أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2019

لماذا هُدمت الحمة الأردنية ؟*نزيه القسوس

 الدستور-الحمة الأردنية كانت قبل أن تهدم من أجمل المنتجعات الشعبية الأردنية، وكان المواطنون يؤمونها من مختلف مناطق الأردن ليستمتعوا بالمياه المعدنية وبالمناظر الطبيعية الخلابة ومشاهدة نهر اليرموك الذي يمر بجانبها، كما كان يؤمها بعض المواطنين من الدول الخليجية الشقيقة . بالإضافة إلى ذلك فقد كانت متنفسا لأهالي قريتي المخيبة الفوقا والمخيبة التحتا حيث كان عدد من سكان هاتين القريتين يعملون فيها إما حراسا أو مسؤولين عن البرك أو القيام بأعمال النظافة، ويقوم عدد من الأهالي ببيع منتجاتهم من السلال ومن المنتجات الزراعية للزوار الذين كانوا يأتون إليها خصوصا وأن سكان هاتين القريتين لا توجد عندهم مصادر رزق أو فرص عمل غير هذا المنتجع.

قبل عدة سنوات اشترت إحدى الشركات هذا الموقع لإقامة منتجع سياحي كبير وبناء فندق خمس نجوم هناك وقامت هذه الشركة بهدم جميع المنشآت الخاصة بالمنتجع ولم يتبق منها شيء، تمهيدا للمباشرة ببناء المنتجع الجديد، لكن يبدو أن الشركة المذكورة غيرت رأيها وعدلت عن بناء المنتجع المذكور وكانت النتيجة أن هذا الموقع السياحي الهام أصبح خرابا وفقد العديد من سكان المنطقة وظائفهم، كما فقد عدد كبير منهم  مصدر رزقهم وصارت المياه المعدنية تتدفق إلى نهر اليرموك ولا يستفيد منها أحد.
الحمة الأردنية غنية بالمياه المعدنية المتنوعة من حيث الحرارة ومن حيث المواد المعدنية الموجودة فيها، وكان الناس يؤمونها إما للاستشفاء أو للتمتع بهذه المياه، وكان طلاب وطالبات المدارس يأتونها في رحلات مدرسية، حتى أن أيام الجمع والعطل الرسمية كان يأتيها أكثر من مائة باص في اليوم، وكان ذلك كله ينعكس بشكل إيجابي على الشركة التي كانت مسؤولة عن هذا الموقع؛ لأن الزوار يدخلون إلى البرك للسباحة ويدفعون رسوما من أجل ذلك، كما كان سكان المنطقة يبيعون هؤلاء الزوار بعضا من منتجاتهم وبعض الأشياء الأخرى التي يحتاجونها إما من أجل السباحة أو لأغراض أخرى.
لا ندري حتى الآن لماذا عدلت الشركة التي اشترت الموقع عن رأيها في بناء منتجع سياحي كبير هناك بعد أن هدمت المنشآت التي كانت قائمة ولم نستطع حتى الآن الحصول على إجابة من أي طرف كان.
المهم الآن أن هذا الموقع أصبح خرابا، وكانت خسارة المواطنين كبيرة؛ لأنهم كانوا يأتون إلى هناك وينامون في الشاليهات الموجودة في الموقع وفي الفندق الصغير، وكانت الأجرة معقولة جدا وتناسب كل الشرائح متوسطة الدخل، وكانوا يستمتعون بالمياه المعدنية وبالمناظرالطبيعية الخلابة، كذلك فقد خسر سكان هذه المنطقة الفقيرة جدا مصدر رزقهم.
المطلوب الآن من وزارة السياحة أن تجلب بعض المستثمرين لإعادة استثمار هذا الموقع السياحي والعلاجي بحيث يتم بناء عدد كبير من الشاليهات الشعبية التي تناسب المواطنين من مختلف الفئات لا أن يصبح هذا الموقع مثل حمامات ماعين التي لا يستطيع أحد زيارتها إلا إذا كان من الطبقة المخملية.