أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Mar-2018

بيتسبرغ مدينة إنتاج الفولاذ في أمريكا تدعم الرسوم على وارداته

 أ ف ب: استقبلت بيتسبرغ، مدينة إنتاج الفولاذ الولايات المتحدة، الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الفولاذ والألومنيوم برد فعل مغاير تماما عن ذلك الذي أبداه نواب وكبار الصناعيين وحكومات أجنبية حيال الاجراءات المثيرة للجدل.

فقد أعرب عمال وشركات في منطقة بيتسبرغ، المحرك الصناعي في غرب بنسيلفانيا حيث كان يتم إنتاج معظم الفولاذ في العالم، عن دعمهم القوي لإجراءات ترامب.
ويصر هؤلاء على أن إعلان ترامب ليس إجراء حمائيا، بل هو تحرك لدعم العمال الأمريكيين وإعادة فرض العدالة التي كانت ضائعة على مدى عقود.
وأمس الأول قال بوبي ماكاوليف، رئيس نقابة «عمال صناعة الصلب المتحدين في المنطقة العاشرة» في ولاية بنسيلفانيا، ان «عمال صناعة الصلب لم يطلبوا قط معاملة خاصة. كل ما طلبناه هو تكافؤ في الفرص». وأضاف «على هذه الدول المتحايلة أن تدفع الثمن عبر زيادة الرسوم» الجمركية المفروضة على صادراتها. وتعد النقابة الذي تتخذ من بيتسبرغ مقرا لها وتمثل نحو 850 ألف عامل في أمريكا الشمالية صوتا نافذا في صناعة شلتها الواردات الرخيصة.
ويوم الخميس سارع ممثلو العمال في عمالقة الصناعة، على غرار «شركة صناعة الصلب الأمريكية» إلى تأييد إعلان ترامب عن الرسوم، التي قوبلت بإدانة فورية من كبار قادة حزبه في الكونغرس والمنظمات التجارية التي أعربت عن قلقها بشأن تداعيات التحرك على باقي الصناعات وملايين العمال. لكن بالنسبة لصناعة الفولاذ، شكل قرار فرض الرسوم خطوة جديدة نحو ما وصفه أحد الرؤساء التنفذيين بـ»العودة الضخمة» لهذا القطاع. وفي هذا السياق، أكد بيوتر غاليتزين، الرئيس التنفيذي لشركة «تي ام كي-ايبسكو» الرائدة في مجال إنتاج أنابيب النفط والغاز، أن «التأثير الشامل ايجابي»، وقال «بإمكاننا أن نخسر القليل على جانب الواردات، لكن المكاسب ستكون أكبر بكثير على الصعيد المحلي».
وأوضح أن عمال شركته «سعداء» بالرسوم. وأضاف «ليس سرا أن الكثير من أصحاب الياقات الزرقاء (العمال) صوتوا لصالح ترامب على خلفية تعهده بإعادة الوظائف» في قطاع الصناعة التي تقلصت على مدى الأعوام الـ40 الماضية. وفي مصنع تابع للشركة في كوبيل، يتم صهر خردة الحديد في فرن كهربائي تتجاوز الحرارة فيه 1650 درجة مئوية. ويتم تحويلها إلى أنابيب فولاذملتحمة في منشأة في بلدة آمبريدج القريبة.
وفي كوبيل، يتمحور الحديث عن التفاؤل بمستقبل المصنع المحلي والصناعة بشكل عام لا عن التداعيات السياسية والتجارية للرسوم. وقال المدير العام للمصنع ريغان كينزر «نتوقع عاما قويا للغاية». وأكد مايك سابات، رئيس نقابة «عمال صناعة الصلب المتحدين 9305» المحلية، أن العمال يرون أن تحرك ترامب «مناسب» للصناعة الأمريكية. وأضاف سابات المسؤول عن الصيانة في آمبريدج «يشعرون أن (الاجراء) سيخلق فرص عمل». لكن لا يتفق الجميع مع هذا الرأي. فبالنسبة ل كريستوفر بلامر، رئيس معهد استشارات «ميتال ستراتيجيز» الذي يصدر تحليلات بشأن الصناعة، فإن تحرك ترامب سيثير ردا انتقاميا «سريعا واستهدافيا بشكل كبير» من الخارج حيث سيتم التعويض عبر فرض رسوم على الصادرات الأمريكية، وسترتفع أسعار بعض السلع التي تستخدم الألومنيوم كالسيارات والجعة المعلبة. 
وأضاف «السؤال هو إلى أي مدى سيكون تأثيرها السلبي». ونوه إلى أن قطاع صناعة الفولاذ تعافى من انهيار أسعار النفط عام 2014. 
وأفاد كريس برايم، الخبير في اقتصاد المنطقة في جامعة بيتسبرغ، أن المدينة الواقعة قرب مصادر الفحم والمعادن عند تقاطع ثلاثة أنهار ابتعدت عن الصناعة الثقيلة على مدى سنوات.
وانتقلت أعمال التعدين إلى مناطق أكثر ربحية واعتمدت تكنولوجيا أكثر مرونة.
وفي خمسينات القرن الماضي، عندما كانت صناعة الفولاذ في بيتسبرغ في أفصل حالاتها والأهم في العالم، كانت المنطقة مقرا لأكثر من مئة ألف وظيفة في معامل الحديد والصلب.
وتراجع هذا العدد إلى خمسة آلاف فقط الآن في وقت غيرت التحسينات الهائلة في الإنتاج والتحول التكنولوجي الصناعة إلى الأبد، وفقا لبرايم، الذي قال «لا يمكن إعادة بناء الصناعة الثقيلة في غرب بنسيلفانيا مع الرسوم أو بدونها»، وأضاف «لا يوجد معمل للفولاذ هنا بانتظار إعادة تشغيله».