سوشيال ميديا -
البنك المركزي الأوروبي أعقل من زميله الأمريكي ، لماذا ؟ لأنه قرّرتسريع إنهاء برنامجه للتيسير الكمي ، ولم يتطرق لرفع سعر الفائده على اليورو ، عكس المركزي الأمريكي الذي أعلن عن رفع سعر الفائده على الدولار ورفعها بينما برنامجه للتيسير الكمي مستمرا . أول أسلحة البنوك المركزية لكبح التضخم هو سحب السيولة بسرعة من السوق ، وكان على المركزي الأمريكي الإسراع في إنهاء برنامجه للتيسير الكمي قبل اللجوء لرفع سعر الفائده بينما ملياراته التي ضخها في فترة الكورونا ما زالت في السوق ، لكّن المركزي الأمريكي قفز لسلاح رفع سعر الفائدة دون أن يتطرق لبرنامجه التيسيري بشكل واضح . الحصافه النقدية تطلبت منه في مواجهة التضخم المرتفع أن يعلن عن نيته إنهاء ضخه السيولة أولا وينفذّ ذلك فورا وبتسارع وأن يتابع أثر ذلك على الأسعار ، وبناء عليه يؤشر للأسواق إن كان سيتجه لرفع سعر الفائده أم لا ومتى ، إذ لا نتيجة إيجابية ’ترجى من رفع سعر الفائدة على الدولار بينما يستمر برنامجه التيسيري بضخ السيولة في الإقتصاد الأمريكي . خطأ المركزي الأمريكي سيسجله التاريخ عليه وسيدّرس في إدارة السياسة النقدية . مسؤولية البنوك المركزية كبيرة في مدى تحقيق أهدافها المتمثلة بالمحافظة على استقرار: الأسعار وسعر صرف العملة المحلية وجهاز مصرفي قوي ، لذلك ، يمنحها قانونها استقلالها عن أي مؤثرات حكومية أو سياسية أو شعبوية.