بوضوح شديد ، سبق وطالبت بمراجعة إتفاقية تجارتنا الحرة مع تركيا مثلها مثل بقية الإتفاقيات التجارية الأخرى ولا أزال أطالب بذلك حماية للإقتصاد الأردني . لكنّ طريقة معالجة الحكومة للموضوع أثارت عليها القطاع التجاري الأردني ، وتلقت عليها تأييد القطاع الصناعي الأردني ، وما زال المواطن بين بين لعدم وصول أثر طريقتها على توفر سلع يحتاجها في السوق خاصة وشهر رمضان الفضيل على الأبواب ، أي باختصار : طريقة تعامل الحكومة مع الموضوع أوجدت شرخا أردنيا داخليا ، ناهيك عن تناقضها مع الحبل السياسي المشدود الذي يسير عليه الأردن في ظلّ إعادة تموضع التحالفات العربية والإقليمية.

 

حكومتنا مثل ترامب ، فرض رسوم جمركية على الألمنيوم والصلب المستورد من الصين بحجم تجاري 60 بليون دولار ، فكان جواب الصين أن فرضت رسوما جمركية على 128 سلعة تستوردها من أمريكا بحجم تجاري 3 بليون دولار ، فتراجعت أسعار أسهم الشركات في بورصة نيويورك وسط مخاوف من حرب تجارية ينكرها البلدان ، رغما أن إجراءتهما تقول فعليا ذلك . ومنذ أسبوع يهاجم  ترامب شركة أمازون ، عملاق التجارة الأليكترونية في العالم ، فتتراجع أسهمها ، وتكون نتيجة قراراته وتوقيتاتها مزيدا من ارتباك البورصات الأمريكية ، وما يتبع ذلك من ارتباكات اقتصادية. كذلك ينتظر العالم وترامب على رأسه اجتماع زعيمي الكوريتين في نهاية الشهر ، واجتماع ترامب نفسه مع الزعيم الكوري الشمالي ، الذي قام بزيارة سرية للصين قبل الإجتماعين المرتقبين ، بينما ترامب يطلب مساعدة الصين في تحقيق النتائج التي يريدها من اجتماعات الأزمة الكورية ، فهل تربط الصين التجارة بالسياسة يا ترى ؟ نعم بالتأكيد

 

الصين ، المتأثر الأكبر بقرارات ترامب فرض رسوم جمركية على مستوردات أمريكا من الخارج ، ردت ردا مؤشرا ذا معنى ، هادفة منه القول أنها مستعدة للحوار ، إذ أنها تناولت بقرارها حجما تجاريا لا يتناسب إطلاقا مع تضررها من قرار ترامب .

 

حكومتنا تنتقل من النقيض إلى النقيض في قضايا سياسية وتجارية واقتصادية حسّاسة ، فهي إما أن تجّيرالإقتصاد الأردني للأتراك ، وإما أن تعادي الأتراك بتوقيف اتفاقيتنا التجارية الحرة معهم ، فكما أن الأبل لا توّرد هكذا ، فعلاقات الدول لا  تساس هكذا أيضا ، إذ أن بين هذا وذاك طريق عليها أن تسلكه بحكمة ومهارة.