أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2019

العلاقات الاقتصادية والتجارية العربية الأوروبية* د.عدلي قندح

 الغد-التعاون الاقتصادي الإقليمي يمثل وسيلة مهمة لتوفير فرص تجارية واستثمارية جديدة، وزيادة فرص العمل، وتحقيق الأمن الاقتصادي، ومعالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وعادة ما تكون اتفاقيات التعاون التجاري نابعة من الميزة النسبية التي تتمتع بها كل دولة أو إقليم. 

وبالحديث عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول العربية والدول الأوروبية، فيمكن أخذ العلاقات العربية الإيطالية كنموذج. حيث تعتبر إيطاليا سادس أكبر دولة صناعية في العالم، وعاشر أكبر الدول المصدرة عالمياً، إذ يقدر الناتج المحلي الإيطالي بحوالي 2 تريليون دولار والذي يشكل 1.8 % من الناتج المحلي العالمي، كما تشكل صادرات إيطاليا 2.6 % من صادرات العالم. كما أن إيطاليا هي إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع ومجموعة العشرين والعديد من المنظمات والهيئات الدولة الكبرى.
أما على صعيد الدول العربية فيبلغ الناتج المحلي العربي 2.5 تريليون دولار، فيما يشكل الناتج المحلي الإجمالي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا مجتمعة نسبة 6.5 % من الناتج المحلي العالمي، وتساهم بحوالي 5.4 % من صادرات العالم. واستطاعت دول المنطقة تحقيق معدلات نمو تجاوزت 3.2 في المائة خلال الفترة 2011-2018، مقارنة بالاقتصاد الإيطالي والذي نما بمتوسط 0.1 % خلال نفس الفترة.
العلاقة بين دول المنطقة وبين إيطاليا تتضح من عدة نواح. فعلى الصعيد التجاري، وقعت سبع دول عربية اتفاقيات تجارية مع إيطاليا، وهي الأردن والجزائر ومصر ولبنان وسورية والمغرب والسلطة الفلسطينية، وهناك مجال واسع لتوقيع المزيد من الاتفاقيات مع باقي الدول العربية. وبلغ حجم التبادل التجاري مع الدول العربية أكثر من 70 مليار يورو، وبذلك تعتبر إيطاليا ثاني أكبر شريك تجاري أوروبي بعد المانيا. ومن أهم الشركاء التجاريين لإيطاليا في المنطقة الجزائر والسعودية والإمارات وتونس ومصر. وعلى صعيد الاستثمار، فقد حقق الاستثمار الإيطالي المباشر في الدول العربية نموا واضحا، حيث بلغ خلال الخمس سنوات الأخيرة في خمس دول عربية فقط أكثر من 10 تريليون يورو، منها 7.9 تريليون في مصر، و1.5 تريليون في المغرب، وحوالي 400 مليون يورو في الأردن. 
أما على الصعيد المصرفي، فهناك مجال واسع لتعزيز العلاقات العربية الإيطالية خصوصاً في ظل تقارب حجم القطاع المصرفي العربي والإيطالي. فهنالك 505 بنك في إيطاليا وهو تقريبا نفس عدد البنوك في الدول العربية، وبلغ إجمالي موجودات البنوك الإيطالية 4 تريليون دولار وهو أكبر من حجم القطاع المصرفي العربي والبالغ 3.5 تريليون دولار. ويعمل في إيطاليا 4 بنوك عربية من بين أكبر عشرة بنوك عربية، بالإضافة لعلاقات المراسلة بين البنوك العربية والإيطالية. 
العلاقات الاقتصادية والتجارية الحالية بين إيطاليا وبين منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تعتبر جيدة بصفة عامة، ولكن هناك العديد من الفرص والإمكانيات غير المستغلة والتي يمكن أن تساهم في تحسين وتطوير تلك العلاقات وبما يحقق المنفعة المتبادلة. وهذا يدعو للمزيد من التنسيق بين الجانب العربي والإيطالي في القطاعين العام والخاص، وتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري، وتبادل الزيارات والوفود. كما يمكن أن يستفيد القطاع المصرفي العربي من التجربة الرائدة للبنوك الإيطالية في مجال التكنولوجيا وفي مجال تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والمشروعات الكبرى، ومشاريع الطاقة والمياه، والتمكين الاقتصادي للمرأة وغيرها. ويمكن تنظيم منتدى مصرفي عربي أوروبي دائم يهدف لبحث سبل تعزيز التعاون المصرفي.