أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2017

هل تحتاج الولايات المتحدة فعلا لـ"دولار قوي"؟
أرقام - 
خلق مصطلح "الدولار القوي" حالة كبيرة من الالتباس خلال الفترة الأخيرة، ربما لم يتسبب فيها أي مصطلح اقتصادي آخر، وطبعًا كثير من الأمريكيين يرى أنها تعكس متانة وقدرة خاصة للاقتصاد الأمريكي الذي يفوق نظراءه العالميين.
لكن في الواقع قوة الدولار تعني فقط نمو القدرة الشرائية، أي أن السكان والشركات داخل الولايات المتحدة سيكون باستطاعتهم شراء المزيد من الأشياء من الخارج، بينما ضعف الدولار يسمح ببيع المزيد للخارج، وفقًا لتقرير لـ"بلومبيرج".
 
 
 
أيهما أفضل ؟
 
 
 
 
 
- الكثير من الناس يناقشون مسألة ما إذا كان ينبغي دعم مواصلة ارتفاع الدولار أم إضعافه أو حتى ما إذا كان الأمر مهمًا بالأساس؟ لكن حتى الرئيس "ترامب" نفسه لم تتضح رؤيته في هذا الصدد.
 
 
 
- استمرار ارتفاع قيمة الدولار يعني أن الولايات المتحدة ستشتري المزيد من الأغراض (الواردات) بينما تراجعه سيسهم في تعزيز بيع السلع (الصادرات)، علمًا بأن أمريكا في الوقت الحالي تعاني فعلا من عجز الميزان التجاري.
 
 
 
- تزايد واردات الولايات المتحدة يعني تراكم الالتزامات المالية الأجنبية عليها، وبطبيعة الحال تتزايد حيازات الأجانب من الدولارات والسندات الحكومية الأمريكية وما شابه ذلك.
 
 
 
- العجز التجاري الذي تعاني منه البلاد، هو الآن بمثابة طريق للاستهلاك والاستثمار على نحو متزايد اليوم، على حساب الاستثمار والاستهلاك المستقبلي.
 
 
 
ناقوس خطر
 
 
 
 
 
- إذا كانت الولايات المتحدة تلجأ للاقتراض من الخارج من أجل الاستثمار في الداخل كما تفعل العديد من البلدان النامية فإن الأمر لن يكون مثيرًا للقلق، فزيادة الاستثمارات تعني أن البلاد ستغدو أكثر ثراءً.
 
 
 
- لكن لا يبدو أن هذا ما يحدث، فخلال فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة كانت الولايات المتحدة تستثمر جزءا طبيعيا من الناتج المحلي الإجمالي، ومع ذلك ما زال العجز التجاري عاليًا خلال العقد الجاري.
 
 
 
- إضافة إلى ذلك انخفضت الاستثمارات دون المستوى الطبيعي، وهذا الاتجاه مقلق بعض الشيء، لأنه يعني أن البلاد تعيش بأكثر من مواردها الحالية والمستقبلية أيضًا، فمن دون زيادة في الاستثمار المحلي والفائض التجاري يصعب تحمل القادم.
 
 
 
- سيكون من الصعب على الأمريكيين التكيف مع المتغيرات المحتملة في المستقبل ما قد يولد اضطرابات سياسية، وسيكون الدين عرضة للتفاقم بشكل كبير، وفي حال خرج عن السيطرة سيعرض البلاد لكارثة اقتصادية.
 
 
 
- مع رغبة قادة الولايات المتحدة الشديدة في تقليص وحتى إنهاء العجز التجاري الأمريكي، يظل السؤال الأهم القائم إلى الآن هو "هل الدولار الضعيف يشكل أداة جيدة لفعل ذلك؟".
 
 
 
الإجابة الصعبة
 
 
 
 
 
- بما أن الولايات المتحدة لا تخضع حركة رأس المال لضوابط، فإضعاف الدولار يعني خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وتوظيف سلطته في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، بينما هو يفعل العكس تمامًا في الوقت الراهن برفع الفائدة.
 
 
 
- يتساءل البعض هل سيؤدي ضعف الدولار لتغيير الميزان التجاري: في الوقت الجاري يعد المصدرون هم ذاتهم كبار المستوردين، وانخفاض العملة الأمريكية سيدعم مبيعاتهم لكنه أيضًا سيزيد تكلفة الاستيراد عليهم ويرفع أسعار المكونات.
 
 
 
- لذا يتبنى بعض المحللين الرأي القائل بأن، تحركات سعر الصرف لم تكن فعالة بشكل ملحوظ في تغيير الموازين التجارية خلال السنوات الماضية، وأن تخفيض قيمة العملة المحلية لم يعد يشكل دعمًا للاقتصادات المحلية.
 
 
 
- البديل الممكن هو "ضريبة الحدود" التي ينظر فيها الكونجرس حاليًا، والتي من شأنها خفض الضرائب على المصدرين وزيادتها على المستوردين، وتقليص الملاذات الضريبية، لكن الأثر سيكون محدودا لأن جزءا كبيرا من المصدرين يمارس الاستيراد.
 
 
 
- ربما الاستراتيجية الأخيرة تستحق المحاولة، لكن على المدى الطويل ستكون أفضل طريقة للقضاء على العجز التجاري وتحقيق اقتصاد أكثر ثراءً في المستقبل هي: تشجيع المواطنين على الادخار أكثر وتشجيع الشركات على الاستثمار أكثر.