أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-May-2020

أنثروا الملايين على رؤوس الأثرياء*فايز الفايز

 الراي

راقبنا بلا حسد و لا دق وتدّ كيف أن البنك المركزي خصص مبلغ خمسمئة مليون دينار عبر نوافذ البنوك لشركات القطاع الخاص لمساعدتها في الاستمرار بالعمل والمحافظة على ديمومة عمل الموظفين لديها، ثم خرجت تفريعات للقرار أشبه ما يكون بكل قوانينا التي تتبعها نظام ثم تعليمات حتى تصبح الأوامر الشفوية أقوى من القانون، فتحيد القضية عن مسارها الأصلي وهو التصدي للبطالة وانهيار المؤسسات، باتجاه الصالحين من كبار المقتدرين ماليا، ولم تستفد غالبية الشركات المتوسطة والصغيرة من تلك الفكرة الممتازة، وهذا يجرنا الى ما هو أبعد من ذلك.
 
وهنا نسأل: هل هناك وضوح في الرؤية أم إنعدام يخجل المسؤولون من الإفصاح عنه، حيث لم يعد هناك أي ضبابية، فإما أنهم يرون ويرون جيدا، وإما أنهم لا يرون أبدا، وعلى الوجهين فلا يمكن ترك البلد تتضعضع اقتصاديا واجتماعيا فيما قلّة من الشطّار والمختصين في علم فلك البنوك والمصارف هم من يبتلعون الصيد الكبير، كالحيتان حين تغزو سمك السردين في قاع البحر، وإن صحت الروايات أن هناك من أحيل عليه عطاء القروض بفوائد مخفضة أو استفاد منها بإعادة تسديد ديون سابقة كانت بفوائد أعلى ، فتلك مصيبة نضعها على رف الخزانة السرّية التي لا أحد يعرف حقا ما بها.
 
كان الأولى أن تترك تلك المبالغ لصغار الشركات والمؤسسات المتوسطة التي تشغّل مئات الموظفين، على الأثرياء الذين أخذوا تلك الملايين وهم لا يوظفون غير محيط العائلة والطاولة، وقبلهم من ابتلع ملايين الدنانير عبر عطاءات الحكومة لخلطات الإسفلت وحفريات الشوارع التي جرفتها مياه الأمطار،والجسور المعلقة بمئات الملايين دون تحقق أو تحقيق قفزة مريحة في عالم السير بأمان والقيادة براحة وطمأنينة، وتوريدات مستلزمات الدولة من أقل الإحتياجات الى ما لا نعرفه من طلبيات كبرى،
 
لو كنا فعلا نخاف من الله يوما قمطريرا، لوجدنا غير واحد من أولئك الناس المستفيدة تاريخيا على ظهر الدولة والشعب، أن يتبنى كل واحد منهم دعم مؤسسة معينة بشراء أسهم منها أو تقديم مساعدات مالية أو تقديم تبرعات عينية ونقدية للجهات المسهدفة مباشرة، لأن هناك من لا تثق بكل تلك الصناديق المخصصة لجمع وانفاق التبرعات، ولهذا لم نر أي من الأسماء الأردنية الوازنة وقد وردت في قائمة صندوق همة وطن، ولعل صديقي الخبيث على حق بقوله يمكن أنهم تبرعوا بصمت ومن سنوات وليس الآن فحسب.
 
لا شك أن الوباء الكبير قد عرّى كل شيء، وكشف عورات الطريق الطويلة عبر الأودية المظلمة فيما مضى من السنين، ولهذا بدأ العالم ينكشف على حقيقته السلطوية المالية، ونحن لسنا ببعيد عن أولئك الرهط ، فلا زال الأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا، وهذه ليست سياسة بل منهجية تاريخية تسيطر على ماكينة السياسة وتتحكم في توجيهها نحو غايات طبقة بعينها، فيما يدعم المستفيدون تلك التعاونيات المالية على حساب كل شيء ، كل شيء هنا وفي كل مكان في العالم، إنها رابطة دولية، تنادي أن أنثروا الملايين على رؤوس الأثرياء فقط.. وللحديث بقايا كثيرة.