أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2020

العامل الأهم في تحديد مدى جاذبية أي سهم
 أرقام - "في العالم الرأسمالي، سيحاول الناس أن يأخذوا القلعة منك.. لذا أنت في حاجة إلى شيئين: الأول هو خندق حول تلك القلعة، والثاني هو فارس داخل تلك القلعة قادر على منع اللصوص من الاقتراب".. بهذه العبارات أوضح المستثمر الأمريكي "وارن بافيت" أهمية وجود إدارة جيدة على رأس الشركة قادرة على قيادة دفتها في الأوقات السيئة والجيدة.
 
 
  
 
هناك خطأ شائع يقع فيه كثير من مستثمري سوق الأسهم، وهو أنهم حين يفكرون في الاستثمار بأي من الأسهم المتداولة بالسوق يبالغون في التركيز على مقاييس مثل ربحية السهم ومكرر والربحية ومضاعف القيمة الدفترية ويتجاهلون بشكل غريب أو لا يولّون الاهتمام الكافي بعامل ربما يكون أكثر حسمًا في تحديد مدى جاذبية السهم وهو: جودة الإدارة.
 
 
حجر الزاوية
 
 
في العقود الأخيرة، بدأت الشركات والمؤسسات في الميل بشكل أكبر ناحية المركزية؛ حيث أصبحت السلطة تتركز في أيدي عدد قليل من الأشخاص الذين يتخذون أغلب القرارات الرئيسية إن لم يكن جميعها.
 
 
هؤلاء الأشخاص – والذين يكونون عادة الفريق الإداري – يمتلكون سلطة تقديرية كبيرة ومطلقة تقريبًا حين يتعلق الأمر بتحديد أولويات الشركة وخطواتها المستقبلية وكيفية تخصيص مواردها. وبالتالي تؤثر مدى كفاءتهم كمتخذي قرار في النهاية على الأداء المالي والتجاري للشركة وبالتبعية على قيمة ثروة المساهمين.
 
 
  
 
بفضل القوة التنفيذية التي يتمتعون بها يمكن للمديرين الجيدين خلق قيمة هائلة للمساهمين، هذا ما قام به "ستيف جوبز" مثلًا حين اتخذ قرارًا بتوجيه الجزء الأكبر من موارد "آبل" في بداية الألفية الثالثة ناحية تصنيع جهاز "آي بود" الذي غيّر وجه صناعة الموسيقى للأبد.
 
 
نفس الأمر فعله "جوبز" حين قدم "آيفون" لأول مرة في 2007، ليبدأ عصر ما يسمى بالجوالات الذكية، قرار واحد جيد من مدير ذكي خلق ثروة بمئات المليارات من الدولارات لمساهمي "آبل" في السنوات اللاحقة، وهذا ينطبق أيضًا على "بيل جيتس" مع "مايكروسوفت" و"جيف بيزوس" مع "أمازون".
 
 
الوجه الآخر للعملة
 
 
بشكل أساسي يعتمد أداء الشركة وبالتالي قيمة استثمارك فيها على مهارة وكفاءة الإدارة في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة من خلال السعي إلى اقتناص الفرص وتحويلها إلى تدفقات نقدية تعظم من قيمة الشركة ومن ثروة المساهمين.
 
 
ولكن هناك جانب آخر لهذه القصة، هناك مديرون لا يهتمون بشيء سوى مصالحهم الشخصية حتى لو تعارضت مع مصالح المساهمين، هؤلاء المديرون عادة ما يتمتعون بسلطة مطلقة، وفي غياب المحاسبة عادة ما يتورطون في أشكال مختلفة من الفساد مثل الوسطة والمحسوبية والغطرسة والإهمال وربما يصل الأمر للاحتيال على المساهمين.
 
 
في كثير من الحالات قام كبار المدراء بنهب الثروة التي كانت تحت تصرفهم بشكل منهجي، مستخدمين موارد الشركة كما لو كانت أموالهم الخاصة، ولهذا أصبح أكثر ما يشغل بال المساهمين خلال السنوات الأخيرة هو مدى كفاءة ونزاهة المديرين الذين يتحكمون في الشركات التي يستثمرون فيها.
 
 
  
 
يمكن للمدراء إثراء أنفسهم بألف طريقة مختلفة بكل سهولة، وذلك لسبب بسيط جدًا هو أنهم يسيطرون بشكل كامل تقريبًا على موارد الشركة وكيفية تخصيصها، ويمتلكون كذلك قدرًا من السلطة فيما يتعلق بما يتم الإبلاغ عنه وما لا يتم الإبلاغ عنه.
 
