أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Jul-2020

تذبذب المواقف وتأثيراتها*لما جمال العبسه

 الدستور

لاشك ان جائحة فيروس كورونا المستجد وتبعاته غاية في الاهمية، ولا شك ان الجهود التي تبذلها الحكومة اتفقنا مع بعضها او اختلفنا كان لها الاثر الجيد في الحد من انتشار هذا الفيروس، كما ان الاطلاع على تجارب الدول التي استطاعت ان تدير الازمة ونجحت في مقاومة هذه الجائحة يعزز مدى نجاعة الاجراءات المتبعة في هذا الصدد، الا ان النظر في تجارب الدول لكن بمنظور تشاؤمي يزيد الطين بلة ويؤخر ترميم ما احدثه الفيروس من تصدع في الاقتصاد بشقيه الجزئي والكلي.
 دول كثيرة حول العالم ومنها الاردن رأت تقديم الاجراءات الوقائية الصحية وجعلها الاهم على حساب القطاعات الاقتصادية المختلفة، وعندما بدأت بمرحلة التعافي من هذا الفيروس قررت العودة التدريجية الى الحياة، لمكافحة تبعات فيروس كورونا الاقتصادية على المدى القصير والتي بدأت بتعطل الاعمال، مع توقعات بارتفاع نسب البطالة وزيادة اعداد الفقراء وارتفاع منسوب الجوع في الكثير من الدول بحسب منظمة الاغذية العالمية، لتدرك هذه البلدان ان عظم التبعات اكبر خطرا من الجائحة، وقرر بعضها التغاضي عن منشورات منظمة الصحة العالمية التي ومنذ بداية الازمة اتخذت منحى التهويل ورافقه عدم الاستقرار في ارائها المتعلقة بهذه الجائحة، وتوجهت نحو تعزيز مفهوم الوعي لدى المواطنين وتحميلهم مسؤولية الحفاظ على صحتهم مع قيام الدولة بدورها في كافة المجالات، وذلك لتحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي مع الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية، ليصبح عدد الاصابات خبرا عاديا لا يورث المهابة والرعب لدى مواطنين في العديد من دول العالم.
 نحن في الاردن تجاوزنا الصعب بالنسبة للجائحة الا ان رقم الاصابات اليومية المحلية لازال يلفت نظر العديد، ليس خوفا او ترهبا بقدر ما هو رغبة في العودة الى الحياة اليومية الطبيعية، مع العلم ان التجاوزات الحاصلة نسبيا هي قليلة، فالجميع يخشى على نفسه صحيا واقتصاديا بنفس القدر، ويدرك ان التجاوز معناه معاناة مالية واجتماعية،ولا زال الخوف من العودة الى اجراءات بداية الازمة مسيطرا على الكثير، وبالتالي اصبحت الوقاية هي ديدن المعظم من الناس.
 النظر الى ان بعض الدول عادت الى مراحل الخطر وتقييد القرارات بما يحدث خارج الوطن والاعتماد على شروط عامة وضعتها منظمة الصحة العالمية وجعلها اساسا في الاجراءات الرسمية بغض النظر عما اذا كانت تتناسب معنا ام لا انما يؤدي الى انتكاسة اجتماعية، ويولد حالة من عدم الاستقرار النفسي لدى الناس،  ان ما يتوجب علينا هو اتخاذ الاجراءات المناسبة للمحافظة على ما حققناه وزيادة الوعي وفتح المنافذ البرية والجوية بتقييد مقبول، والسماح للناس بممارسة حياتها مع الحفاظ على سلامتها.
يكفي ما نعانيه يوميا ونحن ننتظر الفرج، وعلينا الآن اتخاذ قرار بمعزل عن الدول المصابة ، وان ننظر الى تلك التي تعاني من الجائحة الا انها رأت صعوبة علاج ما ينتج عن «كورونا» من مشاكل اقتصادية واجتماعية ونفسية، وان يكون قرارنا مناسبا لحالتنا.