أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

مهرجان الزيتون.. احتفالية وطنية!!*أحمد حمد الحسبان

 الراي

لموسم الزيتون في وطننا الغالي أهمية خاصة، فالكل يتعامل معه كموسم خير وبركة، فيه يعم الخير على الجميع. ولهذا الموسم نكهة خاصة لا يحس بها إلا من شارك في موسم القطاف، وزار إحدى المعاصر، إما حاملا كمية من الزيتون لعصرها، أو راغبا في مشاهدة عمليات العصر أو شراء احتياجاته من هذه المادة التي لا غنى عنها لأية أسرة.
 
ولعملية العصر، وتعبئة الزيت التي تعتبر تتويجا لجهد كبير نكهة خاصة، تعيد إلى الاذهان أيام البيدر في الأيام الخوالي عندما كان استهلاكنا لا يتخطى حدود إنتاجنا من القمح ومختلف أنواع الحبوب، والخضار والفواكه، وكانت عامة الناس تتعامل كيد واحدة، وجسم تعاوني يعمل بالفطرة.
 
ما يميز موسم الزيتون أن كافة الأسر تستفيد منه، فالغالبية العظمى من الناس يمتلكون شجرة أو أكثر، في حديقة المنزل أو في قطعة الأرض الزراعية العائدة لهم. وكل هؤلاء ينتظرون الموسم لقطف كميات الزيتون سواء أكانت مجرد حبات قليلة، أو عدة كيلوغرامات، أو «شوالات».
 
أما الذين لا يمتلكون الأشجار لسبب أو لآخر، فتكون حصتهم محفوظة لدى أقاربهم وجيرانهم من منتجي الزيت، وتتراوح تلك الحصة ما بين «قنينة» وتنكة. وفي أقلها «عزومة مسخن»، أو «مناقيش زعتر».
 
الجميل في هذا الموسم أنه يتوج باحتفالية مهيبة، تحمل من المضامين الشيء الكثير، ففيها يبيع المنتج ما يفيض عن حاجته من الزيت والزيتون، وتتسع الدائرة لتسويق منتجات منزلية غالبيتها من خيرات الأرض، تعود بالنفع على ربات المنازل والفتيات الجالسات في منازل ذويهن، وعلى أسرهن.
 
فالاحتفالية هي المهرجان الوطني للزيتون، الذي انطلق يوم امس في حدائق الحسين تحت الرعاية الملكية السامية، والذي تنظمه مشكورة وزارة الزراعة منذ عقدين من الزمان، والذي تضيف عليه الوزارة لهذا الموسم الكثير من النكهات الوطنية، أبرزها معرض لمنتجات المرأة الريفية، وبالتالي تحويله إلى «باب رزق» للكثير من الأسر.
 
ما يبهج النفس ويدعو إلى الشعور بالراحة والفخر، التفكير الإيجابي بخصوص هذا المشروع الكبير، حيث كشف وزير الزراعة المهندس إبراهيم الشحاحدة عن توجه لإقامة معرض دائم للمنتجات الريفية، ومنها منتجات الزيتون.
 
وهذا يستدعي أن يكون هناك مبنى دائم لهذا المعرض، وفي مقدمة اختصاصاته مهرجان الزيتون الوطني الذي سيستمر كمناسبة سنوية يحتفل فيها الأردنيون بواحد من مواسم الخير المهمة لديهم. إضافة الى العديد من المهرجانات الزراعية المتخصصة، والتي تتحول الى موسم فرح من ابرز عناوينه» جودة المنتج» ويكون التسويق فيها من المنتج الى المستهلك مباشرة، وهو الشعار الذي يحقق اكثر من هدف في آن واحد، والذي يؤسس لمشروع كبير تسعى له وزارة الزراعة ويتمثل باختصار حلقات التسوق نفعا للمنتج والمستهلك معا.
 
فكل التحية إلى المزارعين الذين مهما اختلطت الأمور يظلون محور النشاط الاقتصادي. وكل التحية لوزارة الزراعة ولوزيرها «الفلاح» الذي يقسو على نفسه في سبيل تحقيق إنجازات تنتصر لهذا القطاع ولأصحابه.