أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2020

إلى الموسرين: التاريخ لا يرحم والأجيال لن تسامح*حسين الرواشدة

 الدستور

هذا نداء من كل أردني لإخواننا الميسورين في بلادنا، نرجوكم ان تتحركوا للمساهمة في مساعدتنا لمواجهة هذا «البلاء» الذي انتشر، اعرف ان بعضكم بادر على الفور الى فعل الخير، كما بادر أشقاء لنا يعيشون بيننا الى التبرع بما جادت بهم انفسهم من أموال، ومساعدات للمحتاجين، لكن ما زال بيننا كثير من الأثرياء يجلسون على « شرفة « الفرجة، وكأن ما يحدث لا علاقة لهم به.
 
أطالبكم – بالنيابة عن الضمير العام –، و باسم ما لديكم من « وطنية « لا باسم قانون الدفاع الذي يسمح للدولة بوضع يدها على ما تحتاجه من أموال وممتلكات، ان تنحازوا في هذه اللحظة التاريخية الصعبة التي يمر بها الأردن الوطن، لا الأردن المكان والغنيمة والفرصة، الأردن القيمة والمشروع والكرامة، لا الأردن المصلحة وجواز السفر والمنصب والفندق خمس نجوم.
 
أذكركم بان كل هذه الأرصدة التي تمتلكونها، هي مال الله الذي وكلكم فيه وجعل فيه نصيبا مفروضا لإخوانكم المعوزين والمحتاجين، كما انها جزء من فضل البلد عليكم، فلولاه ما كان بوسعكم ان تستثمروا وان تدخروا، لا اريد ان أقول لولاه ما استطاع بعضكم، في غيبة الضمير، ان يكون من أصحاب الثروات التي نعرف وتعرفون من أين جاءت وكيف نزلت.
 
هذا ليس وقت الحساب، وإنما وقت الرجاء والعتاب، وهذه فرصة للذين فاتهم الحظ في الوقوف مع بلدهم ، او أخذتهم « العزة « بالمنصب والمال الى عدم الاكتراث بمن حولهم، ان يتجردوا من أنانيتهم، ويتحرروا من أخطائهم، ويكفروا عن خطاياهم بحق الوطن. فرصة قد لا تتكرر في إثبات أنهم من « تربة « هذا البلد و» طينه»، وحريصون عليه وجاهزون للتضحية من اجله، بالأفعال لا بالأقوال، وبالأموال لا بالمواعظ والخطب.
 
تسألني : من هم هؤلاء الذين أخاطبهم..؟ لا اريد ان احدد أسماءهم ومواقعهم، فأنت مثلي تماما تعرفهم، سواء أكانوا من أصحاب الشركات او من رجالات الدولة السابقين، او من الذين دخلوا في قائمة « الأثرياء « حسب التصنيفات العالمية، او من كبار التجار او من غيرهم ممن انعم الله عليهم بالثروة، لا استثني أحدا، حتى الذين يستطيعون ان يتبرعوا بدينار او مئة دينار، لا بأس، المهم ان يتحرك « رأس المال الوطني « أولا ليتحرك الجسد بعده، والاهم ان نساهم في حماية بلدنا من هذا الوباء، وان يبقى كريما عزيزا كما كان على الدوام.
 
نحن الآن في « محنة «، فكورونا اللعين يستهدفنا جميعا بلا استثناء، لا شيء يمكن ان يجنبنا خطره سوى الالتزام العام بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة، ولا يحمينا من تداعياته الحالية واللاحقة سوى الإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية، ومسؤوليتكم أيها الموسرون وأصحاب النفوذ والمواقع على المحك، حتى الآن - للأسف - لم نسمع صوتكم ولا صوت « الملايين « التي لديكم، نريد لو – تكرمتم – ان نسمعها، سواء لرفد الخزينة او للمساهمة في شراء ما يلزم لوزارة الصحة، او لإعانة المحتاجين والفقراء في بلدكم. سنكون بانتظار ان تفعلوا شيئا لان التاريخ لا يرحم والأجيال لن تسامح.