أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2018

خبير: «الصحراء» و«قره باغ» والغاز يقربون بين المغرب وأذربيجان

 الأناضول: كشف خبير مغربي أن هناك «اهتماما متزايدا» لتعزيز العلاقات بين بلاده وأذربيجان، تقوم على دعم الثنائي لبعضهما في إقليمي»الصحراء» المتنازع عليه بين الرباط وجبهة «البوليساريو»، و«قره باغ» المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، إضافة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وخصوصا في قطاع الغاز. 

وقال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسيات (مستقل)، امس الإثنين إن المغرب لم تعد تعتمد «السياسة الخارجية الكلاسيكية» التي كانت مبنية على الاتجاه نحو أوروبا والولايات المتحدة. 
وأضاف أن هناك تغييرا في هذه السياسة، بدأ بالاتجاه نحو إفريقيا، وانفتاح أكثر على دول الخليج وروسيا والصين، والآن يتجه إلى مناطق القوقاز، التي وصفها بـ «المنطقة الحيوية الكبيرة في العالم»، وعلى رأسها أذربيجان.  
وأشار اسليمي، وهو أيضاً أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس في الرباط، إلى أن هناك «انتقالات» في العلاقات الدولية تتجه من الشرق الأوسط نحو هذه الجمهوريات السوفياتية السابقة. 
واعتبر الخبير في العلاقات السياسية الدولية أن أذريبجان «شريك من نوع آخر للمغرب»، موردا أنها من الدول الداعمة لموقف الرباط في قضية الصحراء، في الوقت الذي يدعم المغرب أذربيجان بخصوص إقليم «قره باغ». 
إضافة إلى «المصالح السياسية» المشتركة بين البلدين، يحضر الاقتصاد في العلاقات الثنائية بينهما، وعلى رأسها قطاع الطاقة، حيث إن أذربيجان من الدول المصدرة للغاز، حسب اسليمي. 
وفي هذا الإطار كان المغرب دعا أذربيجان إلى الاستثمار في أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، الذي أعلن عنه نهاية 2016، ويبلغ طوله 4 آلاف كلم، وسيمتد على طول الساحل الغربي لافريقيا. 
وقال اسليمي إن المغرب يسعى إلى الاستفادة من خبرات دول منطقة القوقاز التي راكمتها لعقود في مجال الطاقة والغاز. 
وبخصوص الأهمية الاقتصادية لأذربيجان والدول المحيطة بها بالنسبة للمغرب يفسر اسليمي ذلك بكون «رؤوس الأموال أصبحت تنتقل من الخليج نحو هذه المنطقة». 
وخلص إلى أن تزايد الاهتمام بأذربيجان «يعكس عمقا استراتيجيا ونظرة اقتصادية مغربية»، موضحا أن السياسة الخارجية للرباط تحكمها قضية الصحراء والبعد الاقتصادي. 
ويقوم وزير الخارجية المغربي حاليا ناصر بوريطة بزيارة لأذربيجان، التقى خلالها الرئيس الأذري إلهام علييف، كما ترأس رفقة نظيره الأذربيجاني، إلمار محمدياروف، الدورة الثانية من المشاورات السياسية، وكذا الدورة الأولى للجنة المشتركة للتعاون الثنائي.  
ووقع الجانبان، في لقاء جرى بين بوريطة ومحمدياروف، عددا من الاتفاقيات الثنائية همّت التعاون في مجال الأمن ومكافحة الجريمة، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي، والسكك الحديد، وبروتكول نية بين الأكاديمية البحرية الأذربيجانية والمعهد العالي المغربي للدراسات البحرية. 
ونقلت وكالة «أذرتاج» الرسمية الأذرية، عن بوريطة قوله إن العاهل المغربي محمد السادس «يشيد بعلاقاته الشخصية الطيبة مع رئيس أذربيجان والتعاون المتنامي بنجاح بين البلدين». 
وأشار الوزير المغربي، إلى أن كلا البلدين «يتضامنان على المستوى الدولي وتدعم المملكة وحدة أراضي أذربيجان وكذلك تعرب عن شكرها على موقف أذربيجان الداعم لوحدة أراضيها». 
من جهته، قال الرئيس علييف، إن العلاقات الثنائية «تتطور بنجاح على الركائز الوطيدة»، مشيراً إلى «أهمية الدعم المتبادل لكلا البلدين لوحدة أراضيهما». 
وتحتل أرمينيا إقليم «قره باغ»، منذ 1992، ونشأت أزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية؛ حيث سيطر انفصاليون على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.  
أما قضية الصحراء فبدأت عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الاسباني وجوده في المنطقة؛ ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.  
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادته، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الاسباني.  
وتشرف الأمم المتحدة على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو بحثًا عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.