أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2020

أثرياء الأردن بين سلطة القهر والحسنى*ماهر ابوطير

 عكاظ الاخبارية

النوع الأول- الطبقة التي كانت غنية منذ الثلاثينات والاربعينات والخمسينات، وهي طبقة التجار الذين كانوا أساسا من عائلات ثرية، او اصبحوا اغنياء في الأردن منذ ذلك الوقت وحتى هذه الأيام، بفضل الله، واجتهادهم، وفضل الأردن عليهم.
 
النوع الثاني-الطبقة التي اغتربت في دول عربية واجنبية وجمعت ثروات استثمرت بعضها في الأردن، او في دول أخرى، وبقيت على صلة بالأردن بشكل او آخر.
النوع الثالث- الطبقة التي باعت قطع ارض في تواقيت مختلفة، بمبالغ فلكية، وحافظت على أموالها عبر الاستثمار، او التجارة وغير ذلك، ولم تبدد أموالها.
 
النوع الرابع- الطبقة المهنية من أطباء ومهندسين ومقاولين وغيرهم كانوا من عائلات عادية الا انهم نجحوا في الأردن واصبحوا اغنياء بفضل الله أيضا، وهم ينقسمون هنا الى فئات ميسورة، ميسورة جدا، ثرية للغاية.
 
النوع الخامس- الطبقة المريبة وهي الطبقة التي لا يمكن ان تجد تفسيرا لغناها، فلا هي من جذور غنية، ولا هي اغتربت، ولا هي باعت قطعة ارض، وفيهم يقال الكثير، لكنهم بيننا، وينتسبون الينا، وقد يكونوا تجار سلاح، وغير ذلك.
النوع السادس- الطبقة السياسية التي دخلت الوظيفة العامة وخرجت منها ثرية جدا، وحساباتها وممتلكاتها هنا تفضح غناها فوق ارصدتها الخارجية، وهذه الطبقة جمعت مبالغ كبيرة جدا عبر الفساد بأشكاله المختلفة، وهي التي تسببت بأذى مالي لهذا البلد، فوق تدمير سمعة الدولة بين مواطنيها.
 
النوع السابع- الطبقة الاقتصادية المتحالفة مع الطبقة السياسية ومراكز النفوذ وهي التي تحصد كل شيء عبر الدخول الى كل منفعة مالية ضمن شبكات تحالف سرية، وهي تعيش أيضا بعيدا عن عامة الناس، في عالم معزول حتى قبل كورونا.
النوع الثامن- ذلك النوع الذي لم يسرق نقدا لكنه حصل على منافع كبرى من تفويضات للأرض والمزارع وغير ذلك، وهذا ملف آخر.
 
في ظل هذا الظرف الذي يعبره الأردن، عبّر بعضنا عن مواطنته بطريقة صحيحة، وتبرعت مؤسسات وشركات ومصارف وافراد، لكن نقابة المعلمين كانت الأولى، فهي نقابة تأسست منذ عامين، وتبرعت بنصف مليون دينار، من اصل مليون دينار هو كل ما تملكه، أي تبرعت بنصف أموالها، على الرغم من معرفتنا بحال المعلمين، الا انهم علمونا درسا بحق، وكانوا معلمين فعلا.
 
اليوم علينا ان نسأل كل هؤلاء اين انتم اليوم عن الخطر الذي يحيق بالأردن، اين سلطة الدولة المؤيدة بالقانون، او سلطة القهر، او سلطة التخاطب بالحسنى عبر الاتصالات، من اجل اطلاق موجة دعم للبلد في هذا الظرف، واذا كانت بعض تلك الفئات لا تريد المساعدة امام المخاطر التي يعيشها مئات الاف الأشخاص الذين بلا عمل حاليا، او الذين قد يخسرون أعمالهم في القطاع الخاص، او حتى تأثر الخزينة بسبب الظرف الصعب، ويعتبر هؤلاء ان اردنيتهم مجرد عنوان شكلي، وان الأردن مجرد شقة مفروشة للإيجار، فماذا نقول عن الذين تعرف الدولة اسرارهم، خصوصا، من النوعين الخامس والسادس والسابع والثامن، ويديرون ظهورهم لهذا البلد في هذا التوقيت؟.
 
انني احذر مركز القرار في عمان -اذا جاز لي ذلك- من انفجار كراهية طبقية تؤدي الى نتائج وخيمة امام المشهد الذي نعيشه، حين يرى أبناء البلد، وحين نلمس جميعا ان من استفادوا من الاردن بالحلال او الحرام، يتركونه امام التحديات، وهذا يفرض اطلاق مبادرة كبرى، على طريقة التليثون لجمع مبالغ كبيرة جدا، إضافة الى إجراءات بسلطة قانون الدفاع لتحصيل أموال من مئات الأسماء التي نعرف قصصها وحكاياتها، ولولا قصصهم لما تضررت علاقة الناس بدولتهم أساسا.
 
من يترك الأردن وحيدا، يكون بلا شرف، فهو لا يتخلى هنا، عن مكان جغرافي، او تراب وحجارة، يتخلى عن بلد له مكانته في خارطة الأرض المقدسة، بلد اجار كل من حوله وحواليه، بلد لا يجوز ان يقف على ابوابكم ليسألكم صدقاتكم، او رد ما تم نهبه منه خلال عقود متتالية.....صدقوني ان خرجنا من الازمة على خير سنكون امام حالة كراهية شديدة لكل الذين جلسوا يتفرجون ولا يأبهون.