أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-May-2019

هل ستصمد جذور «آبل» في الصين وسط العاصفة السياسية؟

 الشرق الأوسط 

يُنظر إلى شركة «آبل» على أنها الهدف الرئيسي المحتمل للرد الصيني على الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد شركة «هواوي» الصينية العملاقة للاتصالات، إلا أن الجذور التي أرستها الشركة في الصين حَريّةٌ بأن تساعدها في التغلب على العاصفة السياسية.
 
وفيما تستهدف بكين شركة «آبل» في الحرب التجارية الدائرة بين البلدين، يعتقد خبراء أن حجم الشركة والسنوات التي أمضتها في ترسيخ علاقات الأعمال في الصين هي عوامل تحميها من أي رد انتقامي مباشر.
 
وقال روب إنديرلي محلل التكنولوجيا في مجموعة «أنديرلي غروب»، إنه «فيما تستهدف الولايات المتحدة (هواوي)، أصبحت (آبل) هدفاً مرجحاً لانتقام الصين».
 
وأضاف: «فيما تتصاعد الحرب التجارية، فإن (آبل) و(هواوي) هما الشركتان المرجحتان أن تلحق بهما أضرار».
 
وأصبحت «هواوي» في قلب التوترات المتصاعدة بين القوتين الاقتصاديتين الكبريين في العالم اللتين تبادلتا فرض رسوم جمركية على سلع بمئات مليارات الدولارات.
 
وأثارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب غضب بكين بوضع «هواوي»، عملاقة الهواتف الذكية والاتصالات، على القائمة السوداء بسبب مخاوف من أن الصين تستخدمها أداة للتجسس ومزاعم بانتهاك عقوبات متعلقة بإيران، وهو ما تنفيه الشركة.
 
وقال ترمب إن مصير «هواوي» يمكن أن يكون ضمن أي اتفاق لإنهاء الحرب التجارية. إلا أنه تبين أن التوصل إلى هذا الاتفاق أمر صعب، ولذلك تستمر التوترات.
 
وصرح إنديرلي أن «هواوي» تعد «كنزاً وطنياً» في الصين، كما أن لشركة «آبل» مكانة مشابهة في الولايات المتحدة. وأضاف: «من الصعب دائماً التعامل مع شركات تعد كنوزاً وطنية». وأشار إلى أن «هناك خطراً من أن يتصاعد التوتر إلى حدود تتجاوز المنطق».
 
إلا أن هناك العديد من النقاط في صالح «آبل». فزيادة التكاليف أو عرقلة إنتاج «آبل» بشكل مباشر في الصين يمكن أن تلحق الضرر بالصين لأن معظم عمليات التصنيع تقوم بها «آبل» في الصين، كما يمكن أن تسبب فقدان الوظائف، حسب محللين.
 
وقال إنديرلي إن اللعب على المشاعر الوطنية بالقول إن الامتناع عن شراء منتجات «آبل» هو مؤشر على ولاء الصينيين هو أمر يمكن أن تفعله الصين دون محاسبة.
 
إلا أن مقاطعة منتجات «آبل» التي بدأت في الصين العام الماضي بسبب معاملة الولايات المتحدة لشركة «هواوي» لم يكن له تأثير كبير على الشركة الأميركية.
 
وفي مقابلة مع بلومبرغ، الاثنين الماضي، قال الرئيس التنفيذي لـ«هواوي» إنه يعارض فكرة الدعوة إلى مقاطعة منتجات «آبل» في الصين.
 
وصرحت كارولينا ميلانيسي من شركة «كرييتف ستراتيغيز» أنه «في النهاية فإن (آبل) تفعل الكثير في الصين، ومن الناحية الاقتصادية فإن ذلك يساعد الصين».
 
وأضافت: «أجد صعوبة في تخيّل أن تستخدم الصين (آبل) وسيلة للانتقام من الولايات المتحدة».
 
وعلى موقعها على الإنترنت قالت «آبل» إنها أوجدت 5 ملايين وظيفة في الصين، ترتبط 3 ملايين منها بالمتعاقدين والاستثمارات.
 
ويبلغ عدد موظفي الشركة في الصين مليون موظف، كما يعمل نحو 1,8 مليون في النواحي المتعلقة بمتجرها «آبل ستور» للمطورين الذين يصنعون المحتوى الرقمي أو الخدمات لأجهزة «آبل» النقالة، وفق الشركة.
 
وبينما تضر عرقلة إنتاج منتجات «آبل» في الصين باقتصاد ذلك البلد، فإن التسبب في ارتفاع أسعار هواتف «آيفون» المصدّرة إلى الولايات المتحدة لن يشكّل ضربة سياسية لإدارة الرئيس دونالد ترمب، حسب فرانك غيليت المحلل في «فوريستر» الذي قال: «من المرجح أن تستهدف الحكومة الصينية قاعدة ترمب» الانتخابية. وأضاف: «الأضرار بالشركة التي مقرها كاليفورنيا لا يبدو أنه سيصبّ في مصلحة الصين، والمنطقي هو استهداف الزراعة والسلع اليومية الأميركية».
 
وأشار المحللون كذلك إلى أن رئيس شركة «آبل» تيم كوك كان يدير لوجيستيات سلسلة الإمدادات في الشركة قبل أن يخلف المؤسس الشريك للشركة الراحل ستيف جوبز عام 2011.
 
وقالت ميلانيسي إن «توم كوك يعرف الثقافة في الصين وعمل بشكل وثيق حول فهم التصرف بحذر لإحداث أثر أكبر هناك».
 
كما أن خبرة كوك في سلسلة الإمدادات تجعل منه الرئيس التنفيذي المثالي لإيجاد طرق لإخراج عمليات التصنيع من الصين إذا لزم الأمر.
 
وتطلب صعود «آبل» إلى القمة لتصبح واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم إقامة علاقات وثيقة مع مزودين ومصنعين آسيويين مثل «فوكسكون تكنولوجي» التي مقرها تايوان، وشركة «بيغاترون».
 
وقال إنديرلي: «الجميع يحاولون إيجاد طرق لإخراج عمليات التصنيع من الصين... وتيم كوك متخصص في اللوجيستيات، ولذلك فهو الأكثر قدرة على القيام بذلك».