أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Aug-2022

وادي الأردن: استخدام البذور المقلدة محفوف بنتائج وخيمة

 الغد-حابس العدوان

يدفع غياب الدعم ونقص السيولة مع بدء موعد التجهيز للموسم الزراعي الجديد عددا كبيرا من مزارعي وادي الأردن الى شراء البذور المقلدة والمعروفة شعبيا بـ(Copy)، موكلين مستقبل موسمهم الى الحظ.
ولم تكن البذور المقلدة، لم تكن معروفة قبل عقد من الزمان، وقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة في ظل تراجع القطاع الزراعي والخسائر المتكررة التي مني بها المزارعون ونتيجة لارتفاع كلف الإنتاج، وخاصة البذور الأصلية النخب الأول التي ارتفعت أسعارها بشكل عجز عدد كبير من المزارعين عن شرائها.
ويرى مزارعون أن الأوضاع المادية الصعبة وامتناع الشركات الزراعية والتجار عن إمدادهم بمستلزمات الإنتاج، دفعا عددا منهم الى البحث عن بدائل أقل كلفة ليتمكنوا من مواصلة العمل وزراعة أراضيهم، موضحين أن التوجه لزراعة البذور البديلة والمقلدة أو الأسمدة والمبيدات الأقل ثمنا كان أحد أهم الخيارات المتاحة أمامهم.
ويرى المزارع محمد العجوري، أن غالبية صغار المزارعين يشترون البذور المقلدة التي يقل سعر بيعها عن البذور الأصلية بنسب تتراوح بين 50 و70 %، رغم علمهم أنها ليست بالجودة ذاتها، إلا أن أوضاعهم المادية الصعبة تجبرهم على ذلك، خاصة في ظل امتناع الشركات الزراعية عن إمدادهم بالمستلزمات إلى موعد الإنتاج.
ويشير الى أن البذور التي يتم شراؤها عن طريق البيع الآجل من المشاتل في بعض الأحيان لا تكون ضمن المواصفات، وعادة ما تكون خليطا من أصناف عدة، ما يتسبب بأضرار بالغة بالمحصول، إذ إن الثمار تكون غير متجانسة ويكون إنتاجها قليلا، وليست بجودة الأصناف الأصلية.
ويعد نقص الإنتاج وتردي الجودة وعدم تجانس الثمار، أهم المشاكل التي يتعرض لها المزارعون نتيجة زراعة هذه البذور، الأمر الذي قد يكبدهم خسائر قد لا تعوض سواء الخسائر المادية أو فوات موعد الزراعة.
ويوضح المزارع خليل التعمري أن عددا كبيرا من المزارعين باتوا يتوجهون لزراعة هذه البذور لعدم قدرتهم على شراء نظيرتها الأصلية التي يزيد ثمنها لبعض الأصناف على 400 %، مؤكدا أن إحجام الشركات الزراعية والوسطاء عن تقديم الدعم للمزارعين خلال السنوات الأخيرة يعد السبب الرئيس لتحول المزارعين الى استخدام هذه البذور.
ويضيف أن غالبية المزارعين يضطرون لشراء البذور المقلدة ذات الصنف السيئ بأسعار رخيصة تتوافق وإمكاناتهم المادية لضمان استمرار زراعة أراضيهم، لافتا الى أن نجاح زراعة هذه الأصناف أو عدمه يبقى رهن الحظ لأنه لا يمكن التكهن بماهية الإنتاج إلا بعد الزراعة.
ويقول التعمري، إن أسوأ ما في الأمر أن المزارع يتحمل تكاليف باهظة لزراعة الأرض بدءا من تجهيزها وزراعتها وشراء الأسمدة والمبيدات اللازمة لرعاية المحاصيل لحين الوصول الى فترة الإنتاج الذي قد يكون ناجحا من ناحية الكمية والجودة أو على العكس يكون الإنتاج قليلا وذا جودة رديئة، مضيفا أنه الموسم الماضي تعرض لنكسة نتيجة عدم نجاح موسمه بالكامل وتسبب بخسارته بما يزيد على 40 ألف دينار.
وتعرض مزارعو وادي الأردن، خلال السنوات الماضية، لخسائر عدة، نتيجة زراعة البذور والتقاوي المقلدة كما حصل في تقاوي البطاطا وبذور البندورة والخيار والباذنجان والشمام.
