أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-May-2019

الصين تنتقد «الاستقواء الاقتصادي» الأميركي

 الشرق الأوسط

انتقدت الصين بشدة، أمس الخميس، ما سمّته «الاستقواء الاقتصادي» الأميركي بسبب طريقة تعاطيها مع شركة «هواوي» للاتصالات، فيما انضمت شركة «باناسونيك» إلى مجموعة الشركات الأجنبية التي أعادت النظر في علاقاتها مع الشركة الصينية العملاقة بعد الحظر الأميركي على التعامل معها بسبب مخاوف أمنية. بينما تظهر شركة «آبل» في أفق الحرب التجارية.
بالتزامن، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الصين تشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي الأميركي، مبدياً اعتقاده بأن مزيداً من الشركات الأميركية ستقطع علاقاتها مع «هواوي تكنولوجيز».
بينما قالت الصين إن على الولايات المتحدة أن تظهر «الصدق» إذا أرادت استمرار المحادثات بين القوتين الاقتصاديتين بعد التوترات بين البلدين التي أثارتها الخطوات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد «هواوي».
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة غاو فنغ في مؤتمر صحافي إن الصين تقدمت بـ«احتجاج شديد» لواشنطن، محذرة من أن الحكومة الصينية لديها «الثقة والقدرة على حماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية». وصرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أول من أمس الأربعاء، بأن «الولايات المتحدة تستخدم قوة الدولة لتضع الضغوط بشكل تعسفي على شركات صينية خاصة، مثل (هواوي)؛ في استقواء اقتصادي». وحذر وانغ من أن بكين مستعدة «للقتال حتى النهاية» في حربها التجارية مع واشنطن.
وتلقت «هواوي» صفعة جديدة بعد أن أعلنت شركة «باناسونيك» اليابانية عن أنها ستوقف تزويد الشركة ببعض المكونات.
وفي بيان رسمي، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، قالت «باناسونيك» إنها أعلنت في «مذكرة داخلية» عن أنها «ستعلق التعاملات مع (هواوي) وفروعها البالغ عددها 68 فرعاً المشمولة بالحظر الحكومي الأميركي». كما أعلنت شركة «توشيبا» اليابانية تعليقها المؤقت لشحناتها لشركة «هواوي» للتأكد مما إذا كانت القطع المصنعة في الولايات المتحدة خاضعة للحظر. وفي وقت لاحق أعلنت الشركة استئناف شحناتها لبعض المنتجات بعد أن أكدت أنها لا تستخدم قطعاً أميركية، بينما تواصل التأكد من مطابقة شحنات أخرى.
وتأتي هذه الخطوات بعد يوم من إعلان مجموعات اتصالات عدة ومشغلين في اليابان وبريطانيا الاضطرار إلى التخلي في الوقت الراهن عن العملاق الصيني للهواتف الذكية.
ويطال الحظر الأميركي المنتجات المصنوعة بشكل كامل أو جزئي في الولايات المتحدة حيث تصنع «باناسونيك» بعض قطعها.
وفي الأسبوع الماضي قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب منع صادرات المنتجات التكنولوجية الأميركية إلى شركات تمثّل «خطراً»، في استهداف لـ«هواوي» المتهمة من قبل واشنطن بالمساهمة في أنشطة الصين للتجسس. كما أعلنت وزارة التجارة حظراً فعالاً على الشركات الأميركية التي تبيع أو تنقل التكنولوجيا الأميركية إلى «هواوي» رغم أنها أصدرت لاحقاً مهلة مدتها 90 يوماً. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت شركة «غوغل» قطع علاقة نظامها التشغيلي «آندرويد» بمجموعة «هواوي».
وجاءت خطوات ترمب بعد أيام من زيادته الرسوم الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، مما دفع ببكين إلى رفع رسومها على سلع أميركية بقيمة 60 مليار دولار.
وجرت مفاوضات تجارية بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة والصين في وقت سابق من هذا الشهر وانتهت بتصريح الجانب الصيني بأن مزيداً من المفاوضات سيجرى في بكين، إلا إنه لم يتم تحديد موعد لها، ومنذ ذلك الوقت بدأت اللهجة تتصاعد بين البلدين.
وصرح غاو أمس الخميس: «إذا أرادت الولايات المتحدة مواصلة المحادثات، فيجب أن تظهر الصدق وتصلح تحركاتها الخاطئة. لا يمكن أن تكون أمام المفاوضات فرصة للاستمرار إلا على أساس المساواة والاحترام». وحذر من أنه «إذا اختارت الولايات المتحدة سياسة الضغوط القصوى، فستواجهها الصين وتقاتل حتى النهاية».
وتفاقم النزاع التجاري وتحول إلى حرب تكنولوجية على التفوق في التكنولوجيا التي ستشكل مستقبل الاقتصاد العالمي، مثل شبكات الجيل الخامس التي تعد شركة «هواوي» رائدة عالمية فيها.
غير أن محللين قالوا إن هذه القيود الأميركية ستؤدي إلى زيادة الصعوبات التي تواجهها شركة «آبل» الأميركية العملاقة في الصين، خصوصاً مبيعاتها من الهاتف الذكي «آيفون» في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، وكذلك اضطراب شبكة إمدادات «آبل» بمستلزمات إنتاجها.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أنه عندما اشتد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أواخر العام الماضي، قال بعض خبراء الاقتصاد إن المستهلكين الصينيين قرروا بشكل غير رسمي مقاطعة المنتجات الأميركية؛ بما في ذلك هواتف «آيفون».
وبعد إعلان «آبل» نتائج مخيبة للآمال في موسم رأس السنة الماضي، قال «تيم كوك» الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» إن الحرب التجارية الأميركية - الصينية كانت مسؤولة جزئياً عن هذه النتائج.