الراي -  علاء القرالة - يوم عيد ولد، فاشتق له والداه اسما مشرقا بالامل... يكبر المولود ويحقق نبوءة والديه فيصبح علما بارزا في عالم الاعمال والاقتصاد وبناء الاوطان بهمة عاشق لوطنه، وبتفاؤل حالم بمستقبل اكثر اشراقا، يتحدى كل الصعاب والمعيقات والابتسامة تكاد لا تغيب عن محياه.

صبيح المصري .. رجل الاعمال الاردني، قضى ستين عاما يعمل بجد في بناء وقيادة مجموعته «زارا» عبر رحلة من التفاؤل لم تعرف اليأس حتى اصبحت اليوم علامة تجارية عالمية بما تمتلكه من مشاريع ضخمة في كافة القطاعات وفي مختلف دول العالم منطلقة من مقرها الرئيسي في عمان.

«ابو خالد» لم توقفه التحديات والمعيقات والبيرقراطية وتعدد المرجعيات من اتمام المشاريع الضخمة التي نفذها في مدينة العقبة، بل زادته اصرارا على الاستمرار وسط قناعته ان للوطن واجبا لن نتخلى عنه ، واضعا شعار «الصبر مفتاح النجاح» نبراسا له في كل ما يقوم به، وفي مواجهة البيرقراطيين الذين لايريدون لهذه المدينة أن تكون مميزة بكل معالمها من خلال تنفير المستثمرين القادمين اليها.

مشاريع عديدة نفذتها مجموعته زارا في العقبة ، ابرزها العلامة الفارقة التي ستجعل من المدينة لؤلوة مضية وسط اقليم ملتهب وهو مشروع «ايليه» الذي تبلغ تكلفته الفعلية اكثر عن 1.5 مليار دولار ويعتبر الاول على مستوى الشرق الاوسط والعالم العربي من حيث مواكبة التطور والتكنولوجيا وبما يحمله من مزايا ترفيهية تبهر كل قاصد لها .

المصري تربطه بالعقبة حالة عشقية خاصة, فالحبيبة الاولى والاخيرة في حياة المصري «ام خالد» من هذه المدينة الساحلية.

هذا الارتباط الروحي ربما ساهم برغبة المصري في ان يجعل من العقبة مدينة اكثر ابهارا وجمالا وحيوية، فمشروعه سالف الذكر ليس الوحيد الذي نفذه في المدينة فقد سبقته مشاريع سياحية ضخمة اضافت للعقبة رونقا جديدا تميز بسلسلة فنادق الموفنمبك  التالا بيه وجميعها تمتلكها مجموعة زارا التجارية التي عملت على تنشيط السياحة في العقبة وتشغيل الالاف من ابنائها في تلك المشاريع .

وعن بداية الاستثمار في مدينة العقبة لم يخف المصري وفاءه لاعز اصدقائه خليل التلهوني رحمه الله الذي شجعه واقنعه بفكرة الاستثمار في المدينة السياحية التي استبشر لها الخير في منتصف التسعينات، متمنيا لو ان خليل ما زال حيا ليرى «ما كان يقنعني به على ارض الواقع» ، خاصة وانه كلما زار هذه المدينة يتذكر خليل في كل معالمها لشدة حبه لها.

لم تقتصر استثمارات المصري في العقبة على السياحة فقط ولا في المدينة فقط، بل تجاوزها بطموح للاستثمار الزراعي لاقامة اضخم مزارع في منطقة الديسي والتي نجح في استصلاح الاف الدونمات بها ليحولها من صحراء قاحلة الى واحة خضراء تنتج جميع انواع الخضار والفواكه وتشغل مئات من ابناء منطقة الديسي وهي مناطق تسكنها فئات تحتاج الى تقديم الخدمات الاجتماعية التي لم يبخل بها المصري عليهم من باب الواجب الوطني وواجب اهالي المنطقة عليه.

يؤمن المصري بالشفافية والوضوح في مشاريعه ويرغب أن تظل هذه المشاريع برسم المعاينة ولا يحب أن يدخل في مناكفات, وغالبا ما ينسحب حين يشعر أن مشروعا ما قد اعتراه الشك أو أن أطرافا تدخل اليه أو تشكك فيه ولذا اراد أن ينسحب من مشاريع استثمارية سياحية كمشروع وادي رم حين حاولت جهات مشككة أن تنال منه أو تتهم توجهاته التي كانت واضحة ليثبت لكل متابع أنه حريص على أن يبقى بعيدا عن كثير من المماحكات التي اعترت العلاقات الإقتصادية والإجتماعية وعن كل محاولات الإبتزاز التي مارستها أطراف محلية في محاولة لإظهار مشاريعه وخاصة الإستثمار السياحي في وادي رم بأن له فيه امتيازات خاصة .

المصري هو الساحر باخلاقه ودماثته وخفة دمه فما ان تجلس معه يأسرك ويجعلك تتمنى ان لا تنتهي تلك الجسلة لتواصل الاستمتاع بحديثه الذي لا يخلو بين الفينة والاخرى من محاولة جديدة لاقناع المستمع ان الصبر مفتاح النجاح في الحياة ولولا هذا المفتاح لما كان على ماهو عليه الان.