أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2020

حماية الناس ممكنة بدون الإغلاق*خالد الزبيدي

 الدستور

افادت بيانات رسمية نشرت يوم الأربعاء أن اقتصاد بريطانيا سادس اكبر اقتصاد في العالم انكمش بوتيرة قياسية بلغت 20.4 % خلال الربع الثاني من العام الحالي، حين كانت إجراءات العزل العام التي تهدف لمكافحة فيروس كورونا على أشدها، وهو أكبر انكماش معلن لأي اقتصاد كبير حتى الآن، وتوقع بنك إنجلترا المركزي أن يستغرق تعافي الاقتصاد حتى الربع الأخير من العام المقبل.
 
هذه الأرقام والمعطيات غاية في الأهمية ونحن نتابع بحذر تسلل فيروس كورونا المستجد الى مجتمعنا مجددا في ظل ازدحام الأخبار عن نجاح روسيا بتعميم لقاح لمنع انتشار الفيروس المقلق، وفي نفس الوقت يسارع ترمب الى التبشير بلقاح امريكي والتعاقد لشراء اللقاح لتقديمه للامريكيين في سباق محموم تمهيدا لطي هذا الملف الابرز والاخطر منذ عقود مضت، هذا المارثون الذي يقترب من نهاياته بينما تستمر عجلة الاقتصاد لاستدراك الانكماش الاقتصادي عالميا الذي حول الشركات العابرة العملاقة الى خسائر ثقيلة، وزيادة البطالة والفقر، وتسارع وتائر التقلبات السياسية والامنية في مناطق مختلفة كأنها تتهيأ الى تبدلات جوهرية.
 
التعامل مع تطورات الفيروس واحداث اخرى محليا واقليميا ودوليا علينا ان نتعامل وفق منظومة واحدة بحيث نرسم قاسما وطنيا مشتركا بالالتزام بمعايير السلامة الصحية من الحماية الشخصية بدءا من التعقيم وارتداء الكمامات الى التباعد الحقيقي، ومواصلة اعمالنا المعتادة في كافة مواقع العمل وزيادة القدرة الإنتاجية وتجويد الخدمات المقدمة، وعلى الجميع قبول التضحية الوقتية من اجل مستقبل افضل، وهذا بالضرورة ان يعمم على الجميع بغض النظر عن موقعهم فالمرض لا يستثني احدا، فالنجاح يصنعه الجميع.
 
الاردن لا يواجه فقط مخاطر تفشي فيروس كورونا المستجد فقط، وإنما يواجه عدوا غاصبا طامعا، وتحديات متطورة في منطقة غير منسجمة مع نفسها ومع الغير، وان حماية المملكة في ظل هذه الظروف هي اولوية قصوى، حيث تحتاج الى إدارة تتعامل بلين لا تنقصه الحكمة داخليا، وبحزم وشجاعة مع الأعداء والطامعين ببلدنا خارجيا.
 
وفي هذا السياق فإن اخطر ما قد نواجهه ان نعود الى الإغلاق فالاقتصاد بقطاعاته وغالبية المواطنين عانوا كثيرا، وان التجربة السابقة قدمت لنا دروسا مهمة مفادها ان حماية المواطنين وتشغيل الاقتصاد هما صنوان لا مجال لتقديم طرف على آخر، فالأنشطة الاقتصادية الجيدة والمنتجة تساعدنا في حماية انفسنا واهلنا ومستقبلنا، كما ان حماية المجتمع من تفشي وباء العصر يخدم الاقتصاد..اي ان العملية تكاملية، وتحتاج الى تطبيق فعال ومبدع بعيدا عن التهويل و/ او نكران الوباء الذي لازال يضرب في اربع جهات المعمورة.