أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-May-2022

أنقذوا التربة مصدر الغذاء والحياة.. فإنها تنقرض*د. عبدالرحمن امين البلبيسي

 الراي 

في التفاتة عالمية نحو انقراض التربة التي أصبحت تتحول إلى رمال وتفقد خاصية إنتاج الغذاء الذي هو مصدر 95% من غذاء الإنسان على كوكب الأرض، الأمر الذي صار يهدد حياة البشرية بعد أقل من 60 عاما قادما، ويتوقع أن يخلق مجاعات وحروبا بين سكان الأرض قبل عام 2045
 
حيث أن أزمة الغذاء ستطاول الفقير والغني، وستتسبب في صراع البقاء بين الفقراء والأغنياء في المجتمع الواحد أو بين الدول الغنية والفقيرة والعالم المتقدم والدول النامية أو شمال وجنوب وسيطرة الأقوى وانهيار منظومة المجتمع الحضاري في حال استمر تدهور محتوى التربة كما يحصل الآن على سطح الأرض.
 
لقد ساهم انخفاض نسبة المواد العضوية في التربة إلى تحولها من تربة خصبة ومنتجة زراعيا إلى رمال عقيمة وغير صالحة للزراعة، لأسباب؛ منها: زيادة استغلال الأرض الخصبة في الإنتاج الزراعي دون إعادة تغذية الأرض بالمواد العضوية التي استنفدتها المحاصيل الزراعية، والتلوث البيئي والانحباس الحراري وارتفاع مستوى درجات حرارة الأرض وانخفاض نسبة الغطاء النباتي الذي كان يغطي التربة.
 
حتى أن نوعية الغذاء انخفضت محتوياته الغذائية مستوى الفيتامينات والمعادن فيه أضعافا خلال المئة سنة الماضية وأدت إلى اختلال في جودة الغذاء ومستوى التغذية ومستوى المناعة لدى الإنسان..
 
فالبرتقالة الواحدة، على سبيل المثال، قبل مئة عام كانت تحتوي ثمانية أضعاف ما تحتويه البرتقالة المنتجة في وقتنا الحالي من قيمة غذائية.
 
تُراوح نسبة المواد العضوية الطبيعية في التربة بين 3 إلى 6% فيما تنخفض النسبة حاليا عن 3% لنصف حجم تربة كوكب الارض، حيث ثلاثة أرباع القارة الأوروبية الخصبة تقل المواد العضوية فيها عن 2%، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثلاثة أرباع أراضيها وصلت نسبة المواد العضوية فيها إلى 0.5%، وفي الهند إلى 0.5%، وفقدت القارة الأميركية نصف أراضيها الزراعية الخصبة من خلال تآكل المواد العضوية فيها.
 
ويتوقع أن تفقد الكرة الأرضية 90% من أراضيها الخصبة خلال أقل من 30 عاما قادمة. ما يعني انخفاض الإنتاج الغذائي بشكل كبير فيما سيقفز عدد سكان الأرض في ذلك الوقت إلى نحو 9.25 مليار نسمة وهو أمر ينذر بفناء البشرية خصوصا وأن 800 مليون نسمة يعانون حاليا (في عام 2022) من نقص في الغذاء وسوء التغذية.
 
ولقد كان للمبادرة الإنسانية التي قام بها اليوغي المتصوف سادغورو أهمية كبيرة في توعية سكان الأرض بهذا الخطر المحدق بوجود البشرية من خلال التوعية على مستوى الأفراد والشعوب أو على مستوى الحكومات والمؤسسات العامة والجمعيات الناشطة في الحفاظ على البيئة، ولقد قام بعمل حملة توعوية يزور خلالها في 100 يوم العديد من دول العالم ويتحدث أمام المهتمين بشؤون البيئة والحياة وأمام وزراء الزراعة والبيئة حول خطورة تدهور تربة الأرض وتحولها إلى رمال وأثر ذلك على انحسار غذاء الإنسان وفناء البشرية بعد أقل من 50 عاما.
 
ولقد زار الأردن الأسبوع الماضي وقدم فعالية في مدينة عمان في فندق اللاندمارك يوم الاربعاء 4-5-2022 حضرها اكثر من ألف شخص من المهتمين بشؤون البيئة بما في ذلك مسؤولي وزارة الزراعة والبيئة والسفير الهندي في الأردن ورئيس مركز البحوث الزراعية نزار حداد، الذي قال في كلمته إن التربة SOIL هي رديف الروح SOUL بالنسبة لكوكب الأرض لأنها مصدر الغذاء والحياة.
 
المطلوب الآن إعادة الحياة للتربة حتى تعود للعطاء من جديد من حيث الكم والنوع الذي تعطيه للزراعة و الغذاء ولصحة الانسان وذلك بإعادة تغذية التربة بمصادر المواد العضوية النباتية و الحيوانية ومخلفاتها بشكل دوري ومستمر وبالحفاظ على الغطاء النباتي الاخضر الذي يضلل التربة وتجريم قطع الأشجار والتخفيض من أسباب ارتفاع حرارة الأرض وتخفيض التلوث البيئي وخلق الوعي البيئي لدى المواطنين لكي يقوموا بواجباتهم تجاه إنقاذ التربة التي بها إنقاذ لحياة ابنائهم.
 
كما هو مطلوب من مراكز البحوث الزراعية والبيولوجية ايجاد آليات إثراء التربة بالمواد العضوية ومن الحكومات سن التشريعات البيئية الداعمة وتطبيقها بشكل صارم، فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل.