أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2014

هشاشة بنيان الكيان الصهيوني...*خالد الزبيدي

الدستور-قائمة طويلة من شركات الطيران العالمية والإقليمية علَّقت رحلاتها الى مطارات العدو التي تعرضت لصواريخ المقاومة الفلسطينة في قطاع غزة ردا على قتل الابرياء والمدنيين وتدمير المباني السكنية، وهناك إلغاء بالجملة للافواج السياحية المتجهة الى اسرائيل، اذ كانت السلطات الاسرائيلية تتوقع موسما سياحيا هو الافضل منذ خمس سنوات، أمَّا الإسرائيليون فسرعان ما يهرعون الى الملاجئ بعد اطلاق صفارات الانذار عن وجود صواريخ تتجه الى مناطقهم، وهذه عينة لازمة سياسية واقتصادية واجتماعية وضعها نتنياهو وحكومته ( النازية ) في وجه اسرائيل، ووصل حد تهكم المراقبين بالقول ....من يحاصر من ...قوات الاحتلال أم قطاع غزة؟!
خلال حرب رمضان / اكتوبر العام 1973، وبعد اختراق الجيش المصري لخط بارليف الحصين، وعندما بدت أمام قادة العدو نهايتهم عرضت رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير ( كما ورد ذلك في كتابها الشهير ...(التقصير ) على مجلسها عرض الاستسلام للإفلات من انهيار ينهي دولة إسرائيل، إلا أن المدد الأمريكي، ونكوص بعض قيادات العرب منعا انهيار الكيان الصهيوني، وسرعان ما حقق العدو برعاية امريكية سياسيا أكثر ما يمكن أن يحققه عسكريا على الأرض.
85% قوة العمل في إسرائيل من يهود العراق واليمن والمغرب الى جانب الفلسطينيين من مناطق السلطة الوطنية الفلسطينة، أمَّا العقيدة العسكرية فتكاد تكون معدومة، وأذكر على الشاشات العربية العقيد أن «عساف ياغوري» ولواءه  استسلموا للجندي المصري خلف خط بارليف، وبعد معركة الكرامة المظفَّرة ما زلت أذكر بضع دبابات معطوبة عرضت للاردنيين في نهاية شهر اذار من العام 1968 وداخلها جنود محترقون بسلاسل حتى لا يهربون من دبابتهمم خلال المعركة...وهناك شواهد كثيرة على فقدان العزيمة والعقيدة العسكرية، لذلك تجدهم يتقنون تدمير المباني على المدنيين وينذرونهم دقائق تمهيدا لتدميرها.
كانت اسرائيل تتقن الحروب الخاطفة وتوجيه ضربات الى مفاصل الجيوش العربية وتستند الى آلة الإعلام لتحقيق الفوز، ومنذ ثلاثة عقود خلت تغييرت الأمور وأصبحت إسرائيل المدججة بالسلاح حتى الفكين لا تستطيع حسم معركة صغيرة على أرض محدودة المساحة كما حصل جنوب لبنان العام 2006، وقطاع غزة ثلاث مرات.
بثقة يمكن القول إن الزمن الصهيوني قد ولىَّ وإن عقدة التفوق الإسرائيلي قد تجاوزها المقاتلون الفلسطينيون وقبلهم اللبنانيون، وإن التعامل مع عدو يعتقد أنه لا يقهر يتطلب استراتيجية جديدة، أولها إدامة أمد الحروب معه، مهما كانت صغيرة، وان العقيدة الفلسطينية والعربية قادرة على إحداث تغيير نوعي يضع الجانب الإسرائيلي في حجمه الطبيعي، فإمَّا أن يعيش كما بقية الشعوب العربية أو يبحث عن مكان آخر ... وهذا هو الأرجح.