عمان اكسشينج -

لم يسبق لرئيس أمريكي عامل أن اجتمع مع زعيم كوريا الشمالية منذ تأسست الجمهورية الكورية الشمالية في العام 1948 ، والبلدان الثلاثة ، أمريكا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عمليا ما زالت في حالة حرب بعد توقف القتال بينهما في العام 1953 ، دون توقيع أي نوع من الإتفاقات لإنهاء الحرب. وبغض النظر عن الإجتماع المرتقب الذي لم يتم تحديد زمانه أو مكانه أو جدول أعماله بين الزعيمين ، حتى كتابة هذه السطور  ، حيث تتدخل عوامل كثيرة معقدّة في تحديد أي من هذه الضروريات لأي اجتماع . وصرّح ترامب اليوم  أن هناك خمسة أماكن مرشحة لعقد اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي دون أن يذكرها ، ويتوقع أن تكون المنطقة المعزولة من السلاح بين الكوريتين وجزيرة جيجو Jeju  في كوريا الجنوبية وعاصمة منغوليا وعاصمة أوروبية من بينها. وعززّ الروح الإيجابية ما تسرب عن اجتماع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع الزعيم الشمالي ، لكن المتشككون ما زالوا يتحدثون عن نتائج اجتماع الزعيمين وأن العبرة فيها دون أي شيئ آخر ، ما جعل البعض يقول أن الإجتماع المرتقب يمكن أن يوصل للسلام ، وإلا فإنها خيبات أمل قاسية ، على ترامب تحديدا.

 

وبينما لم يعلن بعد جدول أعمال مؤتمر القمة ، إلا أن ترامب ، كما صرّح ، يريد أن يبحث نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية ويعتبر هذا الموضوع بداية المؤتمر ونهايته ، مقابل حزمات اقتصادية ومالية بالطبع ، بينما الزعيم الكوري الشمالي قد يرى أن بحث هذا الموضوع يتزامن مع نزع السلاح النووي وانسحاب القوات الأمريكية من الإقليم بكامله ، من كوريا الجنوبية واليابان وتايوان.

 

 وتشير التقارير أن الإتصالات لم تتوقف منذ بداية الأزمة وحول القمتين المرتقبتين بين أطرافها  الرئيسية الأخرى ، اليابان وكوريا الجنوبية والصين . ويجتمع ترامب ورئيس الوزراء الياباني في قمتهما الآن ، حيث يحمل الرئيس الياباني مخاوفه ، خاصة أنه يشعر أن حليفه ترامب لم ينسق بما يكفي معه في مراحل ما قبل إعلان اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي ، كما نسق مع كوريا الجنوبية ، وذلك في ضوء زيارة الزعيم الشمالي  للصين ، التي أرسل الرئيس الصيني موجزا عنها لترامب .

 

وتتشابك علاقات ومواقف أطراف الأزمة الرئيسسين في منظومة معقدّة ، أمريكا والصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية وأختها الشمالية ، فكيف تبدو هذه المواقف يا ترى؟