رداد ثلجي القرالة

عمان الغد - أكد خبراء وعاملون في قطاع السياحة، ضرورة العمل على رفع ترتيب الأردن في تقرير التنافسية العالمي بعد أن شهد تراجعا كبيرا خلال الأعوام السابقة.

ولفت هؤلاء إلى أن أبرز التحديات التي تواجه تنافسية القطاع السياحي تتمثل بارتفاع الضرائب على القطاع التي أضعفت القدرة التنافسية.

وبين الخبير في القطاع السياحي عوني قعوار، أن ترتيب الأردن في تنافسية القطاع السياحي تراجع لأسباب عدة أهمها حجم الضرائب الكبير وارتفاع الكلف على السائح مقارنة بدول الجوار.

وقال قعوار "إن تحسين تنافسية القطاع السياحي يحتاج إلى إعادة نظر من قبل المسؤولين والقائمين على القطاع؛ فحجم الضرائب أضر بشكل كبير ترتيب الأردن بتنافسية القطاع السياحي في التقرير الأخير".

وأوضح قعوار أن التنافسية مفهوم يتسم بالشمولية ومرتبط بالمؤشرات الاقتصادية المختلفة، وهو مؤشر القدرة الاقتصادية للبلدان على المنافسة الداخلية والخارجية.

وأشار قعوار إلى أن وضع أي دولة في المراتب الأولى للتنافسية بالقطاع السياحي يجب أن يكون ضمن معايير منهجية وتشريعات وقوانين محددة.

وحلت المملكة في المرتبة 60 في مؤشر تنافسية السياحة والسفر للعام الحالي مقارنة مع المرتبة 64 في العام 2011، وذلك من بين 140 دولة شملها التقرير.

وبين التقرير أن المملكة جاءت في المرتبة 37 فيما يتعلق بالأنظمة والتشريعات المتعلقة بقطاع السياحة والمرتبة 69 فيما يتعلق ببيئة الأعمال والبنية التحتية والمرتبة 76 فيما يخص المصادر الطبيعية والثقافية.

وطالب قعوار الحكومة والجهات المعنية بضرورة إعادة النظر بالقطاع السياحي في المملكة ووضعه في مقدمة تنافسية العالمية للقطاع السياحي، وذلك من خلال مراجعة كلمة للتحديات التي تواجه القطاع السياحي بالمملكة.

وأضاف قعوار أن قطاع السياحة يعد من أهم القطاعات المحفزة للاقتصاد الوطني، لا سيما في مجال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة والحد من الفقر والبطالة، لافتا الى أن تقرير التنافسية يوصي بضرورة التحسين الشامل للقطاع من خلال مراجعة قوانين وأنظمة القطاع بحيث تتناسب مع الأوضاع الحالية والأزمات المالية التي تؤثر في العالم.

وأكد مدير عام هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، أن الضرائب التي فرضتها الحكومات المتعاقبة على القطاع السياحي قلصت تنافسية القطاع مقارنة بدول المنطقة إلى حد بعيد.

وبين عربيات أن الكلف تضخمت بفعل هذه الضرائب، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة للسياح.

وأوضح أن مجموع الضرائب المفروضة على القطاع السياحي في المملكة بات "مرتفعا جدا، الأمر الذي أضعف وتسبب بتراجع الأردن في تقرير التنافسية بالقطاع السياحي".

وأشار إلى أن الهيئة أجرت دراسة لبيان أثر الضرائب المفروضة على القطاع وربط تأثيرها على عدد السياح القادمين الى المملكة.

وبين عربيات أن ارتفاع أسعار تذاكر السفر الى الأردن أثر بشكل كبير على القطاع السياحي في المملكة؛ إذ بات يتراوح سعر تذكرة القدوم إلى الأردن بين 550 و 1000 دولار، الأمر الذي يكون انطباعا لدى السياح بأن معدل الأسعار في الأردن "مرتفع".

وبين عربيات أن مجموع الضرائب على شركات الطيران وتذاكر السفر يحرم الأردن من توافد الكثير من السياح، فإذا ما تم تخفيض هذه الضرائب أو تأجيل العمل بها لمدة سنة سيرتفع عدد السياح في الأردن، وبالتالي سيزيد إنفاقهم وسيرفد الخزينة بأموال طائلة.

وأكد أن الدول الأخرى في المنطقة مثل مصر وتركيا تدعم شركات الطيران المحلي باعتباره استثمارا وليس دعما لزيادة أعداد السياح.

وطالب عربيات بضرورة إعادة النظر بالضرائب المفروضة على القطاع السياحي في ظل حجم التنافس الكبير بين الدول لاستقطاب السياح، لا سيما في المناطق المجاورة والتي لديها مقومات سياحية منافسة للأردن، اضافة الى فرق تكاليف السياحة بين الأردن والدول المجاورة.

من جهته؛ قال رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر سمير الدربي "إن القطاع السياحي في المملكة يحتاج الى نظرة مستقبلية للنهوض به ووضعه ضمن المراتب الأولى للتنافسية بين الدول".

وأشار الدربي الى أهمية وضع القطاع السياحي في الأردن بين المراتب الأولى في تقرير التنافسية على القطاع السياحي، الا أن هذا يتطلب جهد جميع العاملين بالقطاع السياحي ولا سيما الجهات المعنية في الحكومة.