ويرى تاجر المواد الزراعية نواش العايد، أن ارتفاع أسعار البذور الأصلية والأسمدة والمبيدات يقف حائلا أمام قدرة المزارعين على شرائها، رغم أن نتائج استخدامها تبقى مضمونة مقارنة بالبديلة، مشيرا إلى أن المزارع الذي يعتاش على الزراعة كمهنة يضطر إلى تقليل كلف الإنتاج لأقصى حد للتكيف مع قدرته المالية وتلافي أي خسائر جسيمة قد تنتج عن التحديات التسويقية.
ويضيف أن جميع الأصناف البديلة سواء البذور أو الأسمدة والمبيدات مرخصة، إلا أنها ليست بكفاءة الأصناف ذات النخب الأول، ولا تؤدي الغرض بالشكل المأمول، موضحا أن البذور البديلة أو المقلدة غالبا ما تكون ثمارها متدنية الجودة وكمية الإنتاج فيها قليلة وأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والأمراض لأنها لا تحمل صفات البذور الأصلية.
ويرى الخبير الزراعي المهندس عبد الكريم الشهاب، أن الزراعة هي الشيء الوحيد الذي يجيده أبناء وادي الأردن، الأمر الذي يدفعهم الى زراعة أراضيهم كل عام رغم التحديات التي تواجه القطاع، لافتا الى أن هذا الأمر يضطرهم الى استخدام بذور مقلدة معظمها مهربة وتحمل أسماء مشابهة لأسماء البذور الأصلية التي تباع تحت أسماء تجارية معروفة.
ويوضح أن استخدام البذور المقلدة قد يكون له عواقب وخيمة على المزارع نتيجة تراجع حجم الإنتاج وتدني جودته كونها بذور رديئة الجودة لا ترقى في جودتها للبذور الأصلية، مشيرا الى أن البذور المقلدة عادة ما تكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والآفات الزراعية التي باتت أكثر عدائية في ظل التغيرات المناخية.
ويشدد الشهاب على ضرورة دعم المزارعين وتشجيعهم على استخدام البذور الأصلية من خلال إيجاد نظام مؤسسي على غرار الجمعيات التعاونية لتأمين المزارعين بمستلزمات الإنتاج بأسعار منافسة تكسر احتكار الشركات الزراعية وتمد المزارعين بالمستلزمات لحين موعد الإنتاج، داعيا الى تشديد الرقابة على البذور والتقاوي والمبيدات والأسمدة والتأكد من مطابقتها لأعلى المواصفات الفنية.
ومن جانبه، يوضح مدير مديرية الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة المهندس محمد الجمال، أن عملية إدخال البذور تخضع لقيود صارمة، إذ يتم أخذ عينات وإرسالها للمختبرات المختصة لفحصها والتأكد من مطابقتها لمواصفات الشركة المصنعة ومن ثم عرضها على لجنة من جهات مختلفة لاعتمادها وتسجيلها بطريقة قانونية، مؤكدا أن جميع الأصناف المعتمدة للبيع في السوق المحلي مسجلة لدى الوزارة.
ويضيف أن أصناف البذور تتعدد بحسب مواصفاتها؛ إذ إن بعض الأصناف تكون باهظة الثمن كونها مقاومة للأمراض بشكل كبير وأصناف أخرى مقاومة لأمراض معينة فقط وبعض الأصناف غير مقاومة للأمراض، والمزارع هو صاحب القرار بشراء ما يريد من هذه الأصناف، مشيرا الى أنه يوجد جهات رقابية تقوم عادة بجولات على محلات بيع المواد الزراعية للتأكد من أن جميع أصناف البذور مسجلة حسب الأصول، وإذا تم ضبط أي بذور غير مسجلة فيتم مصادرتها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق التاجر.
ويبين الجمال أنه قد تحدث عمليات غش أثناء عملية التشتيل؛ إذ يقوم المشتل بخلط أصناف أقل ثمنا وبيعها على أنها أصناف باهظة الثمن، وهو أمر لا يمكن اكتشافه الا بعد وصول النبات الى مرحلة الإثمار، لافتا إلى أنه، وفي حال وجود بذور مهربة، فإن عملية السيطرة عليها صعبة إلا بحال تم ضبطها داخل محلات المواد الزراعية.