وبدأت تظهر حاليا ثمار تلك الحروب التجارية فيما يتعلق بأسعار الذهب، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر إلى أعلى مستوى لها خلال 13 شهرا بعد انتعاش الطلب على المعدن الأصفر كأحد الأصول التى تمثل ملاذا آمنا.

وفي الأسبوع الماضي ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ فى تقرير لها أن صناديق التَحَوُّط تعود فى الوقت الراهن إلى الاستثمار بكثافة فى الذهب، فى الوقت الذى تهيمن فيه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتوترات الجيوسياسية، والضعف التدريجى فى مجال الصناعات التحويلية على اهتمام المستثمرين.

وأكدت التوقعات غير المواتية الصادرة عن «صندوق النقد الدولي» و»البنك الدولي» تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، مما يساعد السبائك الذهبية في التخلص من نوبات التذبذب بين الصعود والهبوط التى عانت منها، لتنتعش وتتماسك اسعارها على ارتفاع خلال فترة طويلة من عام العام الحالي. وارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس/آب بنسبة 30.3% لتستقر عند 1346 دولارا للأوقية (الأونصة) الواحدة من الذهب.

ويمثل ذلك الارتفاع ثامن زيادة يومية على التوالي، وهى أطول فترة ارتفاع متواصلة لعقود سارية منذ يناير/كانون الثاني 2018. كما سجل المعدن الأصفر أكبر مكاسبه خلال فترة تزيد على العام .

وزادت صناديق التَحَوُّط من توقعاتها بحدوث زيادات مستقبلية فيما يتعلق بالعقود الآجلة والخيارات الخاصة بالذهب فى الولايات المتحدة، حيث ارتفعت عملياتها بنسبة 38 في المئة، لتصل إلى 174233 عقدا في الأسبوع المنتهى فى الرابع من الشهر الجاري، وذلك حسبما أظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع.

ولمواجهة التوترات الجيوسياسية المتزايدة وحالة عدم اليقين المنتشرة بشأن الاقتصاد، اندفعت الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا والصين، في موجه محمومة لشراء السبائك الذهبية في محاولة لتنويع الاحتياطيات، وذلك وفقا لـ»مجلس الذهب العالمي». وحظى المعدن الأصفر أيضا بدعم ودفعة قوية نتيجة انخفاض أسعار الفائدة وسط توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياط الاتحادي (المركزي) الأمريكي سوف يخفف من السياسات النقدية خلال العام الحالى.