اعداد كبيرة من المشتغلين والمستثمرين في القطاع الزراعي يعانون من صعوبات متنوعة في تسويق منتجاتهم التي تباع بأسعار متدنية في بعض المواسم تصل دون الكلفة مما يرتب عليهم المزيد من القروض خصوصا وهم يحضرون لمواسم قادمة، كما تشكل الطاقة الكهربائية تحديا كبيرا خصوصا لضخ المياه الى مزارعهم، البعض منهم لا يستطيع حتى الحصول الطاقة الكهربائية لاسباب متعددة منها انهم لا يملكون الاراضي وإنما يستأجرونها مما يحول دون حصولهم على الطاقة مما يدفعهم لاستخدام الديزل لتوليدها بتكاليف كبيرة تؤثر على الإنتاج والزراعة بشكل عام.

 

العالم يولي السلع الغذائية والصناعات الغذائية اولوية في ظل المتغيرات المناخية من جهة وتداعيات الجائحة على القطاع الزراعي والصناعات بشكل عام، لذلك يشكل القطاع الزراعي قاطرة مهمة في هذه المرحلة للاستمرار في تلبية الاحتياجات المحلية بالدرجة الاولى، والثانية تشجيع الصادرات الزراعية الى الاسواق التقليدية وغير التقليدية بما ينعكس ايجابيا علي الاقتصاد الاردني الذي يكافح من اجل التعافي والخروج من الجائحة وتداعياتها.

 

قراءة سريعة لواقع القطاع الزراعي يجد ان هناك متغيرات مناخية اثرت على قدرة الإنتاج الزراعي، وفي نفس الوقت فإن توظيف مرفقي العلوم والتقنيات الحديثة والميكنة الخاصة الى البذور والاسمدة والمبيدات الزراعية المدروسة تساهم مجتمعة في تسريع نمو القطاع ووضعه على الطريق الصحيح لجهة زيادة قدرته التنافسية محليا وفي اسواق التصدير.

 

المرحلة تتطلب قرارات فعالة تمويليا وتقديم منح ومساعدات لانتشال القطاع مما يعاني في هذه الايام التي تؤثر على جميع القطاعات، وتمكين المزارعين من الحصول على مستلزمات الانتاج بشكل عام بتكاليف محفزة للاستثمار، وهنا يأتي دور الصناعات الغذائية لامتصاص فوائض الانتاج بحيث تساهم هذه الصناعات في وضع منحى سعري عادل ومفيد لجميع الاطراف، فالعالم اليوم اكثر اعتمادا على الاغذية الطازجة والمعلبة، وهذا نحن بأمس الحاجة اليه.

 

حبا الله الاردن بالزراعة اللاموسمية في الاغوار التي تشكل درة الزراعة في البلاد الى جانب الإنتاج الزراعي في البادية الشرقية والشمالية التي تنتج كميات وافرة من الخضار والفواكه خلال مواسم محددة، ليأتي دور الزراعة الغورية والشفا في إكمال دورة الإنتاج الزراعي، ويتكامل مع ذلك زراعات إستراتيجية مثل الزيتون والتمور التي وضعت الاردن على خارطة التصدير لهذه المنتجات المرتفعة القيمة، وان الاهتمام بزراعة الزيتون وسبل قطاف الثمار وتقديم مساعدات تقنية والارشاد يمكن ان تعظم قيمة منتجاتنا منها التي تحتل مساحات زراعية مهمة لاسيما في المناطق المرتفعة بشكل عام.