أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    25-Feb-2019

التفاهم حول «العملة» يقرب واشنطن وبكين من إبرام «اتفاق تجاري شامل»

 الشرق الأوسط

مع تزايد التفاؤل بحدوث نتائج إيجابية لجولة المباحثات التجارية بين أميركا والصين التي جرى تمديدها في واشنطن، كان من الواضح، وفقاً لما تناقلته أبرز المواقع الإخبارية نقلاً عن مصادر قريبة من النقاشات، أن قضية التلاعب بالعملة كانت نقطة مفصلية في المباحثات.
ورغم عدم الإعلان عن كثير من التفاصيل خلال المباحثات، والتكتم والاقتضاب الشديد في الإدلاء بالتصريحات، ارتفع مستوى التفاؤل بشدة مع تمديد المباحثات ليومين إضافيين، وبدلاً من انتهائها الجمعة، جرى تمديدها حتى أمس الأحد، مع تصريحات مبشرة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الصيني شي جينبينغ، إضافة إلى التطمينات التي بثها كبار المسؤولين والمفاوضين بالجانبين، والتي صبت جميعها في اتجاه أن «الأمور تسير بشكل جيد جداً»، وأن «هناك فرصاً جيدة للغاية للتوصل إلى اتفاق»، مع جدية الطرفين في بلوغ اتفاق شامل ونهائي... وهو ما أكده ترمب بتغريدة أمس قال فيها إن المباحثات مع الصين كانت «منتجة للغاية».
ورغم الإعلان في وقت مبكر من المباحثات قبل أيام عن عروض صينية لزيادة وارداتها الزراعية من الولايات المتحدة، وكذلك التفاهم بشأن حقوق الملكية الفكرية، فإن مسألة التلاعب بالعملة التي تتهم واشنطن دائما بكين بالقيام بها من أجل زيادة تنافسية السلع الصينية، ظلت من بين أكبر العوائق التي تحول دون التوصل إلى تفاهم مكتمل بين الجانبين، خاصة أن بكين تصر على نفي الاتهام بالتلاعب في عملتها، وتؤكد أن سياساتها المالية تتبع أسس السوق.
وأول من أمس، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن اتفاقا بشأن «التلاعب بالعملة» يمكن أن يتم إدخاله في اتفاق التجارة. وعبر مسؤولون من بكين أيضاً عن التفاؤل إزاء نتيجة إيجابية، وقال كبير المفاوضين الصينيين ليو هي: «بالنسبة للصين، نعتقد أنه من المرجح كثيرا أن يحصل ذلك».
وبالأمس، أشارت مصادر واسعة لـ«بلومبرغ» و«سي إن بي سي» إلى أن الطرفين أقرب ما يكون للتوصل إلى اتفاق بشأن العملة.
وفي إشارة لما تترقبه الأسواق وما يعنيه التوصل إلى اتفاق، قفزت بورصة وول ستريت، لتحقق الجمعة أعلى مكاسب أسبوعية في نحو 24 عاما، مدعومة للغاية بالإعلان مسبقاً عن تمديد المباحثات ليومين إضافيين، ما يؤكد جدية الطرفين في التوصل إلى تفاهم طويل المدى.
وكانت «رويترز» ذكرت حصريا يوم الأربعاء أن الجانبين يعدان مذكرات تفاهم بشأن السرقة الإلكترونية وحقوق الملكية الفكرية والخدمات والزراعة والتجارة من دون رسوم جمركية، بما في ذلك الدعم. وقال ترمب يوم الجمعة إن مذكرات التفاهم تلك لا تعجبه لأنها قصيرة الأجل، وإنه يريد اتفاقا طويل الأجل.
وقال مصدر مطلع على المباحثات، إن الجانبين ضيّقا هوة الخلافات بينهما بشأن حقوق الملكية الفكرية، والوصول إلى الأسواق، وتقليص عجز تجاري أميركي مع الصين يبلغ نحو 400 مليار دولار. لكن ما زالت هناك خلافات أكبر بشأن فرص معاملة الصين للشركات المملوكة للدولة والدعم ونقل التكنولوجيا القسري والسرقة الإلكترونية.
ولا يوجد اتفاق على آلية التطبيق أيضاً. فالولايات المتحدة تريد آلية قوية لضمان تنفيذ تعهدات صينية بالإصلاح، بينما تصر بكين على ما تسميها بأنها عملية «عادلة وموضوعية». وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته ليتحدث بصراحة عن الموضوع، إن «التطبيق أحجية صعبة... أنت بحاجة إلى محكمين موضوعيين لاتخاذ قرار».
وقال ترمب إن القرارات الأكبر من الممكن اتخاذها عندما يلتقي بالرئيس الصيني، وربما يكون ذلك في فلوريدا الشهر المقبل، وإن تلك القرارات قد تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة لتشمل شركتي التكنولوجيا الصينيتين «هواوي» و«زد تي إي كورب».
وعقد المفاوضون الأميركيون والصينيون محادثات امتدت لأكثر من سبع ساعات يوم السبت لحل الخلافات التجارية بين البلدين وتفادي حدوث تصعيد في تبادل فرض التعريفات الجمركية، والذي أدى بالفعل إلى اضطراب التجارة العالمية وإبطاء الاقتصاد العالمي وتوتر الأسواق المالية. والتقى الجانبان أمس مع سعيهما للتوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي الذي فرضه ترمب، الذي هدد بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية ما لم يتم التوصل لاتفاق بحلول أول مارس (آذار).
وكان يوم السبت خامس يوم على التوالي من المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم. وتم تمديد المحادثات حتى مطلع الأسبوع بعد أن أعلن الجانبان تحقيق تقدم في تضييق شقة الخلافات بينهما.
ومن المقرر أن يغادر الوفد الصيني عائدا إلى بكين اليوم الاثنين، وذلك حسبما قال شخص مطلع على خط سير الوفد. وهذه رابع جولة من المفاوضات منذ أن اتفقت واشنطن وبكين على هدنة في حربهما التجارية.
وانتهج ترمب سياسة «أميركا أولاً» التي تهدف إلى إعادة توازن التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة. وقال ترمب يوم الجمعة إن هناك «فرصة جيدة للغاية» لإبرام اتفاق، وإنه عازم على تمديد موعد نهائي لفرض رسوم جمركية يحل في الأول من مارس والالتقاء قريبا بالرئيس الصيني شي جينبينغ.
وسيكون معنى تمديد الموعد النهائي تعليق زيادة مقررة في الرسوم الجمركية على واردات أميركية من الصين بقيمة 200 مليار دولار إلى 25 في المائة من عشرة في المائة حالياً. وسيحول هذا دون احتدام الحرب التجارية التي عطلت بالفعل تجارة سلع بمئات المليارات من الدولارات وتسببت في تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وأضرت بالأسواق.
وقال ترمب ووزير الخزانة ستيفن منوتشين إن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن قضايا تتعلق بالعملات، لكنهما لم يتطرقا إلى تفاصيل. ويقول مسؤولون أميركيون منذ فترة طويلة إن اليوان الصيني دون قيمته الحقيقية، وإن هذا يعطي ميزة تجارية للصين ويعوض جزءاً من الرسوم الجمركية الأميركية. كما تعهدت الصين بشراء كميات إضافية من فول الصويا الأميركي قدرها عشرة ملايين طن متري.