أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2018

(المداويخ) تقيل الوزير* زيان زوانة
عمّان اكسشينج - 
لكلمة (المداويخ) في لغتنا الشعبية العربية والأردنية مترادفات متعددة تحمل نفس المعنى والمفهوم ، لكنّ وزير المالية والإقتصاد المغربي القوي المنتمي لحزب مغربي له قاعدته متعددة الأضلاع ، لم يخطر بباله أن تتسبب الكلمة ، بصدور قرار ملكي عن العاهل المغربي بإقالته من منصبه السيادي الرفيع ، بعد أن وصف المواطنين المغاربة (بالمداويخ) لأنهم نظمّوا حملة مقاطعة ناجحة لمنتجات ثلاث شركات تعمل في المغرب ، بسبب ارتفاع أسعارها ، ما عرّضه لحملة شعبية مضادة ، أخذت عليه استعلاؤه على المواطنين ، ولم يشفع للوزير دفاع أحد زملائه الوزراء عنه بالقول بأنه قال الكلمة (مازحا).
 
كثيرون من المسؤولين والصحفيين ورؤوساء التحرير ، عربا وغير عرب ، لم يستوعبوا حتى الآن تطورات عصرهم وما جدّ عليه من جديد ، ولم يستوعبوا من ثورة المعلومات والتكنولوجيا إلا اسمها واستعمال أحدث طرز الموبايلات والسيارات ، دون أن يخطر ببالهم ، أن قواعد العمل العام ووسائله وادواته قد تغيرت ولم تعد كما كانت من قبل ، ما يوجب عليهم ضرورة التأقلم مع معطيات الثورة المعلوماتية وآثارها ، وأن يدركوا أن المسؤول والصحفي ورئيس التحرير ، وكذلك المواطن ، الصحفي العالمي الذي فقد ثقته بحكوماته نتيجة تراجع أوضاعه ، شاء أم أبى ، إنما يعمل ويكتب ويصرّح وكأنه واقف على مسرح واسع مكشوفا تماما أمام مواطنه المحلي والعالمي ، بكشافات مضيئة مشعة ، تلتقط كلّ صغيرة وكبيرة ، عكس الأيام الخوالي ، التي كان من قواعدها الإختباء والتسكين والإخفاء ، اعتمادا على أن المخفي يبقى مخفيا .
 
بالمقابل ، فإن من قواعد ووسائل وأدوات العمل العام في عصر ثورة المعلومات ، ألا يغرق المسؤول أو الصحفي أو المواطن في استعمال أدوات هذه الثورة لحدّ الإسفاف ، وأصدق مثل يمكن الإعتبار به ، استعمال الرئيس الأمريكي ترامب لتكنولوجيا ( تويتر ) لدرجة قال عنه ساسة العالم " أي إدارة أمريكية هذه التي تتخذ قرارتها بعفوية وسرعة ودون استشارة أحد وتنشرها على العالم ، صباح مساء ، وتترك بقية مسؤوليها ليّلطفوا ويبرّروا ‘محرجين ، ما نشره الرئيس ، وأليس لدى الرئيس شيئا يعمله سوى الكتابة على تويتر؟ " .
 
تابعنا في الآونة الأخيرة ، كلمات وتصريحات لمسؤولين وكتاب أردنيين ، قد تكون صدرت بحسن نية أو بدون قصد ، لكنها كانت بحق الأردنيين في مستوى كلمة ( المداويخ ) للوزير المغربي المقال ، ما يفرض على الجميع ، إدراك قوة عصر التكنولوجيا ، بإيجابياته وسلبياته ، وأنّ حرمة المواطنين من حرمة الأوطان.