أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

اسألوا أم حسن عن التنمية والنهضة..*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

أمس؛ وفي مهرجان الزيتون والتنمية الريفية رقم عشرين، الذي تم افتتاحه في حدائق الملك عبدالله بدابوق، قمت بإجراء بعض المقابلات الميدانية مع مشاركين في المعرض الكبير الذي تضمنه المهرجان، والذي سيستمر حتى السبت القادم، ولم أكن أتوقع أن أضيف لمعلوماتي شيئا حول هذه السوق المحلية للمنتجات الريفية الزراعية وصناعاتها الغذائية المنزلية، فجميع المشاركين سواء أكانوا شركات وجمعيات أم جهات تختص بشؤون تمكين المرأة، أم نساء أردنيات، كلهم يعلمون كما أعلم، بأن هذا المهرجان يقدم منتجات طبيعية اغلبها عضوي، تم تحضيرها منزليا أو هي منتجات لشركات ومؤسسات تجارية زراعية معروفة..فهي تجارة وبيع وشراء يستفيد منها التجار والمستهلكون.
لكنني شعرت بالفخر والدهشة والتفاؤل، ودنوت كثيرا من أيام الخير والبركة التي كنا فيها نكد ونشقى أكثر من كل من عرفناهم آنذاك، ونؤمن قوتنا المنزلي من الزراعة وحدها، ونجحنا كعائلة في تجاوز كل التحديات الحياتية التي واجهتنا، وأنه زمن بركة كنت أعتقد بأنه ولّى إلى غير رجعة، لكن الحاجة أم حسن العربيات، أعادتني بدهشة الى تلك الأيام، فقفزت الحقيقة بقوة في ذهني بل أمام عيني:
انا طول عمري بشتغل بهالشغل، بحضر مخللات وبرغل وسماق ولبن جميد ..الخ أصناف الغذاء الذي يتم تحضيره منزليا، وأبيعه للجيران وللأقارب، وأشارك في المعارض والبازارات، وأزود محلات بهذه المنتجات..هكذا بدأت أم حسن حديثها، وتضيف:
 
الحمدلله، قمت بتدريس كل بناتي طب وهندسة وتخصصات أخرى، وزوجت ابني وعمرت له بيت، ولم أحتج جهة او شخص أو وظيفة وراتب، حتى زوجي الذي تخرج من الجامعة هو لم يعمل يوما بشهادته، بل نتشارك في العمل لتسيير حياتنا، ونحن الحمد لله بألف خير.
سألت الحاجة أم حسن: ماذا تقولي للنساء في الريف الأردني والبادية في الجنوب والشمال والأغوار وحتى في المدن الكبيرة؟:
تجيب أم حسن، كل النساء يمكنهن أن يعملن في بيوتهن ويكسبن رزقا حلالا مباركا يكفيهن ويزيد لو رغبن في العمل والكسب الحلال، فهذا عمل أفضل من كل الوظائف، وقد بدأت مشروعي هذا بقرض من إحدى المؤسسات، والحمد لله نجحت وحققت كل ما اريد لعائلتي، وإنني أفكر بإقامة محل تجاري لمصنوعاتي المنزلية.
تشير الحاجة العربيات بيدها الى مادة على طاولة العرض، هذه الخبيصة انا أصنعها، وقد نلت عليها جائزة، وتمت استضافتي في فعالية أقيمت في دولة أجنبية، والتقيت بنساء عربيات من عدة دول، وأصبحت أسوق منتجاتي في تلك البلدان العربية وغيرها، وكل ما أقدمه يخضع لاختبارات الجودة وينجح في كل الاختبارات ويجلب لي ربحا سخيّا...والحمد لله.
الحاجة أم حسن العربيات؛ نموذج يعبر عن المرأة الريفية الأردنية، التي تترجم المعنى الحرفي للتنمية وتطوير الحياة العادية وتحسين الظرف الاقتصادي، هي نموذج نعرفه جميعا فأغلبية ساحقة منا عاشت في مثل هذه البيوت العفيفة الشريفة، وسطرت قصصا وبطولات من حياة حرة شريفة كريمة نمت على الخير والبركة وحب الحياة والخير للناس جميعا..
كل النساء اللواتي يعملن في تصنيع المنتجات الزراعية وتسويقها، كأم حسن، فئة من الأردنيات الشريفات الكريمات اللواتي يحببن الحياة النظيفة، فيعملن بما تيسر من مواد أولية ويقدمن أفضل أصناف مائدة الغذاء الذي عرفته البشرية، غذاء نبت من التراب المبارك، فوجد أياد محترفات مباركات، وتمت صناعته وتسويقه للناس.
مهرجان الزيتون العشرين، فيه حشد كبير من سيدات الأردن الحقيقيات، لدى كل واحدة منهن قصة كفاح تثبت أن الخير والبركة في الزراعة والفلاحة وهي قصة التنمية والاستثمار والبناء والعطاء والخير المقيم في الأرض وفي نفوس البشر.