أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2018

دولة الرئيس المكلّف: الفراغ يولد الفوضى* زيان زوانة
عمان اكسشينج -
يعيش الأردن الآن لحظات فارقة في عمره ، فأنتم يا دولة الرئيس المكلف تريد التأني في اختيار فريقك، وهذا حقك. كذلك، أراد مجلس النقباء ظهيرة اليوم تعليق إجراءاته التصعيدية وإعطائك فسحة من الوقت، وهذا صواب، حيث لا حكومة فعلية مسؤولة يخاطبها حتى الآن، ومعه الحق في ذلك، لكن الشباب المحتشد صاح رافضا موقف رئيس مجلس النقباء، لأنه تجربته أفقدته الثقة بالحكومات، ذاهبة وقادمة، ويريد أن يبقى صوته مسموعا من الشارع، لأن الوعود الحكومية اثبتت عدم صدقيتها، ومع الشباب كلّ الحق، مما يترك الأطراف جميعها متمسكة بحقها المشروع المبرر، هذا بينما يطلب رئيس مجلس النواب من الأخوة العرب إرسال ودائعهم إلى البنك المركزي الأردني، وكأن الأردن على حافةّ الإفلاس، وهذا غير صحيح ولا يطابق الواقع، ما يعمل، إذا ما أضيف لتصريح وزير المالية السابق حول عدم وجود ما يكفي لدفع رواتب الموظفين، على تهريب رؤوس الأموال إلى خارج الأردن، وسحب الودائع من البنوك وتحويل المدخرات من الدينار إلى الدولار، ويرفع التكاليف بأنواعها اقتصادية وسياسية وأمنية ، وبشرية لا قدّر الله.
الأردن الآن في حالة فراغ سياسي واضح، فالكل أعلاه لديه ما يبرر سلوكه، لكنّ كما الطبيعة تكره الفراغ، فالسياسة تكرهه أيضا، خاصة إذا كانت مجبولة بالمال والأعمال والإقتصاد والمجتمع ولقمة العيش وانعدام الثقة، ما يترك الفراغ متاحا تملؤه الفوضى، لا قدّر الله، وبحيث يتواجه الشباب الأردني المحتشد بغضب، خاصة إن فقد ثقته بمجلس النقباء، في مواجهة افراد إجهزتنا الأمنية التي أثبتت صدق انتمائها لهذا الوطن وأقصى درجات ضبط النفس، كما عهدناها، لكن إلى متى؟
دولة الرئيس المكلّف،
أنتم الآن مطالبون بملاْ الفراغ على الفور، حتى قبل استكمال مشاوراتك لاختيار فريقك، فأنت الطرف الرسمي الذي كلفه قائد البلاد بقيادة المسيرة، لكنّ الوقت لا يسعفك. فتحدث الليلة يا دولة الرئيس إلى مجلس النقباء، وقف إلى جانب رئيس مجلس النقباء مخاطبا حشود الشباب بأنك ستقوم بما كلفك به قائد البلاد من سحب مشروع قانون ضريبة الدخل، وإجراء حوار وطني حوله للوصول إلى حل توافقي يرضى الجميع، وأنك ستختار من ترى فيه القدرة على تغيير النهج، وكلّ هذا مما كلفك به قائد البلاد.
أما أن تترك الساحة فارغة، بانتظار تشكيل فريقك وحلفه اليمين، فقد تجد الفوضى مكانها في الفراغ تملؤه، بكلّ كلفها.
دولة الرئيس المكلف: الطبيعة تكره الفراغ، وكذلك السياسة والمال والإقتصاد والشباب.