أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Jul-2019

ناطحات السحاب السكانية الفاخرة في نيويورك تغيِّر وجه المدينة

 د ب أ: تتميز مدينة نيويورك بناطحات السحاب، ومن أشهرها «مركز التجارة العالمي1» بظله الممتد، ومبني «إمباير ستيت» العملاق ومبني «كريسلر» الأنيق بنهايته الدائرية.

وربما يكون الأفق في نيويورك الأكثر شهرة في العالم، ولكن مظهره منقطع النظير يتغير بشكل سريع. ويستطيع المرء أن يرى بوضوح الأفق وهو يتحرك عبر متنزه «سنترال بارك» التي تحيط به المباني العملاقة الشاهقة، التي يزيد ارتفاع بعضها عن 400 متر، مما يجعلها تفوق في ارتفاعها مساحة الرقعة الخضراء. وتندرج هذه المباني، التي تحتوي على شقق ملكية خاصة، ضمن فئة جديدة من ناطحات السحاب، لا تتميز فقط بأنها شاهقة الارتفاع، ولكنها رفيعة الحجم أيضًا.
وقال جورج غينس، وهو استشاري في مجال تخطيط المدن «هناك زيادة هائلة في ارتفاع المباني… الناس يطلبون فقط رؤية المناظر الجميلة».
ورغم ارتفاع تكاليف البناء، فقد ظهر المزيد والمزيد من هذه المباني الجديدة في مانهاتن على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك.
وأصبح تشييد مثل هذه المباني أمرا ممكناً، وهو ما يرجع جزئيًا إلى التقدم التكنولوجي في تشييد ناطحات السحاب، مما سمح لها بالارتفاع رغم أنها مشيدة على مساحة من الأرض تصل في بعض الاحيان إلى بضع مئات من الأمتار المربعة.
ويعد سوق العقارات في نيويورك عاملا رئيسيا آخر. ويتجاوز متوسط إيجار شقة صغيرة في مانهاتن 4000 دولار شهريا. وتسبب كبار الأثرياء، وهم مديرو صناديق التحوط، وأباطرة النفط، وأفراد عائلات ملكية، في ارتفاع الأسعار. وهؤلاء على استعداد لدفع ثمن عقار مقام على قطعة ارض متميزة، يستطيعون به شراء قلعة في أي مكان آخر .
وحسب كارول ويليس، مديرة متحف ناطحات السحاب في نيويورك، يتطلب الأمر سعرًا يصل إلى 3000 دولار مقابل القدم المربع حتى يصبح هذا الشكل باهظ التكلفة للبناء جاذبا ومستداما» .
وقد تجاوزت ناطحات السحاب الجديدة هذا الحد الآن. ويمكن أن يحقق المتر المربع للشقق في الطابق العلوي، والتي تطل دون عائق على نيويورك، سعرا خرافيا يصل إلى مئة ألف يور مقابل المتر المربع.
وعادة لا تكون هذه الشقق المتميزة صغيرة الحجم، حيث تصل مساحة بعضها إلى أكثر من 100 متر مربع.
وكلما زاد الارتفاع، كانت الإيرادات أفضل. ولذلك، ليس مفاجئا إذن أن تلجأ شركات التشييد إلى جميع الحيل التي يمكن تخيلها للوصول بناطحات السحاب رفيعة الحجم التي تقوم بتشييدها إلى أعلى ارتفاع ممكن.
ويبلغ ارتفاع مبنى في «432 بارك أفينيو» 425 مترا. وعندما يتم افتتاحه في عام 2020 ، سيكون مبنى «سنترال بارك تاور» الأعلى في العالم بارتفاع 472 مترا. وسيكون مبنى «برج التجارة العالمي1» الذي تم تشييده مكان برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في هجمات الحادي من سبتمبر/أيلول 2001، أعلى قليلا بفضل نهايته العلوية.
ويمكن أن تصل المباني إلى مثل هذه الارتفاعات جزئيًا لأن العديد من طوابقها شاغرة، حيث أن حوالي 25 في المئة من الطوابق في «432 بارك أفينيو» غير صالحة للسكن، والوضع مشابه في «سنترال بارك».
وتقول شركات البناء إن هذه المساحة مطلوبة من أجل توفير أماكن للمعدات الميكانيكية لتشغيل المصاعد أو أنظمة التهوية، كما أنه من المناسب في نيويورك ألا يجرى حساب مثل هذه الطوابق في الارتفاع الرسمي للمبنى. كما تلعب المساحة الصغيرة التي يقام عليها المبنى أيضًا دورًا رئيسيًا، حيث أن شركات البناء في نيويورك تواجه قيودا عندما يتعلق الأمر بالمساحة الكلية، التي يمكن أن تقام عليها المباني، محسوبة بالمتر المربع. ويمكن زيادة المساحة عن طريق شراء أمتار مربعة «فائضة» من العقارات المجاورة.
ولكن الحنق أصاب الكثير من سكان نيويورك بسبب تقارير مفادها أنه يتم بيع الشقق للأجانب من كبار الأثرياء بغرض الاستثمار، وهي مغلقة و تُستخدم خلال معظم العام رغم نقص الوحدات السكنية في المدينة.
وقالت إليزابيث غولدشتاين، من الجمعية البلدية للفنون، وهي منظمة غير ربحية تركز على حماية الطراز المعماري في نيويورك «إنه أمر مريب أن تظل هذه الأبراج شاغرة… هذا أمر خارج عن السيطرة».
ومثل كثيرين آخرين، تعترض غولدشتاين على استغلال «الثغرات» من جانب المهندسين المعماريين، ولكنها تعترف أيضًا بأن المعارضة العامة للمباني ستكون أقل حال توفير شقق للجميع، وليس لكبار الأثرياء فحسب.
ووفقا لهذه الناشطة فسوف يشهد أفق نيويورك ومبانيها تطورا دائمًا، مهما كانت العراقيل والصعوبات، فالنمو السكاني وحدة سوف يضمن ذلك، حيث من المتوقع زيادة عدد السكان هناك بمقدار نصف مليون نسمة خلال عشرين عاما مقبلة
ولا يشعر جميع سكان نيويورك بالقلق، وتعتقد الخبيرة كارول ويليس أنه يتم تداول الكثير من المعلومات الخاطئة في هذا النقاش.
وتقول ان التطورات الحالية محل ترحيب، خاصة في أعقاب هجمات سبتمبر الإرهابية في عام 2001، عندما انتشرت مخاوف بأنه لم يعد هناك رغبة لدى الاشخاص في العمل أو العيش في أماكن شاهقة. وتضيف «ناطحات السحاب هي علامتنا التجارية في نيويورك، وأنا سعيدة بوجود ناطحات سحاب جديدة».