أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2021

الاستثمار في النفايات الى اين ؟.*م. هاشم نايل المجالي

 الدستور

ان ازدياد عدد السكان وارتفاع مستواهم المعيشي والثقافي من منطقة الى اخرى، قد زاد من حاجات الفرد من كميات النفايات الصلبة، التي لوثت بشكل كبير عناصر البيئة من ارض وهواء وماء، خاصة انها تحتوي على مواد لا تتحلل او تتحلل ببطء.
اي ان عناصر الطبيعة لا تستطيع هضمها بسهولة مما يجعلها لفترات زمنية طويلة كالمواد البلاستيكية او الزجاج وغيرها، اي ان الحجم الاجمالي للنفايات بالمدن الكبرى خاصة يزداد باستمرار سنوياً، حتى اصبح هناك ملايين من قطع التجهيزات الفنية والتكنولوجية مهملة من ضمن النفايات، خاصة ان كثيراً من المصانع العالمية تنتج بضائع وتجهيزات ذات جودة متدنية لغاية زيادة الاستهلاك، اي ان عمرها الزمني العملي قصير حتى يتم استبدالها بدلاً من اصلاحها.
كذلك فان كثيراً من البضائع نشتريها مغلفة بمواد من اجل حمايتها اثناء النقل تتحول الى نفايات، كذلك الاطعمة المعلبة ووجبات الطعام السريعة تضاف فيما بعد الى اكداس النفايات والمخلفات.
الدول المتحضرة وكثير من دول العالم الثالث ايضاً بحثت عن افضل الطرق للتخلص الآمن بيئياً من هذه النفايات من خلال اعادة تدوير النفايات الصلبة، حيث ان تعفن المواد العضوية التي تحويها القمامة يؤدي الى انتشار الغازات السامة وتصاعد الروائح الكريهة وانتشار الاؤبئة والامراض، وتكاثر الذباب والقوارض وتلوث المياه الجوفية، وتأثر الناحية السياحية والجماعية للمدينة بسبب الاكوام المتراكمة من النفايات وانخفاض اسعار الأراضي حول مكب النفايات.
فهناك نفايات عادية ونفايات صناعية ونفايات خطرة ونفايات خشبية وغيرها ولقد اصبحت آلية استغلال هذه النفايات باستخدام التكنولوجيا الحديثة للتخلص منها، بمثابة استثمار سواء للدولة او للمستثمر في هذا المجال حيث يستطيع ان يولد منها طاقة كهربائية او طاقة حرارية، بعد ان يتم فصل النفايات وتدويرها وتحويل جزء منها الى سماد، والرماد يستخدم في الطرق والتشييد والبناء ويتم فصل المعادن واعادة استغلالها، كذلك الزجاج بعد فصله يتم اعادة استثماره بالعواكس الارضية للطرق وغيرها، ففي اليابان والصين يتم بناء مصانع تعتمد على الصهر المباشر للنفايات الصلبة في قاع مميع، حيث يوجد في الصين خمسون مصنعاً لتوليد الطاقة من النفايات ووفق تقنيات حديثة، والكثير من الاستثمارات في هذا المجال.
والسؤال الي يطرح نفسه انه منذ سنوات طويلة وكافة الجهات المعنية في البيئة ووزارة البلديات ووزارة الطاقة وغيرها كذلك المنظمات الاهلية الدولية، يعقدون المؤتمرات والندوات والدراسات للاستثمار في هذا المجال، فتستطيع اي بلدية توليد الطاقة الكهربائية بقدرات مختلفة تتناسب وحجم النفايات التي تجمع من البلديات.
وبالتالي تغطي متطلباتها من الاستهلاك الكهربائي خاصة انارة الطرق والخدمات المختلفة وغيرها، وبالامكان بيع الكهرباء بأسعار رمزية خاصة للمجمعات الحكومية، كذلك اقامة بعض الصناعات الخفيفة بعد فرز النفايات من قبل المستثمر لخلق فرص عمل كثيرة، والاسمدة يتم بيعها للمزارعين باسعار رمزية وهكذا.
اي اننا اصبحنا على بوابة استثمار كبير اذا نجحنا في تذليل الصعوبات امام ذلك، وحولنا الدراسات والابحاث التي استهلكت المال الكثير الى عمل وانتاج.
فالدول المجاورة الان تستثمر في هذا المجال بشكل حضاري ومميز، فهل سنلحق بهذا التطور ام سنبقى مستمرين بالمحاضرات والندوات والمؤتمرات عن كل ما يتعلق بالنفايات الصلبة دون أخذ المصلحة الوطنية بعين الاعتبار.