أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Aug-2017

وادي الأردن: مزارعون يستعدون لزراعة أراضيهم وسط نقص التمويل

 

حابس العدوان
الأغوار الوسطى–الغد-  يبدأ مزارعو وادي الأردن بعمليات تجهيز أراضيهم تمهيدا لزراعتها للموسم القادم وسط تخوفات كبيرة من استمرار المشاكل التسويقية الناتجة عن الأوضاع الأمنية في دول الجوار، إلى جانب نقص التمويل وتراجع أعداد العمالة الزراعية، ما يؤشر إلى أن الموسم القادم سيشهد تراجعا كبيرا في المساحات المزروعة.
ويؤكد مزارعون أن الغالبية منهم لا يملكون السيولة اللازمة لحراثة الأرض وشراء مستلزمات الإنتاج كالبلاستيك والبذور، فضلا عن أجور الأيدي العاملة، مبينين ان هذا الوضع انعكس ايضا على حركة تأجير الاراضي الزراعية التي اعتاد أصحابها تأجيرها للمزارعين.
ويبين محمد عبدالقادر الى انه لم يفلح الى الآن بتأمين السيولة اللازمة لإتمام العمليات الزراعية اللازمة لبدء الموسم، موضحا انه كان يعتمد في المواسم السابقة على الشركات الزراعية التي تؤمن له (الملش وانابيب الري والبذور) وما الى ذلك من مستلزمات، في حين أن المشاتل التي كانت تقوم بزراعة الاشتال ترفض ايضا التشتيل إلا بالدفع مسبقا.
ويشاركه الرأي المزارع احمد حسين الذي يؤكد انه يزرع الأرض منذ ما يقارب 13 عاما وقبله والده منذ 40 عاما، إلا انهم سيتوقفون عن زراعة الأرض وإعادتها الى أصحابها وبيع البنية التحتية، موضحا انهم سيضطرون الى اللجوء إلى مهن أخرى أكثر أمنا، واصفا الاستمرار بالعمل في هذا القطاع في ظل الظروف الحالية بمثابة الانتحار.
ويؤكد المزارع رأفت محمد انه اضطر مع نهاية الموسم الماضي الى بيع كامل البنية التحتية من شبكات ري وبلاستيك بثمن زهيد لسداد ديون الشركات الزراعية وإعادة الأراضي التي كان يستأجرها لأصحابها، مبينا ان تجهيز الأرض يتطلب تنظيفها من مخلفات الموسم وجمع شبكات الري وحراثة الأرض وغالبية المزارعين لا يملكون المال اللازم للبدء بهذه العمليات.
 وأوضح انه وصل الى مرحلة عجز فيها عن الاستمرار في الزراعة في ظل الظروف التي تحدق بالقطاع الزراعي حاله حال الكثير من صغار المزارعين .  
ويجزم اصحاب شركات زراعية ان بيع البذور ومستلزمات الإنتاج تراجعت بشكل كبير وصل الى 70% مقارنة مع المواسم الماضية، لافتين الى ان هذا الوقت من العام تكون غالبية الأراضي خاصة في المنطقة الشمالية قد زرعت وهو الأمر الذي لم يحدث إلى الآن.
ويبين نواش اليازجين ان عمليات التجهيز للموسم المقبل تأخرت بما يزيد على 30 يوما الى الآن، مؤكدا أن حركة بيع البذور تراجعت بشكل كبير ما يؤشر الى مدى التراجع في عدد المزارعين والمساحات المجهزة للزراعة .
ويقدر اليازجين نسبة التراجع بحوالي 60% اذ ان مبيعات البذور لم تتجاوز 40% مقارنة مع الموسم الماضي ، عازيا ذلك الى  ان غالبية المزارعين لا يملكون السيولة لشراء المستلزمات في الوقت الذي تمتنع فيه الشركات عن تمويلهم او تزويدهم بالمستلزمات.
المشاكل والتحديات التي بدأت تظهر وتتعمق عاما بعد عام بحسب رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أبرزت الحاجة الملحة لوضع إستراتيجية جديدة وفعالة لتنمية القطاع الزراعي تراعي البعد الاجتماعي وتعمل على النهوض بالمزارع من كبواته وعثراته المتتالية والتي ادت إلى هجران عدد كبير من صغار المزارعين العمل فيه، املا ان تقوم الحكومة بإيجاد إستراتيجية وطنية شاملة للنهوض بالقطاع من كبوته وتمكينه ليكون حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني.
 ويؤكد الخدام ان الأوضاع التي يمر بها المزارعون حاليا كارثية إذ أن الشركات الزراعية ترفض إمدادهم بالسيولة اللازمة للبدء بحراثة أراضيهم وتعقيمها او مدهم بالمستلزمات الرئيسة كالبذور، لافتا الى ان غالبية الأراضي لا زالت الى الان تحمل أثقال الموسم الماضي لعدم قدرة أصحابها على تنظيفها خاصة مع تراجع اعداد العمالة الزراعية وارتفاع اجورها.
ويرى الخدام أن عدم وجود أي بوادر انفراج في أوضاع القطاع خاصة فيما يتعلق بالتسويق والعمالة وارتفاع مستلزمات الإنتاج، سيؤدي الى تراجع نسبة الاراضي المزروعة بشكل كبير .
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية بمناطق وادي الأردن حوالي  330 ألف دونم تستفيد منها 11 ألف أسرة في وادي الأردن تعتمد على القطاع في معيشتهم في الوقت الذي يقبع فيه أكثر من ثلثي سكان الوادي تحت خط الفقر مع ارتفاع ملحوظ في نسبة البطالة خاصة بين الشباب خلال السنوات الاخيرة.