أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Jun-2019

الرعاية الصحية في البحرين..نموذجاً عالمياً ومقصداً للسياحة والاستثمار - بقلم: أحمد محمد المناعي

 

 
الرئيس التنفيذي لمركز الاتصال
الوطني في مملكة البحرين
 
الدستور - لم يكن العشرون من مايو الماضي يوماً عادياً في قصر الأمم المتحدة بجنيف، مقر منظمة الصحة العالمية، حيث شهد حدثاً استثنائياً وتاريخياً بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في مملكة البحرين، كقائد عالمي في المجال الصحي، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المنظمة الدولية، وبمثابة إنجاز عالمي جديد يعكس الإنجازات الحضارية الباهرة للمملكة، في شتى مجالات التنمية المستدامة، والجهود الكبيرة والمبدعة لسمو رئيس الوزراء في هذا القطاع الحيوي.
هذا التكريم الفريد ورفيع المستوى، بحضور رؤساء ووزراء نحو 194 دولة عضواً في المنظمة،وهم يمثلون الهيئة العليا للمنظمة، لم يأت من فراغ، وإنما هو ثمرة جهود حثيثة بذلتها البحرين طيلة أعوام من العمل الجاد في مختلف القطاعات، ومنها قطاع الرعاية الصحية، حيث نجحت بتحقيق العديد من الإنجازات التي أهلتها لتكوين نموذج فريد يحتذي به العالم أجمع. 
إنها إذن شهادة دولية جديدة، من منظمة الصحة العالمية ذات المصداقية الواسعة، بالمستوى المتقدم للخدمات الصحية في مملكة البحرين، وليس أدل على ذلك من وصف الدكتور «غيبريسوس» المدير العام للمنظمة، حين عبر لسمو رئيس الوزراء،»عن سعادته وتشرفه بدعوة سموه لحضور اجتماع منظمة الصحة العالمية الثاني والسبعين لتكريم سموه كقائد عالمي، وله إسهامات عظيمة في مجال الصحة، بما لدى سموه من رؤى وأفكار، وما يحمله من سياسات ومبادرات، وما حققه من نجاحات وإنجازات لتكون نماذج لدول العالم أجمع».
ويعد هذا الإنجاز المهم فصلاً من قصة نجاح بحرينية ممتدة، في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، راعي المسيرة التنموية الشاملة التي دشنها جلالته في البلاد منذ عقدين من الزمان، حين جعل بناء الإنسان والاهتمام به أساساً لبناء الوطن وعنواناً لنهضته، ورسخ ذلك من خلال مبادئ ميثاق العمل الوطني، والدستور وحزمة من التشريعات والمؤسسات التي أخذت بأحدث المعايير الدولية، وضمنت الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين والمقيمين على ثرى هذه الأرض الطيبة.
لقد حققت البحرين إنجازات مهمة فيما يتعلق باستدامة الخدمات الصحية والعدالة في تقديمها للمواطنين والمقيمين، وإتاحة قدر كبير من التنافسية في هذا المجال، وهي المبادئ التي تعتبر قوام رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي يقود تنفيذها مجلس التنمية الاقتصادية، برؤية طموحة وحرص متواصل من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء.
وبالعودة إلى سمو رئيس الوزراء، فإنه ومن الواجب التأكيد على أن سموه استطاع أن يقود بحكمته المعهودة حكومة المملكة، لتشييد نظام صحي وطني متكامل،قائم على سياسة توفير الرعاية الصحية الشاملة لجميع المواطنين والمقيمين، عن طريق البرامج الوقائية والعلاجية، ومن خلال شبكة الخدمات الصحية على جميع مستوياتها، من الرعاية الصحية الأولية، والثانوية والرعاية السريرية.
لذلك، كان من المنطقي أن تنال البحرين هذا التكريم ممثلةً في سموه، في ظل زخم كبير من المبادرات والمشروعات التطويرية للقطاع الصحي في المملكة، كان من أحدثها وأبرزها، إصدار قانون الضمان الصحي لسنة 2018، الذي يرتكز على توفير منظومة صحية متكاملة ذات جودة عالية تتسم بالمرونة، والقدرة على التطور والاستجابة لتطلعات المستفيدين، وإنشاء نظام تمويل صحي يتّسم بالكفاءة والاستدامة، ضمن إطار يحمي حقوق جميع الأطراف المشاركة في الضمان الصحي، بالإضافة إلى التركيز على الرعاية الأولية، ولاسيما من خلال برنامج «طبيب العائلة» الذي تتميز به البحرين على مدى سنوات عديدة.
إننا كبحرينيين نفخر بالخطوات المتخذة لتعزيز البناء المؤسسي للقطاع الصحي، ومن أبرزها إنشاء المجلس الأعلى للصحة في عام 2013، الذي لعب دوراً رئيساً في الارتقاء بالخدمات الصحية في المملكة، من خلال وضع الاستراتيجية الوطنية للصحة ومتابعة تنفيذها، حيث عمل المجلس على تعزيز كفاءة الخدمات واستدامة الموارد الصحية، والتنسيق مع جميع الأطراف في القطاعين العام والخاص، ومد الجسور مع المؤسسات الدولية المعنية بقطاع الصحة، وذلك إلى جانب الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية التي تم إنشاؤها في عام 2009، حيث تضطلع بمهام مراقبة تطبيق نظم المهن والخدمات الصحية وتطويرها بقطاعيها الحكومي والخاص، وأسهمت بشكل ملحوظ في تطوير الخدمات الصحية في مملكة البحرين.
ويضاف إلى ذلك، صدور دليل البحرين الصحي 2019، مؤخراً بالتزامن مع يوم الصحة العالمي في السابع من شهر أبريل الماضي، ويشتمل على قاعدة بيانات متكاملة وميسرة لجميع الخدمات والتخصصات الصحية في المملكة، ويهدف الدليل إلى المساهمة في تعزيز الوعي بالمجال الصحي، وتيسير الوصول إلى الخدمات الصحية، وتشجيع السياحة العلاجية، فضلاً عن تعزيز الاستثمارات في المجال الطبي، خصوصاً مع تميز البحرين كونها مركزاً إقليمياً للمستثمرين ورواد الأعمال، وكبرى الشركات العالمية، نظراً لما توفره من تسهيلات نوعية وغير مسبوقة لجذب الاستثمارات.
وتأكيداً على هذا التوجّه، تستضيف المنامة خلال الفترة من 24-25 يونيو الحالي، «مؤتمر ومعرض البحرين للاستثمار الصحي والسياحة العلاجية 2019» الذي سيقام تحت رعاية معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، بالشراكة مع صندوق العمل «تمكين»، وذلك بهدف مضاعفة الجهود للمزيد من تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في الرعاية الصحية، وتشجيع السياحة العلاجية.
تقف الرعاية الصحية في مملكة البحرين اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التميز والريادة لم يسبق لها مثيل، متسلحةً بأسس صلبة، ومعايير عالمية تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة، وهو ما يعزز من موقع المملكة وصدارتها كمركز إقليمي ونموذج يحتذي في الرعاية الصحية،ووجهة متميزة للسياحة العلاجية، وكذلك يبرهن مجدداً على جدوى وفاعلية السياسات التنموية الحكومية التي قادت إلى هذه الإنجازات المشرقة.