أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Aug-2019

«السياحة»..«البترا».. خطان أحمران*عوني الداوود

 الدستور-ليس تضخيمًا ولا تشويشًا للموضوع ولكن انطلاقًا من غيرتنا على «البترا» التي توالت عليها الأحداث وسلطت عليها الأضواء مؤخرًا بصورة غير معهودة - خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي - بدءًا من تصوير «مسلسل»، مرورا بـتصوير «فيلم»، وأخيرًا «اليهود في مقام النبي هارون»... هذه الأحداث تتوالى في وقت تشهد فيه البترا إقبالاً سياحيًا غير مسبوق أيضًا، ونحن ننتظر الوصول إلى مليون سائح زائر للبترا مع نهاية العام الحالي - وهو رقم غير مسبوق أيضًا... وتزامنًا مع وقت تزداد فيه نسبة مساهمة السياحة قياسًا بإجمالي الدخل الوطني اقترابًا من 20 % رغم كل الظروف - غير الطبيعية - المحيطة بنا. 

لذلك فإن من حقنا أن نشعر بالقلق، وأن نتوجّس خيفةً بأن هناك جهات تحاول - بل وتعمُد - لتشويه السياحة الأردنية، وتحديدًا المَعلم العالمي الأبرز، والذي يعد أحد أهم عجائب الدنيا الباقية في العصر الحديث. 
توضيحات سلطة إقليم البترا بأن الصور المنتشرة لليهود في مقام النبي هارون تعود لعام 2013 باستثناء عدد قليل من الصور الحديثة التي ظهرت على شكل مقاطع فيديو، لا تُعفي اليهود من تعمد تكرار مثل هذه الأفعال خاصةً وأن خمسة منهم - كما ورد في ذات التوضيح لسلطة غقليم البترا- تسللوا إلى مقام النبي هارون - رغم إغلاقه أمس الأول الخميس- مخادعين الحارس على أنهم سياح يودون الاطلاع، وليس لإقامة شعائر مزعومة، فالمقام هو مسجد ديني إسلامي بُني أيام المماليك، ولا علاقة لليهود به لا تاريخيًا ولا أثريًا. 
من هنا نقول أيضًا، إنّ هذه الحادثة تستوجب مزيدًا من التنسيق بين سلطة إقليم البترا، ووزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وتوعيةً أكبر للحراس والمشرفين على هذه المقامات، لأنها كنوز تاريخية وأثرية تتطلّب مزيدًا من العناية والحراسة وعدم السماح لكائن من كان العبث بها وتشويهها بصور لمسلسلات ولا لأفلام ولا لأية مظاهر دينية غير إسلامية. 
السياحة «نفط الأردن»، ومصدر دخل للاقتصاد الوطني يساهم في رفع معدلات النمو، ويجذب استثمارات قادرة على خلق مزيد من فرص العمل، و»البترا» في مقدمة المعالم السياحية الأردنية العالمية، ومن هنا علينا أن ننظر للسياحة والبترا على أنهما «خطان أحمران» ممنوع الإساءة إليهما بأي شكل من الأشكال. نقول ذلك دون تشويش، ودون مبالغة أو مزاودة على أحد، ولكن الأمر بات يتطلب قرارات وإجراءات وقائية تحُول دون تمكين أحد أو جهة من الإساءة لهذه الكنوز الوطنية.