أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Dec-2017

الفقر الشديد والنمو السكاني السريع… الثنائية المخيفة في افريقيا

 د ب أ: السيدة هاجو هارونا، البالغة من العمر 71 عاما والتي تعيش في قرية على بعد ساعتين في السيارة من العاصمة النيجرية نيامي، لديها 13 ابنا وأكثر من 100 حفيد، لذلك فقد توقفت عن عدهم.

وتعتبر عائلة هارونا مصدر فخر وسعادة لها. فهي تصف نفسها بأنها أغنى امرأة في قرية كويجورو، قاصدة ليس المال وإنما الأبناء والأحفاد باعتبارهم ثروتها.
وترتدي هارونا ثوبا ملونا وغطاء رأس بنيا. وتجلس أمام كوخها الصغير. وتحت أقدامها التي يكسوها التراب تلعب حفنة من الأطفال. وقد تم إرسال الأبناء الأكبر سنا لجمع الحطب، وآخرين لحمل المياه والمساعدة في الاعمال المنزلية والاشتغال في الحقل .
وتقول هارونا وهي تتحدث بلغة زارما المحلية «منع الحمل ليس جزءا من تقاليدنا.. يجب أن تلد كل سيدة أكبر عدد يمكن إنجابه من الأطفال».
والحقيقة أن قضية النمو السكاني السريع ليست مشكلة النيجر فقط، وإنما مشكلة القارة الأفريقية بأسرها، حيث تتوقع الأمم المتحدة نمو سكان القارة إلى الضعف ليبلغ 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050. وبحلول عام 2100، فإن 40% من سكان العالم (ما يعادل 4.5 مليار نسمة) سيعيشون في أفريقيا.
ويحذر الخبراء من أن الزيادة السكانية السريعة في الدول الفقيرة تمثل قنبلة موقوتة، يمكن أن تدمر التقدم الذي تحقق خلال عشرات السنين، على صعيد التنمية، وتضع المزيد من الضغوط على البنية التحتية وأنظمة الرعاية الصحية والتعليم التي تعجز بالفعل عن تلبية احتياجات السكان. وحسب الأمم المتحدة، فإن هذه الأوضاع ستؤدي إلى زيادة الاضطرابات والصراعات والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
وقد اعترف الرئيس النيجري ممادو إيسوفو بهذا الخطر، وقال مؤخرا «إذا لم نتمكن من تعليم وتدريب ورعاية شبابنا وتوفير الوظائف لهم .. فإنهم سيصبحوان عائقا أو حتى خطرا على التماسك الاجتماعي والرخاء».
تلد المرأة في النيجر 7.5 طفل في المتوسط خلال عمرها، وهو أعلى معدل إنجاب في العالم. ونتيجة لذلك، فإن من المتوقع ارتفاع عدد سكان الدولة من 20 مليون نسمة حاليا إلى 60 مليون نسمة بحلول 2050. وما يزيد الموقف سوءا أن النيجر تعد ثاني أفقر دولة في العالم حسب مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية. ولمواجهة النمو السكاني السريع، أطلقت حكومة الرئيس إسوفو برنامجا لتشجيع تنظيم الأسرة بالتعاون مع «صندوق الأمم المتحدة للسكان» منذ 5 سنوات. لكن التقدم الذي يحققه البرنامج بطيئا.
يقول أمادو مانزو،مدير مشروع برنامج الصندوق في النيجر، أنه خلال الفترة من 2012 إلى 2015، ارتفع عدد النساء اللائي يستخدمن وسائل منع الحمل بنسبة 1% فقط. وتواجه دول أفريقية أخرى مثل نيجيريا ومالي والكونغو خليطا متفجرا مشابها من النمو السريع للسكان وارتفاع معدلات المواليد.
ويصل متوسط معدل إنجاب المرأة في أفريقيا 4.7 طفل خلال عمرها مقابل 1.6 طفل للمرأة في أوروبا وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وبعيدا عن تنظيم الأسرة، فإن الحد من الفقر وتحسين الخدمة التعليمية وبخاصة للبنات عوامل أساسية للحد من النمو السكاني حسب الخبراء. وحسب تقديرات «صندوق الأمم المتحدة للسكان»، فإنه إذا التحقت كل البنات في أفريقيا وآسيا بالتعليم الثانوي، فإن احتمال حملهن قبل الوصول إلى سن الثامنة عشرة سينخفض بنسبة 60%. ففي النيجر على سبيل المثال، تتزوج حوالي ثلاثة أرباع البنات قبل سن الثامنة عشرة، وغالبا من يكون الزواج من رجل متعدد الزوجات وسرعان ما تصبح البنت أما. تقول فطومة إبراهيما، مديرة مشروع في منظمة «باث فايندر إنترناشيونال» الأمريكية غير الحكومية في النيجر، ان الممارسات الثقافية والمعتقدات الدينية تلعب دورا حاسما في هذه الظاهرة.
وتضيف إبراهيما، المتخصصة في الاستشارات الصحية وتنظيم الأسرة، أن احترام الرجل النيجري يزيد كلما تزوج من نساء من 3 أجيال مختلفة، حيث تكون زوجته الأولى من نفس عمره، والثانية من عمر أبنائه والثالثة من عمر أحفاده. كما أن عدد الأبناء يحدد مكانة المرأة في الأسرة. حيث تكون الأم صاحبة أكبر عدد من الأطفال الأكثر نفوذا في الأسرة، وصاحبة الجزء الأكبر من ميزانية الأسرة والملابس الأجمل، حسب إبراهيما.
ولا تعرف السيدة مرياما سابو، وهي زوجة ثانية لزوجها ولديها 10 أطفال، إلا المنافسة المستمرة حول حمل الأطفال وسط تعدد زوجات زوجها .