مواقع اثرية ترجع إلى العصور القديمة وتمتد حتى عصرنا الحاضر مرورا بالعصور الرومانية والاسلامية، يضاف إلى ذلك ما لهذه المحمية من اهمية تاريخية مرتبطة بالاديان السماوية. تقدم المحمية للسياح رحلة المغامرات في نهر الموجب والتي تتضمن السباحة والتسلق ومشاهدة المناظر الطبيعية وغيرها من النشاطات. وتهدف محمية الموجب إلى حماية المصادر المائية التي تتميز بمياهها المعدنية الكبريتية التي تستعمل للاستشفاء من الأمراض الجلدية، وتعتبر من المناطق الهامة للسياحة العلاجية، إضافة إلى حماية نمط النبات المائي والأنواع المحلية من المجموعات النباتية والحيوانية والتي مازالت تعيش في المنطقة.
 
سد الموجب
تقرر إنشاء سد الموجب في العام 1999 ميلادية وإنتهى العمل به في العام 2003، وبسعة تخزينية تقارب الـ30 مليون متر مكعب. ومن خلال المواسم الأخيرة إمتلىء السد عن بكرة أبيه في بعض المواسم المطرية القوية على المنطقة خاصة في الأعوام 2003 و2005 و2007 و2012 و2013 وكذلك الحال لسد الوالة الذي يقع إلى الشمال من الموجب بحوالي 15 كيلومتر.  ويشكل سد الموجب رافداً مُهماً للزراعة والأمن المائي في منطقة وسط وجنوب المملكة، إذ يشكل ما نسبته 50% من الطاقة الإستيعابية للسدود في جنوب المملكة وحوالي 10% من مجمل السعة التخزينية في المملكة والبالغة 325 مليون متر مكعب.