أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2017

التحديات الاقتصادية أولاً*د. فهد الفانك

الراي-هناك تقليد أردني يتثمل في توصيف المشاكل والصعوبات التي يواجهها البلد على أنها تحديات. ذلك أن التحدي يعني المواجهة وليس الاستسلام.
 
بهذا المعنى خاطب جلالة الملك الشباب بالتأكيد لهم أن التحدي الذي يواجهه الأردن اقتصادي وليس سياسياً أو أمنياً.
 
في مجال السياسة يمارس الأردن بقيادة الملك دوراً أكبر من حجمه السكاني والجغرافي والاقتصادي ، وهو قادر على حماية نفسه من أية تداعيات سياسية محتملة من أية جهة جاءت.
 
وفي مجـال الأمن ، هناك مخاطر عديدة محيطة بالأردن ، ولكنه قادر على التصدي لها ، فلدينا الأمن العام والدرك لمواجهة أي خطر محلي من الطابور الخامس ، ولدينا القوات المسـلحة لحماية الحدود من الخطر الخارجي ، ولدينا جهاز مخابرات كفؤ ، يحول دون المفاجآت غير المحسوبة ويبقى أن لكل مواطن دوراً.
 
في بلدان حلف الاطلسي تلتزم الدول الأعضاء بتخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع ، وفي أميركا ، الدولة العظمى ، تخصص الموازنة الفدرالية 4% من الناتج المحلي الإجمالي لوزارة الدفاع ، أما الأردن فهو يخصص اكثر من 10% من دخله القومي لقواته المسلحة وأجهزته الامنية ، ولا يضاهيه في هذا المضمار سوى إسرائيل وبعض دول الخليج العربي.
 
تميز الأردن في المجال الأمني لا يقاس بالمخصصات المالية فقط ، بل بمستوى الكفاءة والوطنية أيضاً. وإذا كانت التحديات السياسية والأمنية مقدور عليها ، فماذا نحن فاعلون لمواجهة التحدي الاقتصادي؟.
 
التحدي الاقتصادي متعدد الأبعاد ، ويؤثر على حياة الناس بشكل مباشر. نذكر من هذه الأبعاد:- عجز الموازنة المزمن ، ضخامة وتنامي الدين العام ، تدني معدل النمو الاقتصادي ، ارتفاع معدل البطالة ، استقرار خط الفقر عند مستواه العالي ، ضعف حركة الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية ، موجة التضخم وارتفاع الأسعار ، ضعف قطاع التصدير ، ارتفاع العجز التجاري وعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات ، حساسية احتياطي العملات الأجنبية. ويستطيع القارئ أن يضيف من عنده ما قد أكون قد أهملته من تحديات اقتصادية أخرى.
 
هذه الحزمة من التحديات الاقتصادية لا ُتحل بضربة معلم ، فهي بحاجة لبرامج عمل مدروسة وقدرة على التنفيذ الذي يحقق النتائج المرجوة.
 
الجهات المناط بها مواجهة التحديات الاقتصادية من الناحية الفكرية والنظرية متعددة ، ومنها: مجلس السياسات الاقتصـادية ، المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، مراكز البحث والدراسات ، الجامعات والخبراء. أما الجهة المناط بها مواجهة التحديات الاقتصادية بسياسات وقرارات تنفيذية هي الحكومة وفريقها الاقتصادي ومؤسساتها العامة المتخصصة.