إن ضعف التخطيط وسوء التنظيم وعدم اتباع سياسات زراعية حقيقية سيهلك القطاع وسيقضي على الزراع. والمزارع مزارع ما دام يزرع او زارع بغض النظر عن حجم الحيازات.

المشكلة الحقيقية تكمن في العملية التسويقية والتي يسيطر عليها الوسطاء والتجار واصحاب الشركات الراس مالية ففي الحلقة التسويقية خلل معروف حله سهل لكنه عند اصحاب القرار محذوف، في ازمة كورونا برز المزارع البسيط والمتوسط وبادر البعض بالتبرع والاسهام في مواجهة الظروف الاستثنائية بكل حرص ومواطنة ومسؤولية رغم التخبط في عملية اصدار التصاريح وعدم تمكين الاغلبية منهم من انجاز ورعاية اعمالهم اليومية.

للاسف لقد شبعنا كلاما من هذا الاسلوب والذي لم يؤشر او يضمن حق المزارع المهمش والمسلوب فالسياسات ينبغي ان تركز على عدة اتجاهات تضمن للمزارع الراحة والاطمئنان والعيش بامان وتركز على زيادة دخله وقدرتة الشرائية... من اهمها سياسة دعم الاسعار تتعهد خلالها الدولة بشراء المحصول بالسعر المعلوم في حال ان سعر السوق اقل من السعر المدعوم او تتكفله بتقديم تعويض فرق السعر في حال قل السعر في السوق عن السعر المدعوم مع فرض سياسة حمائية للمنتج المحلي من التدخلات الاجنبية من خلال اجراءات جمركية عالية ومحددة خلال فترة الانتاج على المنتجات المستوردة من نفس المحصول للحصول على ثقة المزارع بمؤسسته التنظيمية والحكومية وبنفس الوقت ينبغي السير بشكل متوازن وخلق سياسات تنافسية تضمن للمنتج ولمن ينتج الابداع والحجة والاقناع من خلال سياسة تهتم بالبنى الزراعية باشكالها المتعددة لزيادة الانتاجية... والسعي لايجاد اسواق خارجية تصديرية تجذب الشباب وتخلق للمستثمرين الاسباب نحو العمل الزراعي الذي يضمن من خلاله المزارع رزقه ويؤسس فيه حياته.

ارجوكم تحدثوا عبر الشاشات الاعلامية وفي البرامج التلفزيونية بلغة تشعرنا انكم جادون في ايجاد حلول فالمزارع انسان بارع يتعامل مع الارض ويدرك معنى الانتماء وبه ومعه يكون النماء لكن برؤية حقيقية ونظرة صادقة نحو القطاع والزراع دون الانصياع لمصالح شخصية.

نحن اليوم بأمس الحاجة الى سياسات زراعية فاعلة وحقيقية همها المزارع وترعى العملية الانتاجية باساليب تهدف بالدرجة الاولى الى دعم المزارع وجذب الشباب للتوجه الى ممارسة العمل الزراعي الذي يعطي مردودا عاليا وهذا لن يكون الا بادارة حقيقية وقيادة مؤسسية تمتلك رؤية ودافعية تنظر بعين هادفة وتقف على مسافة واحدة من الجميع، فلا داعي للتزيف او التلميع، فليست كل الازهار ثماراً.