شكرًا لوزير المالية د. محمد العسعس، الذي أبهج الأردنيين قبل أيام، بسبب ذكره لمثال أو لقائمة تحتوي 70 سلعة، تم اعفاؤها من ضريبة المبيعات، فهاجمه البعض، وتمنيت لو اجترح أحدهم مأثرة أو اختراعا، يعلمنا كيف نذكر هذه القائمة في محفل رسمي لنقاش موازنة دولة، هل يريدونها قائمة بالرموز مثلا، أم بالصور، أم يريدونها مطبوخة او مخللة؟.. وتغاضى كلهم وعن سابق اصرار عن أهمية ما قدمته الحكومة للمستهل الفقير، ولن اتحدث كثيرا عن هؤلاء الذين لا يعجبهم عجبا،والذين هم في الحقيقة لا يملكون شيئا غير السخرية لبناء ثقافة وطنية ووعي، ولا يمكنني التنبؤ بالمنتجات الساخرة وأثرها على مجتمع فيه ساخرون، لا يتمتع غالبيتهم بالثقة حتى بأنفسهم.

 ارجو من هؤلاء أن يذكروا لي ما هي السلع المهمة التي يستهلكها الفقير ويشتريها من السوق ولم تعف من ضريبة المبيعات؟ اذكروها بطريقة تعتقدون بأنها محترمة، وذلك ان تبقى شيء لم يتم اعفاؤه من هذه الضريبة ويحتاجه المواطن الفقير ومتوسط الدخل على مائدته؟.

لم أستمع ولو لدقيقة واحدةلخطابات مناقشة الموازنة، لكنني وبالصدفة استمعت عبر الاذاعة وهي تنقل رد رئيس الحكومة على خطابات النواب، وكان المقطع الذي سمعته يتحدث فيه الرزاز عن توجيهات جلالة الملك للحكومة في خطاب العرش وفي كتاب التكليف، بضرورة اعادة النظر بالسياسات الضريبة وتخفيف الأعباء عن المواطنين لا سيما الفقراء، وذكر الرزاز بأن وزير المالية سيطلع المجلس الكريم على ما قدمته الحكومة، ولم امكث في السيارة لأسمع بقية كلام الرئيس المحترم.

 

لكنني استمعت بدهشة لإجابة الزميل موسى الطراونة على سؤالي «الاذاعي» له: ماذا بخصوص الإعفاءات لمن يسكن بيتا بالإيجار أو اشتراه بقرض بنكي؟ حيث أجاب بأن إقرارات الضريبة لهذا العام (2019) الذي يقدم المواطنون اقراراته، لم يعتمد مثل هذا الاعفاء عن السكن، فتذكرت توجيهات جلالة الملك للحكومة، التي تحدث عنها الرزاز، وأنني في العام الماضي قمت بتصديق عقد الإيجار المتعلق بالشقة التي اقطنها، وصدقته من قبل أمانة عمان ودفعت عليه رسوما ودفعوني أيضا رسوما لتطبيق إي-فواتيركم، لأنه الطريقة الوحيدة المعتمدة للدفع في الأمانة «قال»! بينما هذا العام لن يتم اعفاء المكلف بأية نسبة بل في العام القادم، فلماذا تم القفز عن هذا العام والى أي مدى التزم هذا القرار بالتوجيهات الملكية والتوجهات الحكومية؟!.

 هل تريدون أن أتحدث عن عجب عجاب آخر؟ سأذكره لكنه غير متعلق بضريبة الدخل، بل بالتسهيلات على الفقراء، لكن من نافذة وزارة التعليم العالي، الوزارة «الطّيف» التي أسمع كلامها فأصدقه وأفرح و»أشوف» فعلها فيخف إيماني وأتعقد!!. والحديث عن البعثات والمنح وصندوقها و»سيستمها» الجديد، الذي سبق وكتبت عنه مشيدا بعدالته المتوقعة، وشفافيته، وكنت وما زلت أتمنى لو أفهم وين العدالة في هذا السيستم:

كيف يا سادة، لا تنال «ابنتي» منحة كاملة أو جزئية، بل نالت قرضا لن أذهب لآخذه بالطبع، بينما معدلها 98.9 في الثانوية- علمي، ولديها أشقاء 2 في الجامعات و2 في المدارس «الخاصة» وذلك بعد وبسبب اضراب المعلمين المعروف، وعائلتها من ذوي الدخل المحدود الذي يمر بفترات ويكون معدوما، ويسكنون بيتا بالايجار، وفيها فردان تخرجوا من الجامعات ولم يعملوا، ولا تجمع نقاطا لتنال منحة كاملة ولا جزئية!!. لا تجيبوني بموضوع مجاميع النقاط ففيها يكمن شكّي، لأنها غير شفافة، وحتى تكون كذلك يجب أن تعرض نقاط كل الذين حازوا على المنح كيف حصلوا عليها أولا، وكيف تم تفضيلهم على الآخرين!!.