لا ينطلق شهر رمضان المبارك الا وينطلق معه الحديث المزعج، الذي يجيده الجميع، وهو الحديث عن ارتفاع اسعار السلع، حيث كان سعر الدجاج هو الأكثر إزعاجا بالنسبة للناس خلال رمضان الحالي.

أسعار المواد الغذائية تتصف بما يمكن تسميته (وثبة)، قفزة ذاتية، لا تراها او تلمسها الا في الظروف الصعبة، ولا اعتقد بان العقود الثلاثة الماضية، قد شهدت ظروفا اقتصادية أصعب من التي نعيش اليوم، ويعاني منها المواطن.. والحكاية معروفة، لكن مشكلتنا في وثبة الأسعار (الانتهازية)، التي تنتهز الظروف الأشد صعوبة لتقفز بل تتضاعف بالنسبة لأسعار الدجاج..!

وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات اراد ان يحسم موضوع الاسعار بسرعة، من خلال فتح باب استيراد الدجاج المجمد وكافة الأشكال المطلوبة على مائدة المواطن في حال استمر ارتفاع الاسعار، وذلك على الرغم من ان وزارة الزراعة لا علاقة لها بتحديد أسعار، لكنها وحين تشعر بأن سعر اي منتج محلي زراعي ارتفع الى درجة غير معقولة تفتح باب استيراد هذه السلعة، لتصلنا من الخارج، وقد يكون السبب احيانا في ارتفاع سعر السلعة هو ندرتها، بسبب انتهاء موسم او ما يسمى بالعروة الزراعية، لكن بالنسبة للدجاج اللاحم، فنحن في الاردن نحقق اكتفاء ذاتيا تقريبا، ولا يوجد تفسير لارتفاع السعر حد الضعف احيانا سوى الاستغلال والانتهازية.

تنظيم قطاع الزراعة الذي هو المهمة الأولى الملقاة على عاتق وزارتها، وهو قد يعني تنظيم السوق، وتأمين الغذاء للناس بسعر مناسب، وحين يقوم بعضهم باستغلال ارتفاع الطلب فيقلل من المعروض في السوق، فترتفع الاسعار، ومن هنا يكون دور الحكومة من خلال وزارة الزراعة حاسما، فتسمح بالاستيراد لتتوقف الانتهازية ومنطقها المتوحش.