أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2016

السياحة و أشياء أخرى*عوني ناصر قعوار

الراي-تطور عالم السياحة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وعلى أثر ذلك بدأت الحياة المدنية تشعر بالأمن و الأمان و الاستقرار ، و ارتقى المستوى المعيشي لشعوبها ، فبدأت المجتمعات تشعر بالبحبوحة الاقتصادية في كل مناحي حياتها ، و خاصة الطبقة الوسطى و التي أصبح بمقدورها السفر ضمن مجموعات سياحية برحلات منظمة من خلال استعمال شبكة قطارات تصل دول اوروبا ببعضها و التي ادت الى نمو السياحة البينية لقرب المسافة بينها.
 
و من أبرز الشركات التي ساهمت في انعاش السياحة هي شركة ثوماس كوك الانجليزية و التي بدأت بممارسة نشاطاتها عام 1841 بواسطة قطارات و استمرت حتى عام 1919 ، ثم باشرت بتنظيم رحلات جوية الى مدن افريقية و من ثم رحلات استجمامية الى الريفيرا الفرنسية . على اثر ذلك تطورت أنماط السياحة فأصبح منها الثقافية و الرياضية و السياحة الدينية و الاستجمامية و السياحة العلاجية و البيئية .
 
و حسب احصاءات عالمية فإن مجموع المقبوضات السياحية يساوي او حتى يفوق الدخل المتأتي من صادرات النفط ، أو المنتجات الغذائية أو السيارت ، و يعتبر قطاع السياحة محورا رئيسا من محاور التجارة الدولية و واردات الدول المتطورة ، وغدا قطاع السياحة قطاعاً اقتصادياً منظماً و مدروساً و فعالاً في اقتصاد الكثير من الدول حيث ساهم في زيادة الناتج المحلي ، كما اصبح مصدراً مهماً لضخ العملات الصعبة ، و في خلق فرص عمل في المجتمعات المحلية .
 
و لأن الأردن غني في المواقع الأثرية و التي يتجاوز عددها عشرين ألف موقع موثق لدى دائرة الآثار العامة موزعة بين دينية و ثقافية و سياحية في الوقت الذي يفتقر فيه للكثير من الموارد الطبيعية ، لذا أصبحت السياحة هي نفط الأردن الذي لا ينضب خاصة و أن السياحة و حسب آراء الخبراء هي صناعة بلا مداخن . فقد ساهم هذا القطاع في فتح الأفاق الثقافية و بناء جسور بين السياح و المجتمعات المحلية ، لتثري مخزونهم الثقافي و الاجتماعي من خلال التعرف على الشعوب الاخرى و عاداتهم و تعلم لغاتهم .
 
و على مر العصور ارتبطت السياحة بأشياء أخرى ، منها ارتبط بتطور وسائل النقل و شبكة المواصلات من قطارات ، بواخر بحرية ، الى الطائرات التي سهلت الوصول من قارة الى اخرى ، و هذا ادى الى تطور الحركة السياحية بين بلدان قارات العالم و بصورة كبيرة .
 
تطور الاختراعات و وسائل الاتصال التي شملت الفاكس و الهاتف من ثم التلفاكس وصولا الى قفزة عالم الاتصال التي تمثلت بالانترنت « الشبكة العنكبوتية» و الذي جعل من العالم قرية كونية صغيرة يمكن الوصول الى اي بقعة فيه او الاتصال مع اي شخص في العالم ، حتى تواصل شركات و مكاتب السياحة و دراسة العقود التي يتم بموجبها تنظيم الرحلات السياحية ، و حتى إمكانية تسويق و ترويج الاماكن السياحية في العالم بمجرد الضغط على زر واحد فقط.
 
كما فتحت هذه الشبكة الفرصة أمام السائحين من مختلف انحاء العالم القيام بتصميم برامجهم السياحية و القيام بالحجوزات سواء الطيران او في الفنادق مباشرة عن طريق مواقع معينة دون اللجوء الى مكاتب السياحية او مكاتب الطيران .
 
كذلك ترتبط السياحة بالظروف المالية للبلدان فقد تأثر هذا القطاع سلباً وتراجعت أعداد السياح بصورة كبيرة نتيجة الازمة المالية العالمية التي عانى منها العالم خلال السنوات 2008-2009 الذي كان نتيجة انهيار الاسواق المالية في أمريكا الشمالية و دول اوروبا و تداعياتها ، مما دفع الخبراء في منظمة السياحة العالمية بالتفكير بالاثار السلبية للأزمة المالية العالمية على قطاع السياحة بسبب تراجع العجلة الاقتصادية في تلك الدول و انخفاض صرف سعر اليورو و ارتفاع أسعار النفط.
 
أما الظروف السياسية التي تعصف في المنطقة منذ بدء ما يسمى الربيع العربي و التي استمرت لسنوات عديدة بدءاً من تونس ثم مصر و ليبيا و سوريا و الحرب في العراق و التي لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدته حديثا لتطال دولا اوروبية كنتيجة عنها من خلال تنفيذ عمليات ارهابية أودت بحياة الكثير من الابرياء و زعزعة الامن القومي في تلك البلاد نستطيع القول بأنها كادت أن تقضي على هذا القطاع فقد حرمت بلدان المنطقة من اعداد كبيرة من السياح ، و تراجع نسبة الدخل القومي من هذا القطاع و بالرغم من جميع المحاولات لوضع خطط لحل هذه الازمة إلا أن السياحة ما زالت في غرفة الانعاش و هذا كله ادى الى إغلاق العديد من المنشآت السياحية و الفنادق ، و اغلاق الباب امام آلاف من العاملين في هذا القطاع الذين أصبحوا بدون عمل مما أدى الى زيادة نسبة البطالة .