أكدت شركات اتصالات عدم الجدوى حاليا في الاستثمار بشبكة الاتصالات من الجيل الخامس (5G).

 

وأضافوا في تصريحات خاصة إلى $ أن الأسباب التي تدفع بهذا الاتجاه عديدة، وهي تتمحور حول حجم الاطفاءات المالية السنوية التي تتحملها الشركات المعنية، نتيجة أثمان رخص الترددات التي حصلت عليها والتي ترى فيها أنها مرتفعة مقارنة بما هو سار في العديد من دول العالم، إضافة إلى مقدار رسوم الترددات السنوية التي تدفعها هذه الشركات، فضلا عن محدودية انتشار الهواتف الخليوية التي تعمل على الجيل الخامس والتي من شأنها أن تشكل عائقا أمام الاستثمار بهذه التكنولوجيا حاليا.

 

وقال نائب الرئيس التنفيذي لـ "أورانج الأردن" الرئيس التنفيذي للمالية رسلان ديرانية أن النموذج الإقتصادي الحالي في الأردن لا يسمح بالاستثمار بالجيل الخامس (5G) من شبكات الاتصالات.

 

وأضاف ديرانية في تصريح خاص الى"الرأي" أن الاستثمار في الجيل الخامس غير مجد حاليا رغم اعتماده كثيرا على الجيل الرابع وذلك لعدة أسباب، تتمثل في أن حجم الإطفاءات المالية السنوية عند مشغلي الشبكات كبيرة نتيجة ارتفاع كلفة الحصول على رخص الترددات التي سبق وأن حصلت عليها هذه الشركات، لافتا إلى أن كلفة الحصول على رخص الترددات تعد أعلى مما هو معمول به في العديد من دول العالم، فضلا عن أن رسوم الترددات السنوية التي تدفعها تلك الشركات تشكل هي كذلك عبئا عليها. مشيرا إلى أن هذه الأسباب تؤثر سلبا كذلك على أرباح قطاع الاتصالات.

 

ونوه ديرانية إلى أن الاستثمار في الجيل الخامس من الشبكات يتطلب توفر خطة وطنية ترمي إلى تنظيم عملية التشارك بأبراج الاتصالات من قبل شركات الاتصالات المعنية، لافتا إلى أن ذلك من شأنه أن يحافظ على جمالية المدن نظرا لكون وجود مثل هذه التشاركية لن يؤدي إلى زيادة عدد أبراج الاتصالات بشكل كبير من جهة، وسيؤمن من جهة أخرى مستوى التغطية المطلوب لشبكة الجيل الخامس في مختلف مدن المملكة.

 

وأضاف أنه يندرج أيضا من الأسباب التي من شأنها أن تعيق عملية الاستثمار بهذا الجيل من الشبكات هو محدودية انتشار الأجهزة الخليوية القادرة على التعامل مع تقنية الجيل الخامس (5G) إضافة إلى القيمة الباهضة للعديد منها في الوقت الحالي.

 

وتوافق زياد شطارة الرئيس التنفيذي لشركة "أمنية" مع ذهب إليه ديرانية حيال صعوبة الاستثمار بالجيل الخامس من الشبكات في الوقت الحالي نتيجة الأعباء المالية التي تتحملها شركات الاتصالات المعنية نتيجة أثمان رخص الترددات، ورسوم الترددات السنوية.

 

وأفادت شركة زين الأردن في ردها على استفسار الى $ بهذا الخصوص أنها في الوقت الراهن تغطي كافة أنحاء المملكة بشبكات الجيلين الثالث والرابع (3G و4G)، وتوفر من خلالهما اتصالاً بالإنترنت يتمتع بسرعة وكفاءة عاليتين، كما قامت خلال الشهرين الماضيين بتطوير شبكة الجيل الرابع لتصبح 4.5G في معظم مناطق المملكة، بحيث ضاعفت السرعات المقدمة لمشتركيها.

 

فيما تضع الشركة الاستثمار بشبكة الجيل الخامس ضمن خططها المستقبلية، حيث تحرص على مواكبة التطور الحاصل في تقنيات وشبكات الاتصالات، إلا أن وقت الجيل الخامس لم يحن بعد، عدا عن الأسعار المرتفعة للترددات في المملكة، كما أن الأجهزة الخلوية التي تدعم هذه الشبكة محدودة وغير منتشرة بعد.

 

وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثنى الغرايبة قد صرح في وقت سابق لـ $ أنه يجرى مناقشة متطلبات شركات الاتصالات المعنية، والتي تمحورت حيال جوانب متعلقة بالترددات، بما يؤدي إلى إيجاد وضع متوازن يحقق مصلحة المواطن بالحصول على خدمات تنافسية ومعالجة الأرباح المتناقصة للشركات التي تفضي في النهاية الى تراجع الإيرادات المتأتية للخزينة. مؤكدا انفتاح الحكومة على أية مقترحات تقدمها هذه الشركات من شأنها أن تحقق مصلحة الأطراف الثلاث وهم المواطن والشركات والحكومة، لافتا إلى أنه سيجري عقد مزيد من الاجتماعات معها بهذا الخصوص.

 

ومن الجدير بالذكر أن عدد المشتركين في خدمة الهاتف المتنقل بالربع الثالث من العام 2018 وصل إلى حوالي 9.06 مليون مشترك. فيما بلغ عدد المشتركين في خدمة الشبكة العنكبوتية في تلك الفترة إلى حوالي 9.46 مليون مشترك.