أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Mar-2019

الأحزاب يفترض أن لا تعيش على الخزينة..*خالد الزبيدي

 الدستور-رفض 23 حزبًا سياسيًا المعايير والأحكام التي اقترحتها وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية لتعديل نظام الدعم المالي للاحزاب، واعتبرت احزاب تخفيض المبلغ في نهاية الامر إبطاءً لتطور الاحزاب والارتقاء بالحياة السياسية في البلاد، فالتخفيض من 50 الف دينار للحزب الواحد الى 12 الفا سنويا هو تخفيض مؤثر لكنه مهم حيث يختبر مدى قدرة الاحزاب التي تضاعف عددها وسط هامشية تأثرها في الاوساط الاردنية ..العقائدية والاجتماعية، فالاساس ان لا تعيش الاحزاب على المال العام وانما يفترض ان تحشد مواردها المالية من الاعضاء على شكل اشتراكات اولا وانشطتها وتبرعات من الاعضاء المقتدرين دون السيطرة علي هيئاتها القيادية ثانيا، واي حزب لايستطيع ترشيد نفقاته وتوجيهها لاهدافها وزيادة القيمة المضافة لها لن تستطيع الاستمرار كما لا تستطيع المساهمة في التنمية السياسية وقيادة الجماهير.

تاريخيا تطور الاحزاب السياسية وقيادتها للناس ينطلق من برامجها يفترض ان تلقى استحسان الاعضاء والمؤيدين لها، اما الفردية والظهور لاشخاص معدودين يفترض ان ينقاد لما يقدمه الحزب من أطروحات برامج سياسية واقتصادية واجتماعية بحيث تشكل البرامج عيون الاعضاء وجمهورا عريضا من المواطنين وبدون ذلك لن يكتب للبرامج الوصول المؤثر للبرلمان و/ او الحكومة، وهي اهداف تدغدغ مشاعر الاردنيين بدون استثناء، الا ان عشرات الاحزاب لم تستطع الوصول المؤثر الى البرلمان او حتى تحريك الجمهور والالتفاف حول القضايا المصيرية التي تواجه الاردنيين منذ سنوات.
بعض الاحزاب التي تأسست خلال السنوات الماضية افتتحت فروعا لها وبذل المؤسسون كأفراد مبالغ طائلة الا انها سرعان ما اغلقت معظم فروعها نظرا لارتفاع التكاليف والاغرب من ذلك انها لم تستطع المساهمة في تحسين وتيرة الاصلاح او النهوض بالتنمية السياسية، والسبب المهم في هذا الاخفاق عدم القدرة على اقناع الجمهور بما تطرحه معظم الاحزاب التي كانت تداهن الحكومات مما ادى الى إضعاف دور الاحزاب في الحياة السياسية في المملكة.
مجرد طرح مشكلة تخفيض الحكومة لمخصصات دعم الاحزاب تطرح جدوى هذا العدد الكبير من الاحزاب السياسية بدون التفاف الاردنيين حولها وما تطرحه من برامج، وان الحاجة تستدعي إعادة الاحزاب قراءة المشهد السياسي والحياة السياسية برمتها، فالتشرذم الحزبي طاح بآمال الاردنيين بتأسيس احزاب حقيقية ابتداء، لذلك ليس من باب المصادفة ان يخرج الشباب في شهر رمضان الفائت والتصدي لبرامج حكومة د.الملقي الاقتصادية والضريبية بشكل خاص متجاوزين اكثر من 30 حزبا لم تستطع طرح برامج حقيقية تقارع الحكومة و/ او تقنع الاردنيين بها..مرة اخرى الاحزاب السياسية لا تبنى بأموال الحكومات.