أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-May-2017

لماذا تتراجع الشركات المساهمة العامة؟ - د. محمود عبابنة
 
الراي - باستثناء الشركات التي تتعاطى اعمال البنوك، فقد سجلت الشركات المساهمة العامة - البالغة 260 شركة منها أربعون شركة متعثرة - تراجعاً مشهودا وحققت خسائر يندى لها جبين الاستثمار، ففي موسم اجتماعات الهيئات العامة للشركات الذي بدأ في اول نيسان تكشف لنا الميزانيات العامة المعلنة حتى الان عن الخسائر التي يتم الإفصاح عنها امام الهيئة العامة و على رؤوس الاشهاد وبلسان مدقق حسابات الشركة الذي يجري إعادة انتخابه شكليا من الهيئة العامة وفعليا من أعضاء مجالس الإدارة المهيمن.
 
وبالرغم من الظروف القسرية الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الوطني نتيجة ظروف الإقليم الملتهبة وانغلاق منافذ التصدير، وارتفاع كلف التشغيل، وأسعار الطاقة، وارتفاع فوائد القروض، فإن للمساهم والمواطن والمستثمر الصغير ان يتساءل لماذا تخسر شركات ضخمة كشركة الفوسفات (خسائر متراكمة 90 مليون دينار) او شركة الخطوط الجوية الملكية (خسائر متراكمة 115 مليون دينار)، او شركات الحديد (خسائر متراكمة 216مليون دينار)، فالمواد الأولية لمادة الفوسفات لا نستوردها ليجري تصنيعها، وأسعار التذاكر غير المجانية بالخطوط الجوية الملكية ليست اقل من مثيلاتها من شركات الطيران ومهندسونا وفنيو الطائرات هم انتاج وطني ويقبلون بالقليل وليس كما هو حال شركات الطيران الخليجية، وكذلك الامر لشركات الحديد، فالنهضة العمرانية في اوجها وشركات الإسكان بالآلاف واختيار هذه الشركات ليس على طريقة العينة العشوائية بل لما تمثله وتمتاز به من حيث مشاركة القطاع العام في ملكية بعضها ونظراً للاعداد الهائلة من العاملين فيها، فمثلاً يبلغ عدد العاملين في شركة الخطوط الملكية 4300 موظف!!.
 
تابعت لسبب ما احدى الشركات المساهمة العامة وهي شركة رائدة تقوم بتصنيع الكيبلات وبجودة عالية.. ومع ذلك تعاني هذه الشركة مادياً بحيث تفتقر للسيولة النقدية اللازمة للتشغيل مما اضطر الشركة لصرف نصف عمالها. وتابعت احدى شركات التأمين الكبرى التي راكمت خسائر طارئة في الربع الأول من هذا العام، ورغم ان أدوات انتاجها ليست اكثر من خبراء اكتواريين واحصائيات وإدارة المخاطر.
 
بالإضافة الى الأسباب المشار اليها - والتي أدت الى تضييق الخناق على الشركات وأسهمت في احجام الراغبين في الاستثمار عن تسجيل ولو شركة مساهمة عامة واحدة منذ عشرة سنوات–هنالك أسباب يعلمها الكثيرون ويجهلها صغار المساهمين المغلوب على امرهم المصابون بالاحباط وكذلك الجهات الرقابية المصابة بالاعياء، فارتفاع المصاريف الإدارية في قطاع الشركات جراء التوظيف العشوائي والتنفيعي وتوزيع المكافآت بلا حدود والرواتب الخيالية لمدراء هذه الشركات هي اهم أسباب هذه الخسائر، فهناك مديرون تنفيذيون يتقاضى الواحد منهم رواتب او مكافآت تقرب او تزيد عن اربعمئة الف دينار واخر يتقاضى مئة واثنين وثمانين الف دينار، وهناك تجديد سيارات لرؤساء مجالس الإدارة والمدراء يزيد ثمن السيارة الواحدة عن 70 الف دينار ونفقات سفر بعشرات الألوف لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة ومعظمهم من الوزراء والمسؤولين السابقين الموعودين مسبقاً بعضوياتهم اثناء عملهم الرسمي لغايات فتح الأبواب المغلقة امام الشركات التي بدأت مسيرة التعثر والاقتراب من الإفلاس والتي لا تملك خططاً إصلاحية تتضمن الإجراءات المقترحة والتمويلية والتشغيلية والتوقعات مستقبلية للخروج من عنق الزجاجة.
 
باستثناء شركة الفوسفات والخطوط الملكية التي اعدت خططا للنهوض بالشركة وعرضتها امام رئيس الوزراء الذي هرول اليها على وقع الصدمة،. لم نسمع خططاً من شركات أخرى خاسرة او متعثرة، ويبدو انها تنظر الى حاكمية الشركات على أساس انها ترف فكري واحد معوقات التبذير والانتفاع غير المشروع.