 
وبناءً على ما سبق، ينبغي أن يتعلم المستثمرون كيفية تقييم مدى كفاءة وجدارة القائمين على إدارة الشركة التي ينوون الاستثمار بها، وعلى الرغم من أن الوصول إلى تقييم دقيق للإدارة هو عملية صعبة وتطلب موارد كبيرة لا تتوفر عادة لدى المستثمرين الأفراد إلا أن هناك في النهاية ما يمكن للمستثمر الفرد فعله من رؤية الصورة بشكل أفضل.
 
 
كفاءة إدارة الماكينة
 
 
ربما أكثر ما يريده المساهمون من إدارة أي شركة هو تقديم أداء تشغيلي مُرضٍ يمتاز بالاستمرارية والتطور. والمفتاح الرئيسي لفهم مدى كفاءة الإدارة في تشغيل الشركة هو النظر إلى حالة نسب التشغيل المعروفة مثل معدل دوران المخزون ومعدل دوران الأصول والدورة التشغيلية.
 
 
مقارنة هذه النسب مع نظيرتها لدى المنافسين العاملين بنفس القطاع أو الصناعة من شأنها أن توضح للمستثمر كفاءة الإدارة في تشغيل عمليات الشركة، فإذا اتضح أن هذه النسب أفضل مقارنة مع المنافسين فهذا يعني بشكل مبدئي أن إدارة الشركة تستغل بشكل جيد الموارد الواقعة تحت تصرفها.
 
 
  
 
في اجتماع عقده لمساهمي شركته "بيركشاير هاثاواي" في عام 1994 قال "وارن بافيت": "أعتقد أنه يمكنك الحكم على الإدارة في ضوء معيارين؛ الأول هو مدى جودة إدارتها لأعمال الشركة، وهو ما يمكنك التأكد منه من خلال النظر إلى ما أنجزته بالمقارنة مع ما أنجزه المنافسون، أما المعيار الثاني فهو كيفية معاملتها للمساهمين في الماضي".
 
 
خداع المساهمين
 
 
يمكن أيضًا للمستثمر قياس مدى جدارة إدارة الشركة من خلال النظر إلى جودة البيانات المالية الصادرة عن الشركة، فعلى الرغم من أن المديرين لا يكتبون البيانات المالية للشركة بأنفسهم وإنما المحاسبون، إلا أن المحاسبين لا يمكنهم التلاعب بشكل كبير بالأرقام إلا إذا كانت الإدارة متورطة بالأمر، وبالتالي فإن جودة البيانات المالية تعكس بشكل كبير نزاهة الإدارة.
 
 
شركات المراجعة المحترمة عندما تشعر بوجود مخالفات كبيرة بالبيانات المالية للشركة إما توضح ذلك في تقريرها أو تعتذر عن استكمال عملها في إشارة إلى أن إدارة الشركة لم تكن متعاونة في توضيح المشاكل التي قد تكون موجودة بالبيانات المالية، ولكن في المقابل، توجد هناك شركات مراجعة تساعد الإدارة في إخفاء أي مشاكل كبيرة مستغلة بعض الثغرات المحاسبية.
 
 
المشكلة هي أن مرور البيانات المتلاعب بها من تحت أعين المستثمرين هو مجرد هروب للأمام؛ حيث ستجد إدارة الشركة نفسها مضطرة لنسج أكاذيب جديدة لإخفاء أكاذيب العام الماضي، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى أن يبدو الوضع المالي للشركة أفضل مما هو عليه في الواقع.
 
 
  
 
ولكن عاجلًا أو آجلًا سينكشف أمر الشركة وستجد نفسها مضطرة في النهاية إلى إعادة صياغة بياناتها المالية لتعكس حقيقة وضعها المالي، في خطوة من المرجح أن تعصف بثروة المساهمين الذين سيخسرون أموالهم لمجرد تورطهم مع إدارة جشعة احتالت عليهم وخدعتهم.
 
 
"إذا جاء إليك أحدهم واقترح عليك سهمًا لتشتريه، فما هي الأشياء التي تريد أن تعرفها أولًا عن هذا السهم؟" وجه هذا السؤال إلى رجل الأعمال الأمريكي الشهير "جوليان روبرتسون" في ربيع عام 2012 وكانت إجابته كالتالي: "أول شيء أريد معرفته هو الإدارة، هل تمتلك الكفاءة والنزاهة؟ للأسف أكثر الناس لا يهتمون بذلك".