أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Dec-2017

زحف التجارة الإلكترونية يهدد مستقبل مولات التسوق وشركات التجزئة الأمريكية

 د ب أ: ظلت مراكز التسوق العملاقة (المولات) الأمريكية لسنوات طويلة القلب النابض لتجارة التجزئة وجذبت إليها العملاء بالملايين.

ولكن زحف التجارة الإلكترونية بقيادة شركة «أمازون» هوى بهذا القطاع في أزمة عميقة. فاختفاء المراكز العملاقة للتسوق لن يعني فقط اختفاء ساحات لعب خاصة بالحياة الاجتماعية، تلك الساحات التي كانت مكانا لتجول الأسر ولقاء الشباب بعضهم ببعض، بل يهدد العديد من الوظائف.
فهل يكون هناك عام 2018 سببا للأمل؟
أصبحت هناك صورة معتادة على امتداد الطرق السريعة بعيدا عن المدن الأمريكية الكبرى، صفوف من المحلات المهجورة، جدران متداعية، وخواء رتيب. فبعد أن كانت مراكز التسوق تزدهر في هذه الأماكن، أصبح وكأنها مدن اشباح.
وخَلَّف زوال تجارة التجزئة الذي يوصف في أمريكا بـ «قيامة التجزئة» أنقاضا من العقارات ومدن أشباح في جميع أنحاء أمريكا. ويحذر خبراء من أن ما حدث ليس إلا بداية هجرة الزبائن إلى الإنترنت.
فبينما كان الزبائن في السابق يستغلون التسوق من أجل التنزه، أصبحوا اليوم يطلبون متشرياتهم عبر الإنترنت، خاصة عبر عملاق التسوق الإلكتروني «أمازون» الذي أصبح يعرض كل ما توفره بيوت التسوق والأسواق الحديثة بشكل متزايد.
وبذلك فإن ازدهار «أمازون» يحدث بشكل أساسي على حساب تجار البضائع الذين يعملون في محلاتهم. مر هذا القطاع بعام مرعب رغم ازدهار الاقتصاد الأمريكي، حيث خفضت أيقونات تسوق أمريكية، مثل سلسلة متاجر «مايسز» أعداد العاملين لديها وفروعها بشكل واسع.
بل إن هذه السلسلة العريقة التي تأسست عام 1858 بدأت بيع ممتلكاتها العقارية لمواجهة خسائرها المتزايدة.
كما شعر منافسو «مايسز» مثل «كولس أو جي سي بينيس»، بل والسلاسل التجارية التي تتمتع بوضع قوي مثل «وول مارت» أو «تارغِت» بتنامي قوة «أمازون».
ويبدو الأمر أكثر كآبة في أماكن أخرى حيث تتردد إشاعات قوية بشأن نية سلسلة أسواق «سيرس» العريقة للتجزئة إعلان إفلاسها. كما أعلنت سلسلة «تويز آر أص» « لألعاب الأطفال إفلاسها مؤخرا. وتقدمت أكثر من عشر سلاسل أمريكية مثل «بيليس» و «جيمبوري» و»بيرفومانيا» هذا العام بطلبات لإشهار الإفلاس.
واختفت شركات كبيرة أخرى مثل سلسلة «راديو شاك» للمنتجات الإلكترونية، و»سبورتس أوثوريتي» من الأسواق بالفعل.
وربما كان كل ذلك مجرد بداية فقط ،حيث تتوقع «كو ستار غروب» للخدمات الاستشارية على سبيل المثال أن يصبح أكثر من 10% من مساحات تجارة التجزئة في الولايات المتحدة فائضا عن الحاجة العام المقبل.
ربما كانت مراكز التسوق الكبيرة الأكثر تضررا من ذلك، حيث يتوقع خبراء بنك «كريدي سويس» أن يختفي 20 إلى 25% من هذه المراكز في غضون خمس سنوات.
وبشكل عام فإن الاختفاء المستمر للمتاجر ومحلات التجزئة التقليدية سيكون خطيرا على الاقتصاد الأمريكي، وستكون له أيضا عواقب وخيمة اجتماعيا، حيث يعتمد ربع الوظائف في الولايات المتحدة على هذا القطاع وفقا لاتحاد «إن آر إف» الذي يمثل العاملين في قطاع التجزئة في أمريكا.
ورغم أن معظم هذه الوظائف ذات أجور متدنية، إلا أنها مهمة حيث توفر فرصة عمل للكثير من الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليما مهنيا عاليا.
ومع كل ذلك فقد شهد هذا القطاع الذي يعاني من المشاكل بريقا من الأمل مؤخرا، حيث وفر 12 ألف و 900 وظيفة جديدة الشهر الماضي مقارنة بالشهر السابق عليه «وهي إحدى أقوى الزيادات التي شهدناها هذا العام» وفقا لجاك كلين هينس، كبير اقتصادي الاتحاد.
ولكن لابد من النظر إلى هذه الزيادة في ضوء تزايد الحاجة للوظائف في قطاع تجارة التجزئة، على خلفية بدء موسم أعياد الميلاد ومعركة التخفيضات التي يشهدها هذا الموسم.
كما أن هذا التوجه القصير قد يكون خادعا، حيث تم تسريح أكثر من 70 ألف عامل في قطاع تجارة التجزئة الأمريكي يناير/كانون الثاني الماضي وذلك وفقا لبيانات وزارة العمل.
إلى أين تتجه الرحلة؟ هذا ما يظهره بوضوح مؤشر الاستهلاك السنوي فيما يتعلق بعيد الشكر الأمريكي، حيث أنفق الزبائن الأمريكيون خلال يومي «الجمعة الأسود» و»إثنين الإنترنت» أموالا أكثر من أي عام مضى، وذلك بفضل رقم قياسي جديد في التسوق الإلكتروني، وذلك وفقا لمحللي بيانات السوق في مؤسسة «أدوب ديجتال إنسايتس».