أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Oct-2020

برامج أم شعارات؟*عصام قضماني

 الراي

القوائم التي تشكلت من المترشحين للانتخابات النيابية على عجل تدل على أننا لا زلنا بعيدين كثيراً عن تشكيل أحزاب قوية تقود العمل النيابي وتكون قادرة على تشكيل حكومة نيابية.
 
ليس للقوائم برامج بل شعارات وضعت كيفما أتفق وغالبا لا تمثل جميع أعضائها، والأهم من ذلك أنها لا ترقى الى برامج تليق بالانتخابات العامة ولا تصل الى مستوى تحديات المرحلة، ولا تثير إهتمام الناخبين.
 
لا يلام المترشحون لعضوية مجلس النواب الأردني إن لم يطرحوا شعارات ساخنة فهم مجرد أفراد في نهاية المطاف، وما يطرحونه مجرد تمنيات وشعارات للإستهلاك المحلي لأن البرامج تتعلق بأحزاب تسعى للوصول إلى الحكم لتنفيذ برامجها وما عدا ذلك يقع في باب الاجتهاد الشخصي.
 
والحالة هذه يقرأ المتجول في ميادين عمان شعارات قصيرة هي بديهيات التي لا خلاف عليها مثل: الوطن للجميع، المواطنة والمساواة، التنمية ومعاً من أجل مستقبل أفضل، صون الوطن وحمايته، الوطن يستحق أكثر، العدالة ومكافحة الفساد، الشباب عماد المستقبل، المرأة التي ال تخلو أي من القوائم من تمثيلها بإعتبارها لازمة ليس أكثر.
 
حتى حزب جبهة العمل الإسلامي الذي قدم عددا من المترشحين والحلفاء تحت مظلة قوائم الإصلاح، يعاني أزمة برامج بعد أن استهلك كل ما يمكن أن يقدمه على مدى الانتخابات السابقة وفي المناسبات وقد اكتفى بشعارات مقتضبة وهي أقل من الشعارات التي رفعها في جميع الانتخابات التي خاضها، وكأن القضايا الراهنة مشبعة أو أنها مملة.
 
في غياب البرامج العملية والأحزاب يعتمد المترشح على إجماع عشيرته، وفي المدن الكبرى فيعتمد على صورته المعلقة على أطراف الشوارع وعلى علاقاته والخدمات التي يقدمها للناخبين.
 
أغلب الظن أن حزب جبهة العمل الإسلامي بات يعتقد أن برامجه معروفة مسبقا فإما أنه لا داعي لتكرارها أو أنه يرى أن تجديدها غير لازم وأنه ما زال يتمتع بشعبية كبيرة تجعل من فوز غالبية قوائمه حاصل تحصيل فمن وجهة نظره القضايا الاجتماعية والاقتصادية لم تتغير ولا تخرج عن مواقفه إزاءها يجب أن تبقى في سياق الأدبيات المطروحة مثل العدالة الإجتماعية، محاربة الفقر والبطالة والفساد، وهي عناوين لم تغب عن كل الحكومات إلى تنفيذها وهي لا تغني ولا تسمن من جوع من دون برامج واقعية.
 
حزب جبهة العمل مسؤول بقدر الحكومة لكنه يختار دائما أن ينجر الى درك الشعبية فهو عندما يطرح تصورا للفساد يكون مثل المواطن العادي الذي يدفعه الإحباط والوضع الاقتصادي السيء للاعتقاد بأنه ضحية للفساد.
 
شعارات حزب جبهة العمل تصلح لكل زمان ومكان, ولكل موسم انتخابي فهي لذلك لا تحتاج إلى تجديد..